القلق من المستقبل
أ. زينب مصطفى
السؤال
مرحبًا:
أنا فتاة عَزْباء، تربَّيت في بيئة قاسية جدًّا، وهذا أثَّر في نفسي كثيرًا، أحس بعدم الأمان والفراغ العاطفي، وعندما أتحدَّث مع أحدٍ ويقوم برَفْع صوته، أو ينتقدني بأمرٍ ما، أحس بالخوف، ولا أعرف كيف أُجيب، لَدَي قلقٌ من المستقبل وقد سَيْطر عليّ بشكلٍ كبير.
أريد أن أتخلَّص من هذا القلق، وأريد أن تكون شخصيَّتي قويَّة، أتحدَّث كما أريد دون أن أخشى أحدًا، ساعدوني أرجوكم.
الجواب
معظم ما يعتري الإنسان من مشكلات، لا يكون له يدٌ فيها، بل غيره كان السبب في ظهور هذه المشكلة لَدَيه، لكن من أرْوَع ما يتميَّز به الإنسان أنه لا يستسلم لها، وأنه يَسعى لحلِّها، أو التخلُّص منها قَدْر استطاعته، طالبًا من الله العونَ والتسديد، ساعيًا في خُطوات جادَّة نحو التغيير.
وذلك ما أعجَبني فيك أُختي الحبيبة؛ فبداية التغيير هو إدراك المشكلة والبحث عن حلٍّ لها.
القلق والخوف إنِ استسلمنا لهما، فإنهما يؤدِّيان إلى المعاناة والألَم النفسي والجسدي، وإلى عدم الاستمتاع بالحياة اليوميَّة، وإلى تحديد النشاطات وتضييقها، وأيضًا فإنهما يستهلكان طاقة الإنسان النفسيَّة الداخلية، ويَجعلانه أقلَّ فاعلية، وأقلَّ إنتاجًا في مختلف المجالات.
لذلك؛ أرجو أن تستفيدي من تلك النصائح التي ستُفيدك - بإذن الله -:
1- التمرين الذهني:
مَرِّني ذهنَكِ على التركيز على الحاضر؛ للتخلُّص من أفكار الماضي المؤلمة، وهواجس المستقبل الغامضة.
2- التفاؤل؛ فإنه من الإيمان، وبالتفاؤل تُبنَى النفوس، وإذا تفاءَلْتِ بالخير تُوَفَّقي له؛ كما جاء في الحِكم: تفاءَلوا بالخير تَجدوه.
3- ابْحَثي عن أمورٍ تتميزين بها، وابدَئي في تنميتها؛ فإن الإنسان تُبنَى ثقته بنفسه من خلال نظرته هو لنفسه أوَّلاً.
4- ابْحَثي دائمًا عن الإبداع، وابتكار كل ما هو جديد، وفي كل موقف ضَعي لَمْسَتكِ التي تُميِّزك.
5- اختاري الأصدقاء الذين لَدَيهم طموحات، ويعيشون لأهداف، وابْتَعدي عن أصدقاء الفراغ واللاهُويَّة.
6- اجْلِسي مع نفسك، تخيَّلي موقفًا تودِّين أن تشاركي فيه برأيك، وتدرَّبي عليه في خيالك عدة مرات قبل أن تواجِهيه، تخيَّلي كيف تتمنَّين أن تكون شخصيَّتك، واسْعَي لتنفيذ ذلك في الخيال؛ فذلك يسهل تغيُّره في الواقع.
7- تابعي نفسك دائمًا، اقرئي كثيرًا في كُتب تغيير الذات، وتحديد الأهداف، وبناء الشخصية.
إذا حاوَلتِ وشعرتِ بعجزٍ عن التغيير، فأنْصَحكِ بمراجعة مُرشد نفسي.
وفَّقكِ الله وأعانَكِ.