أسلوب إيقاظ الحس في التربية
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
اجعل كل ما حولك يتحدث عما تريد تربية ابنك عليه، وبهذا تمتلئ أحاسيسه وتزدحم أفكاره ورغباته فيما تريد.
مثلاً:
إذا استأذن أن يخرج للعب، فقل: تصلي العصر ثم تخرج، وردد: فلان سيأتي بعد صلاة العشاء، سنأكل هذا بعد صلاة المغرب، كم بقي على الصلاة؟ هل أذن المؤذن؟ ونحو هذا من العبارات..
ثم اجعل عقله الباطن يخزن الصور التي تحب أن يكون عليها: أنت سَبَّاق للمسجد، أنت الخاشع، أنت كبلال بن رباح تذكرنا بالصلاة، ثم تملأ بصره بمثل هذه المشاهد: فتجعل لك مكانًا خاصًا تصلي فيه في بيتك، وتجعل الأم ملابس للصلاة تصنعها لابنتها الصغيرة وتضعها مع ملابسها، وهكذا كل ما حوله يذكره بالصلاة، إذا أردت أن تعلمه الحساب مثلاً، فقل له: رجل صلى ركعتين، ثم صلى الظهر أربع ركعات، فكم ركعة صلاها؟... وهكذا.
وإذا كان كبيراً، فمن الأمثلة: رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة40سنتيمتر، فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كل خطوة، فكم حسنة يحصل عليها؟، وعلى هذا النحو قس.
• ومثل هذا أن تربيه باللقب الجميل: كحمامة المسجد، حافظ القرآن، العالم، المجاهد... أو تنادي البنت: أم الأيتام، الصابرة، العفيفة، المباركة..
ولصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كنى مشهورة وألقاب عظيمة، وكان من ثنائه صلى الله عليه وسلم على المتفوقين إطلاق الألقاب عليهم، فأبو عبيدة " أمينُ الأمة "، وابن مسعود "غلامٌ معلَّمٌ، والزبير "حواريُّ الرسول".. وهذه الألقاب بمنزلة "شهاداتٍ نبوية " مباركة، فرح أصحابها جداً بها!.
يقول الدكتور هشام الطالب: (( تذكّروا أيها الآباءُ أنّ الدمَ الصحيّ الذي يحتاج إليه أبناؤكم هو التقديرُ والتشجيع، لا تحرموهم منه فقد يصابون بفقر الدم))!..
• ومن الأخطاء عند بعض المربين: مناداته لابنه يا كذاب، يا منافق، يا فوضوي، أنت ما فيك خير، أبدًا ما تفهم، أو استعمال ألقاب الكفار وألقاب الدلع، فيتربى الأبناء على أسوأ المعاني بتكرار هذه العبارات على مسامعهم.