ماذا وراء استباحة الرافضة للمقدادية مجددا ؟!

[فريق منتدى الدي في دي العربي]

ماذا وراء استباحة الرافضة للمقدادية مجددا ؟!

د. زياد الشامي





"الاستباحة" هي في الحقيقة الكلمة الأكثر دقة ومصداقية لتجسيد ما يجري على أرض الواقع في بلدة المقدادية السنية , حيث تعيث المليشيات الرافضية هناك فسادا , وتمارس أبشع أنواع الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق أهل السنة , ضمن أجندة سياسية رافضية لتغيير ديمغرافي واضح المعالم .


لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها مدن وبلدات محافظة ديالى عموما والمقدادية على وجه الخصوص لاستباحة وحملة تطهير وتهجير ضد المكون السني , فمنذ شهرين تقريبا تعرضت البلدة لحصار محكم من قبل المليشيات الرافضية لأيام , ومنعت حتى كبار المسؤولين في العراق من دخول البلدة , لتقتل خلال تلك الأيام على الهوية أكثر من 120 سنيا , وتحرق عشرات المساجد والمحلات التي يملكها أهل السنة , ناهيك عن إضرام النيران في بساتين 14 قرية سنية ، لتبدأ بعدها المليشيات الرافضية موجة قصف بقذائف الهاون على المناطق السكنية ، مطالبة سكان المدينة ذات الأغلبية السنية عبر مكبرات الصوت بالرحيل وإلا فسيلاقون الموت .


ويكفي أن نذكر أن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري "ابن المدينة" مُنع من دخولها للاطلاع على حقيقة ما يجرى فيها حينها , الأمر الذي دفعه للتأكيد بأن العمليات الانتقامية التي تستهدف السنة في المقدادية كانت تجري بعلم الدولة ، وأن منفذيها معروفون بالأسماء !!


بل إن منظمة هيومن رايتس ووتش كشفت حينها أن عناصر من مليشيات شيعية -ضمتها الحكومة إلى قوات الجيش - اختطفت وقتلت عشرات من السنة المقيمين بالمقدادية، دون أن يقدَم المشتبه فيهم إلى العدالة !!



وإذا كانت ذريعة استباحة الرافضة للمقدادية منذ شهرين هو الانتقام بعد تفجير استهدف مقهى كان يرتاده شبان سنة وشيعة في الحي العصري بسيارتين مفخختين , فإن الذريعة في استباحة البلدة منذ ثلاثة أيام متتالية وحتى الآن هو الانتقام أيضا من تفجير استهدف هذه المرة مجلس عزاء فيه بعض قيادات ما يسمى "الحشد الرافضي" ....الأمر الذي يشير إلى هيمنة أسلوب العصابات والمليشيات في التعامل مع هكذا أزمات , وغياب مفهوم الدولة التي تحقق في الموضوع وتحيل المتهمين إلى القضاء .


المعلومات الواردة من بلدة المقدادية منذ الاثنين الماضي وحتى الآن تشير إلى أن الميليشيات الرافضية تشن بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية حملات تطهير وانتهاكات جديدة ، فضلاً عن تفجير منازل واختطاف العديد من المواطنين .


وتفيد التقارير بأن تلك الميليشيات ابتدأت حملتها بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة هاون طالت مناطق في محيط المدينة قبل أن تقدم على اقتحامها وإطلاق النار على الأهالي , ما أسفر حتى الآن عن مقتل وإصابة ما يزيد عن ثلاثين شخصًا , بينهم شيخ قبيلة الزبيد جاسم الزبيدي , وسط ترديد شعارات طائفية والتصريح بمصطلحات الانتقام .


اللافت في استباحة البلدة أنه يأتي للمرة الثانية خلال شهرين فقط بالتنسيق مع الحكومة كما يبدو , فقد تزامن هجوم الميليشيات مع انسحاب قوّات الجيش الحكومي من البلدة ، وتسليم ملفها الأمني للشرطة المحلية التي تأكد شهادات موثقة على أن أفرادها هم في الأصل متورطون بجرائم طائفية , وأنهم يوفرون الغطاء للميليشيات في حملتها على المقدادية .


وعلى الرغم من تعبير المكون السني في مجلس النواب العراقي في جلسته أول أمس الثلاثاء على ما يجري بالمقدادية ، إلا أن ذلك لا يبدو أنه سيوقف آلة القتل والتهجير القسري الرافضي لسنة المقدادية , خصوصا مع استمرار هيمنة ملالي إيران على العراق بمباركة ودعم أمريكي واضح .


والحقيقة أن من يدقق في المستفيد الأول من هذه التفجيرات التي تسبق حملة الاستباحة للمدن والبلدات السنية , لا يشك لحظة أن ملالي قم ومليشياتها في العراق هم أكبر المستفيدين , حيث تمنحهم هذه التفجيرات ذريعة ومبررا لتنفيذ مشروع التغيير الديمغرافي في محافظة ديالى عموما , وفي المقدادية على وجه الخصوص .


ولعل هذه النظرة المنطقية هي ما دفعت البعض للإعراب عن اعتقاده أن التفجير الأخير كان مخططا له بغية زعزعة الأمن في المدينة واستهداف سكانها السنة لإجبارهم على الرحيل .


ومن هنا أكدت هيئة علماء المسلمين بالعراق أن الميليشيات الطائفية الرافضية تستغل التفجير الذي استهدف مجلس عزاء في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى , لتبرير ارتكاب جرائم وحشية وانتهاكات صارخة ضد أبناء القضاء السنة .


وفي ختام بيانها أكدت هيئة علماء المسلمين أن هذه الجرائم النكراء الخارجة على كل القيم البشرية ، تكشف عزم الميليشيات الطائفية وحكومتها على تفريغ محافظة ديالى من سكانها الأصليين وتوطين غرباء محلهم ..


وهو ما يعتبر السر وراء الوحشية التي تمارسها تلك المليشيات ضد أهالي المقدادية .