بلادي
وَما زَرَعَ الْمُعَلِّمُ في بِلادي *** وَفَلّاحٌ يَتوقُ إِلى الْحَصادِ
وَبِالدَّمِ كَمْ شَهيدٍ قَدْ رَواهُ *** غَدا في بَيْدَرٍ لِأَبي الْفَسادِ!
(بلِادٌ ماتَ فِتْيَتُها لِيَحْيا) *** فَسادٌ عَمَّ أَرْجاءَ الْبِلادِ
يَزيدُ فَقيرَها الْمِسْكينَ فَقْرًا ** وَيَأْكُلُ خَيْرَها مِثْلَ الْجَرادِ
بِلادٌ لَمْ تَعُدْ لِلشَّعْبِ لكِنْ *** لِمَنْ غَصْبًا تَحَكَّمَ في الْعِبادِ
يُعَدُّ عَلى الْأَصابِعِ مُتْرَفوها *** وَفيها الْكادِحونَ بِلا عِدادِ
وَمَنْ دُوَلًا يَشيدُ بِغَيْرِ عِلْمٍ *** كَمَنْ رَفَعَ الْبُيوتَ بِلا عِمادِ
سَتَهْدِمُها الْجَهالَةُ دونَ رَيْبٍ *** تُسَوّي ما عَلاهُ بِالْمِهادِ
وَلائِمَةٍ يَراعي قَدْ أَتَتْني *** تَقولُ: أَلا وَقَفْتَ عَلى الْحِيادِ!
فَقُلْتُ لَها: أَنا ما كُنْتُ عَبْدًا *** لِأَقْنَعَ بِالطَّعامِ وَبِالرُّقادِ
أَنا الْعَبْدُ الْفَقيرُ لِفَضْلِ رَبّي *** رِضا الرَّحْمنِ لا الْعادي مُرادي
إِذا بِالْحَقِّ لَمْ يَصْدَعْ يَراعي *** فَماءُ السَّيْلِ خَيْرٌ مِنْ مِدادي
مَعاذَ اللهِ مِنْ قَلَمٍ رَخيصٍ *** عُيونَ الشِّعْرِ يَمْلَأُ بِالرَّمادِ
سَأَصْدَعُ بِالْحَقيقَةِ دونَ خَوْفٍ *** مِنَ الْجَلّادِ أَوْ سِجْنِ الْأَعادي
(فَما نَيْلُ الْكَرامَةِ بِالتَّمَنّي) *** وَلكِنْ دونَها خَرْطُ الْقَتادِ