تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
أخلاق تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
والإمام الشهم ابن حزم الأندلسي!
@S_Alobodi
بسم الله الرحمن الرحيم
أحزنني للغاية أن بعضهم غضِبَ على صديقِه وشقيقِ روحه فكشف للناس ما أفضى له صديقه في مجالسهما الخاصة من أسرار، وأبدى للآخرين ما ألقاه على سمْعِهِ من أخبار، وقارَضَه على الفور صاحبه بالمثل، وكافأه على الفضائح بفضائح، وكالعادة سيجد كل كائن يمشي على وجه الأرض تأويلا قريبا لما يشتهي أن يفعله مما يشفي به غيظه، ولن يعدم ثوبا سابغا يخرّج به دوافعه النفسية وتصرفاته الأخلاقية، وإنما يُعرف معدنُ الرجال زمن الخصومات، والشهم وإن سمح للغضب أن يلجَ باب قلبه، فإنه لا يمنحه فرصة الاحتلال الكامل لروحه، ولا يهبه السيطرة التامة على إرادته، ولا يملِّكه مفاتيحَ تصرفاته، بل يغضب ذوو الشهامة كغيرهم ثم تبقى لديهم حدودٌ من الأخلاق لا يتجاوزونها، وتظل عندهم حرمات للخصومة لا ينتهكونها، وسيظل كشف أسرار الأصدقاء بقصد الإمعان في النكاية عند الخلافات هو آخر جدران الأخلاق الكريمة!
قبل سنوات كان أحد الأصحاب له خصوم يهاجمونه بشتى الوسائل وبمقالات مختلفة وبأسماء صريحة ومستعارة، وكانوا أصحابا له في زمن مضى، سألته مرةً عن بعضهم، فقال لي بلطف متناهٍ –وهو يدافع عبارات تتقافز من جوفه-: لا أستطيع أن أذكر ما دار بيننا في مجالسنا الخاصة! يقصد أنه ينافي مبدأ الأخلاق رغم كل شيء، ورغم كل ما يفعلونه، وهكذا العاقل يدرك جيدا أن للخصومة أخلاقا لا تنكشف له وللناس إلا حين يملأ الغيظ أعماق قلبه!
ذكر الإمام ابن حزم الأندلسي قصةً طريفةً له مع أحدِ أصدقاء الرخاء هؤلاء، أولئك الذين تسبب حرارة الغيظ جزْرا في أخلاقهم الكريمة، فيفزعون إلى كشف الأسرار المبثوثة في المجالس الخاصة،-وعادةً المرء أن يلقي تسعة أعشار تحفُّظه في المجالس الخاصة-، والأعجب في القصة هي شهامة ابن حزم في تعاطيه مع تنكِّر صاحبه له وانقلابه عليه، فلم يقارضه على الانحطاط بانحطاط، وإنما بادر لإذهاب قلق صاحبه بأبيات يونّسه بها! فلله درَّه! قال ابن حزم:
(كان لي مرة صديق، ففسدت نيَّته بعد وَكِيدِ مودَّةٍ لا يُكفَر بمِثلِها، وكان علم كل واحد منا سرَّ صاحبه وسقطت المؤنة، فلما تغير علي أفشى كل ما اطلع لي عليه مما كنت اطلعتُ منه على أضعافه، ثم اتصل به أن قوله فيَّ قد بلغني، فجزع لذلك وخشي أن أقارضَه على قبيح فعلته، وبلغني ذلك فكتبت إليه شعرا أونسه فيه وأعلمه أني لا أقارضه) رضي الله عن ابن حزم الأندلسي على شهامته النادرة، فرغم كونه اطلع على أسرار صاحبه أكثر مما اطلع عليه صاحبه من أسراره، لكنه لم يستعمل هذه الثغرة لإلحاق الأذى بصاحبه.. فأخلاق الرجال لجامٌ وثيق يشتدُّ طوقُه في أعناقهم كلما دعاهم الغضب بأعلى صوته إلى حظيرة الانتقام!
سليمان بن ناصر العبودي
Hoghr hgow,lm