تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic > منتدى القرآن الكريم Quran

منتدى القرآن الكريم Quran تحميل مصاحف كامله قسم التسجيلات الخارجية والحفلات النادرة للقراء قسم قراء دول جزيرة العرب قسم روائع الإصدارات القرآنيه قسم التلاوات الخاشعه والمبكية (خاص) قسم المرئيات القرآنيه قسم الصلوات الجهريه من الحرمين الشريفين قسم الأذان والمؤذنين قسم تلاوات الأشبال قسم علوم القرآن الكريم قسم طلبات صوتيات ومرئيات القرآن الكريم مركز رفع تلاوات منتدى القرآن الكريم


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-21-2024, 09:13 AM   #1
zoro1
مـــــديـر عــــــام الدي في دي العربي ♥ ♥ ♥ مساعد رئيس الديفيدي لشئون المشرفين واهم الاعضاء ♥ ♥ ♥ مدير اداره بالشئون الاداريه للمنتدى
 
الصورة الرمزية zoro1
 
تاريخ التسجيل: Sep 2023
المشاركات: 1,732
معدل تقييم المستوى: 3
zoro1 is on a distinguished road
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ.... ﴾
انشر علي twitter


تفسير قوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء.....}.

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم


تفسير قوله تعالى:
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ.... ﴾ [آل عمران: 26].


قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26].



في هذه الآية بيان عظمة الله - عز وجل - وكمال ملكه، وتمام قدرته، كما أن فيها تعريضًا بأهل الكتاب، وأن إعراضهم إنما هو حسد على زوال النبوة منهم وانقراض ملكهم، وإبطالًا لزعمهم أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة.



قوله: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ﴾: الخطاب والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: قُل يا محمد مُعَظِّمًا لربك ومتوكلًا علىه وشاكرًا له ومفوضًا إليه، وهو خطاب له ولمن تبِعه.



﴿ اللَّهُمَّ﴾: أصلها «يا الله» مُنادى حُذِفت منه ياء النداء.



قال ابن القيم[1]: «لا خلاف أن لفظ «اللهم» معناها: (يا الله)؛ ولهذا لا تُستعمل إلا في الطلب، فلا يُقال: (اللهم الغفور الرحيم)، بل يقول: (الله اغفر لي وارحمني)».



واختلفوا في الميم المشددة من آخر الاسم (اللهمَّ) فقيل: زيدت عِوضًا عن حرف النداء؛ ولهذا لا يُجمع بينهما في الشعر، كما قال ابن مالك[2]:

وشذ يا اللهم في قريض


ومن هذا قول الشاعر:

إني إذا ما حدث ألمَّا
أقول يا اللهمَّ يا اللهمَّ[3]



وقيل: زيدت الميم للتعظيم والتفخيم كزيادتها في (زرقم) لشديد الزرقة، وفي (ابنم) في (ابن).



قال ابن القيم بعد أن ذكر هذا[4]: «وهذا القول صحيح لكن يحتاج إلى تتمة، وقائله لحظ معنى صحيحًا لابد من بيانه، وهو أن الميم تدل على الجمع وتقتضيه، ومخرجها يقتضي ذلك، وهذا مُطرد على أصل من أثبت المناسبة بين اللفظ والمعني، كما هو مذهب أساطين العربية».



إلى أن قال: «وإذا علم هذا من شأن الميم، فهم قد ألحقوها في آخر هذا الاسم (اللهم) الذي يسأل العبد به ربه سبحانه في كل حاجة وكل حال، إيذانًا بجمع أسمائه تعالى وصفاته، فإذا قال السائل: (اللهم إني أسألك) كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العُلى بأسمائه وصفاته، فأتى بالميم المؤذنة بالجمع في آخر هذا الاسم إيذانًا بسؤاله تعالى بأسمائه كلها.



كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «مَا أَصَابَ عبدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ...» وذكر الحديث بطوله.



إلى أن قال: «وهذا القول الذي اخترناه قد جاء عن غير واحد من السلف، قال الحسن البصري: «اللهم»: مجمع الدعاء، وقال أبو رجاء العطاردي: إن الميم في قوله «اللهم» فيها تسعة وتسعون اسمًا من أسماء الله تعالى، وقال النضر بن شُميل: من قال «اللهم» فقد دعا الله بجميع أسمائه».



﴿ مَالِكَ الْمُلْكِ ﴾: بدل من قوله «اللهم»، أو منادى ثانٍ، أي: يا مالك الملك.



ومعنى ﴿ مَالِكَ الْمُلْكِ ﴾؛ أي: لك الملك، أي: أنت المالك لكل شيء، المتصرف فيه، و(ال) في الملك هنا وفي الموضع بعده للجنس؛ أي: لك الملك كله؛ كما قال تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 120]، وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 17]، وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18].



﴿ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ ﴾: جملة استئنافية فيها مع ما عطف علىها، ومع قوله: ﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ﴾ الآية بيان تمام ملكه، وكمال تصرفه.



و﴿ مَن ﴾: اسم موصول في محل نصب مفعول ثانٍ لـ ﴿ تُؤْتِي﴾؛ أي: تُعطي الملك الذي تشاء، أي: الذي تريد كونًا إعطاءه إيَّاه لحكمة تعلمها.



وهو مُلك نسبي كمًّا؛ لأن من أعطاه الله الملك لا يملك إلا مملكته التي أعطاها الله إيَّاها دون غيرها.



وهو مُلك نسبي كيفًا؛ لأن من أتاه الله الملك إنما يجوز له التصرف في ملكه وفق ما شرع الله، وليس له التصرف المطلق.



﴿ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ﴾: نزع الملك أخذه ومنعه، وفي التعبير بـ«تنزع» إشارة إلى تشبث الملوك بملكهم.



و«ما»: موصولة، أي: وتأخذ الملك من الذي تريد أخذ الملك منه بعد تمليكه، وتمنع الملك ممن تريد فلا يحصل على الملك أصلًا، كل ذلك لحكمة تعلمها.



﴿ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ﴾؛ أي: وتقوي وتنصُر وتؤيد الذي تريد نصره، فتكون له العزة والنصر والغلبة.



﴿ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ﴾؛ أي: وتذل الذي تريد إذلاله، فيكون ضعيفًا ذليلًا.



والإعزاز قد يكون كونيًا فقط لحكمة وأسباب مادية، بأن يجعل الله تعالى القوة والغلبة لطائفة ولو كانت كافرة على طائفة أخرى، فيعز هذه الطائفة ويذل الأخرى وهذا في الدنيا.



وقد يكون الإعزاز كونيًا شرعيًا؛ بأن يوفق الله الإنسان لأسباب العزة الحقيقية وهي الإيمان بالله تعالى وطاعته والتقرب إليه؛ فهذه هي العزة حقًّا في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].



وبها تحصل الغلبة والنصر مع توافُر أسبابه المادية؛ كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].



كما أن الإذلال قد يكون كونيًّا فقط لحكمة وأسباب مادية، وقد يكون كونيًّا شرعيًّا، بأن يُخذل الإنسان ويُبتلى بأسباب الذل وهي الكفر والمعاصي؛ وهذا هو الذل حقًّا، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].



فالعز كل العز بالإيمان بالله تعالى وطاعته، والذل كل الذل بالكفر بالله ومعصيته، ولهذا قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو فمعتق نفسه أو موبقها»[5].



﴿ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾: قدَّم الخبر للتخصيص، أي: بيدك وحدك الخير كله. خير الدين، وخير الدنيا، وخير الآخرة، أي: كل ما فيه نفع ومصلحة، دينية أو دنيوية أو أُخروية من التوفيق للإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وأسباب العزة الحقيقية، والنصر على الأعداء، والأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان، والرزق الحلال، وغير ذلك؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّا ﴾ [إبراهيم: 34].



وفي الحديث: «اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك»[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «يده ملأى سحاء الليل والنهار»[7].



﴿ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾: الجملة تعليل لما قبلها، أي: لأنك على كل شيءٍ قدير. «إنَّ»: حرف توكيد، ﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ﴾: متعلق بــ«قدير»، وقُدِّم عليه لتأكيد عموم قدرته على كل شيء أيًّا كان صغيرًا أو كبيرًا، قليلًا أو كثيرًا.



و«القدرة»: فعل الشيء بدون عجز، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44].



فالقدرة ضدها العجز، كما أن القوة ضدها الضعف، والقدرة يوصف بها فقط ذوو الإدراك، أما القوة فيوصف بها ذوو الإدراك وغيرهم، فيُقال: فلان قوي، كما يُقال: الحديد قوي.



قوله تعالى: ﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 27].



دلَّل عز وجل في الآية السابقة على عظمة ملكه، وتمام قدرته بكونه يؤتي الملك من يشاء، وينزعه عمن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ثم دلَّل لذلك في هذه الآية بمداولته الليالي والأيام والتصرف بالزمان.



قوله: ﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ﴾: أي وتُدخِل الليل في النهار، فيطول الليل ويزيد على النهار.



﴿ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾: أي وتُدخِل النهار في الليل، فيطول النهار ويزيد على الليل.



قال ابن كثير[8]: «أي: تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا، فيعتدلان، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان، ثم يعتدلان، وهكذا في فصول السنة: ربيعًا وصيفًا وخريفًا وشتاءً».



فإذا طال الليل- وذلك في الشتاء- مال الجو إلى البرودة حتى تصل البرودة ذروتها لقلة زمن وجود الشمس على سطح الأرض وكون شعاعها غير عمودي، وإذا طال النهار- وذلك في الصيف- مال الجو إلى الحرارة حتى تصل الحرارة ذروتها، وذلك لطول زمن وجود الشمس على سطح الأرض وكون شعاعها عموديًّا.



ومن حكمة الله تعالى ورحمته كون هذا التداخل بين الليل والنهار تدريجيًّا؛ حتى لا يؤثِّر ذلك على الكائنات والنبات ونظام الحياة؛ ولهذا كانت فصول السنة أربعة فصول: فصل الشتاء، وفصل الصيف، وفصلان انتقالان بينهما وهما: فصل الربيع، وفصل الخريف.



وفي هذا كله من المنافع والمصالح للإنسان والحيوان والنبات وغير ذلك ما لا يُحصى، فيحصل كل نوع من الكائنات الحية والنباتات على ما يناسبه، فبعض الكائنات والنباتات تحتاج إلى البرودة، وبعضها يحتاج إلى الحرارة، وبعضها يحتاج إلى الأمرين، وبعضها يحتاج إلى الاعتدال.



﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾: قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم، وأبو عمرو، وابن عامر «الميْت» بالتخفيف، وقرأ الباقون ﴿ الْمَيِّتِ﴾بالتشديد.



و«الميْت» بالتخفيف: الذي قد مات دون الذي لم يَمُت، و«الميِّت» بالتشديد الذي قد مات والذي لم يَمُت وسيموت، قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].



قال الشاعر:

ليس من مات فاستراح بمَيْتٍ
إنما المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ[9]



أي: ﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ ﴾حياة حسيَّة ﴿ مِنَ الْمَيِّتِ﴾موتًا حسيًّا، ومن ذلك أن الله - عز وجل - خلق آدم وأوجده وأحياه من التراب والطين الذي هو جماد لا حياة فيه، وخلق كل واحد من ذريته من نطفة وهي ميتة إلى نفخ الروح فيه بعد تمام مراحل تكوينه، كما قال تعالى: ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 28].



ومن ذلك إخراج الدجاجة من البيضة، وإخراج الزرع من الحبة، والنخلة من النواة، كما قال تعالى: ﴿ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الروم: 50]، ومن ذلك أن تموت الأم ويخرج ما في بطنها حيًّا.



وأيضًا ﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ ﴾؛ أي: الولد المؤمن الحيّ حياة معنوية قلبية ﴿ مِنَ الْمَيِّتِ﴾؛ أي: من الوالد الكافر الميت موتًا معنويًّا قلبيًّا، أي: يخرج الولد المؤمن من الوالد الكافر، وهذا أعظم وأهم؛ كما قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].



﴿ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴾: أي: وتخرج المولود الميت موتًا حسيًّا إنسانًا كان أو حيوانًا ﴿ مِنَ الْحَيِّ ﴾ من الوالد الحيّ حياة حسية إنسانًا كان أو حيوانًا، فتلد الأنثى من الإنسان أو الحيوان وتُسقِط مولودًا ميتًا، ومن ذلك إخراج البيضة من الدجاجة.



وأيضًا ﴿ وَتُخْرِجُ﴾ الولد الكافر الميت موتًا معنويًّا قلبيًّا ﴿ مِنَ الْحَيِّ ﴾؛ أي: من الوالد المؤمن الحيّ حياة معنوية قلبية، أي: وتُخرِج الولد الكافر من الوالد المؤمن.



فهو سبحانه الذي يُخرِج المتضادات بعضها من بعض، وقد انقادت له جميع العناصر، كما قال الشاعر:

من ظاهر النِّعم الكبرى وباطنها
هذا السحاب به ماءٌ به نار
لا ينكر الله إلا جاهل نَزِقٌ
غِرٌّ بليد سفيه الرأي ختّار[10]


﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾: (الرزق): العطاء، ويشمل رزق الدنيا والآخرة. ورزق الدنيا نوعان: رزق به قوام الأبدان من المآكل والمشارب والمساكن والمراكب.. ونحو ذلك، وهذا يُعطيه الله لجميع الخلق المؤمن والكافر، والبر والفاجر حتى البهائم؛ كما قال تعالى: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20].



ورزق به قوام القلوب والأرواح من الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وهذا خاص بمن وفَّقهم الله لذلك، نسأل الله من فضله.



أما رزق الآخرة فهو ما أعدهُ الله لأهل الجنة من الثواب العظيم والنعيم المقيم؛ كما قال تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾ [مريم: 62].



والمعني: وتعطي الذي تريد من الخلق حسب ما اقتضته حكمتك ﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، وحذف مفعول «ترزق»، ليعم كل رزق من رزق الدين والدنيا والآخرة.



﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾؛ أي: من غير أن تُحصي عليهم ما أعطيتهم وتحده بحد، بل تُعطي العطاء الجزيل بلا حد.



وليس معنى هذا أن الأرزاق غير مقدرة، بل كل شيء مقدر عند الله - عز وجل - كما قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21].



كما أنه سبحانه يُعطي العطاء الجزيل، ولا يخاف أن ينفد ما عنده، ويعطي تفضلًا منه وكرمًا بغير عوض.


[1] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 483).

[2] انظر: «ألفيته» (50).

[3] البيت لأبي خراش الهذلي، ويقال: لأمية بن أبي الصلت؛ انظر: «المقتضب» (4/ 242).

[4] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 487).

[5] سبق تخريجه.

[6] أخرجه أبو داود في «الطب» (3919)، من حديث عروة بن عامر رضي الله عنه.

[7] سبق تخريجه.

[8] في «تفسيره» (2/ 23).

[9] البيت لعدي بن الرعلاء الغساني، والرعلاء أمه. انظر: «معاني القرآن وإعرابه» للزجَّاج (2/ 157)، و«لسان العرب» مادة: (موت).

[10] البيتان للشاعر وليد الأعظمي؛ انظر: «المجموعة الكاملة» (ص135).



الألوكة
...................

__________________

من مواضيع zoro1

zoro1 متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
قديم 11-21-2024, 11:17 AM   #2
۩◄عبد العزيز شلبى►۩
كبير المشرفين والمراقبين ♥ ♥ الاداره العامه والعليا ♥ ♥ مراقب عام برامج سات برامج نت
 
الصورة الرمزية ۩◄عبد العزيز شلبى►۩
 
تاريخ التسجيل: Sep 2023
الدولة: **مصـ المنصورة ـر**
المشاركات: 3,157
معدل تقييم المستوى: 5
۩◄عبد العزيز شلبى►۩ is on a distinguished road

Awards Showcase

افتراضي


۩◄عبد العزيز شلبى►۩ متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
قديم 11-24-2024, 07:15 PM   #3
اسلا م محمد
مشرف عام اقسام القنوات والترددات@ مدير عام الشئون الاداريه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2024
المشاركات: 491
معدل تقييم المستوى: 1
اسلا م محمد is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك مهندسنـــــا الغالي
الله ينور عليـــــك
__________________

من مواضيع اسلا م محمد

اسلا م محمد متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, مَالِكَ, مَنْ, مِمَّنْ, اللَّهُمَّ, الْمُلْكَ, الْمُلْكِ, تَشَاءُ, تَشَاءُ...., تُؤْتِي, تعالى:, تفسير, وَتَنْزِعُ, قُلِ, قوله


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ) . zoro1 منتدى القرآن الكريم Quran 1 11-07-2024 11:53 AM
تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ). zoro1 منتدى القرآن الكريم Quran 1 10-27-2024 01:14 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ الم ﴾ zoro1 الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 2 02-27-2024 10:25 PM
تفسير قوله تعالى : ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]. zoro1 الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 2 02-27-2024 10:01 PM
تفسير قوله تعالى : ﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللهُ سَكِینَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ . zoro1 الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 1 09-26-2023 03:59 PM

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 06:02 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303