بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه :
سأذكر أمثلة على أحاديث في البخاري ومسلم تخالف القرآن فسأذكر مثال واحد من كل كتاب يتعلقان بحد الرجم وحد الردة فهما يخالفان صريح القرآن وبهما أيضا طعنا في السند.
معظم الأحاديث التي استنكرها لا أردها دون النظر في حال السند وكل الأحاديث التي استنكرتها في الصحيحين وغيرهما من كتب الأحاديث بها خلل في أسانيدها وهذا هو منهجي في نقد الحديث لأن العقول قد تختلف في الحكم على الحديث هل هو فعلا يقبله العقل أم لا وهل هو فعلا يتعارض مع القرآن أم أنني جاهل ببعض الأمور أو أنني لا أحسن التدبر والتفكر والحديث في الحقيقة لا يتعارض مع القرآن.
بالنسبة لحد الرجم يوجد إحتمالية منطقية تقول ربما كان الرجم حد في الزنا قبل نزول أحكامه في القرآن حيث كان الرسول يحب أن يوافق أهل الكتاب فيما لم ينزل فيه نص من الوحي الإلهي .
والذي يعزز هذه الإحتمالية هو أن الأحاديث الصحيحة بالفعل التي جاء فيها رجم الرسول كانت خاصة بأهل الكتاب فقط وباقي الأحاديث المتعلقة بالمسلمين كلها ضعيفة ويوجد حديث في صحيح مسلم يجيب فيه الصحابي عبد الله بن أبي أوفى عندما سئل : " هَلْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ " فقَالَ : نَعَمْ ، ثم سئل : " بَعْدَ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةُ النُّورِ أَمْ قَبْلَهَا ؟ " قَالَ : لَا أَدْرِي " فهذا يدل إن صح الحديث من طرق أخرى على أن القضية كانت محل تساؤل وبحث أيام السلف الصالح بعد موت الرسول .
حد الزنا من القرآن :
"الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ"
فالآية تذكر الحد على الزاني والزانية بلفظ مضاف إلى أل التعريف التي تفيد استغراق عموم الزناة سواء كانوا محصنين أو غير محصنين.
وبالتالي تتعارض الآية مع أحاديث التي ذكرت في رجم الرسول لبعض المسلمين مثل رجم ماعز ورجم الغامدية.
أما باقي الآيات الأخرى مثل آية سورة النساء ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ) فهي أقرب لتأكيد أنه لا يوجد حد الرجم في القرآن ولا في الإسلام مع إحتمال كونه كان مطبق فقط موافقة لأهل الكتاب قبل نزول آيات حد الزنا في القرآن .
وهنا أذهب إلى السند لأبحث عن خلل فيه فانظر في حال رواته وهكذا ولكن عن علم وبينة فالأحاديث لها ميزان الذي ذكره أهل العلم وبينوا أسباب الصحة وأسباب التضعيف، فلا يجوز لأحد أن يتعرض لأسباب التصحيح والتضعيف إلا عن علم، ولا يدخل في ذلك من ليس عنده علم، بل إنما يتكلم في هذا أهل العلم الذين عرفوا مصطلح أهل الحديث، وعرفوا طريق الأئمة في التصحيح والتضعيف، وصاروا على بينةٍ في ذلك.
لقد تتبعت أحاديث الرجم في البخاري ومسلم وفي غيرهما ووجدت أنها كلها بها خلل في السند إلا أحاديث رجم اليهود أهل الذمة في الزنا وهذا يطول ذكره هنا ولكني سأضرب مثالا واحدا من كل كتاب دون ذكر أحوال السند حتى لا تطول المناقشة وتشتكوا من طولها.
وأنا لست مطالب بعرض كل الأحاديث التي تدور حول المواضيع المطروحة للنقاش لأثبت صحة إجتهادي لأن البينة على من إدعى.
ومن يستشهد بهذه الأحاديث على حكمه الفقهي في هذين الموضوعين أو غيرهما من مواضيع أخرى فهو المطالب بالبينة على إدعاءه لأنه هو من نسب هذه الأحاديث إلى الرسول .
لذلك فهو المطالب بذكر هذه الأحاديث سندا ومتنا مع بيان درجة صحتها وذكر من صححها من العلماء مع التخريج لها.
ثم بعد ذلك نتأكد من صحة أو حسن هذه الأحاديث بتطبيق قواعد وشروط صحة الحديث عند جمهور العلماء والتي هي الموافقة للمنهج الرباني لتبليغ دينه بإختيار محمد - عليه الصلاة والسلام - الذي برآه الله من كل الشبهات التي قد تلقى عليه وتكون السبب في الطعن في رسالته :
إذن ما مواصفات الشخص الذي اصطفاه الله ليحمل رسالته ويبلغها للناس كافة باعتبارها الرسالة الخاتمة لجميع الرسالات السماوية والمنهج المستقيم الذي عليه ينصلح حال البشر؟
ستجد أن الله قد اصطفى محمد الحسن السيرة والخلق وسط قومه مشهور بصدقه وأمانته ولا تجد فيه قدح في دينه قبل الرسالة(أي لم يكن مبتدع أو من جملة المشركين) وابطل كل الشبهات التي من الممكن أن تكون سبب في الطعن في الرسالة والدين الذي جاء به فجعله أميا يجهل القراءة والكتابة حتى لا يقال أنه افتراه وابتكره من تلقاء نفسه، يقول الله في ذلك:
"وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
بل إن الله بعثه أيضا في أمة أمية تجهل القراءة والكتابة حتى لا يقال أعانه أصحابه وعشيرته على ابتكار وتأليف هذا القرآن وهذا الدين.
"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
إذن المنهج الذي ينبغي أن يعمل به في الحكم على الحديث وهو نفس منهج حفظ القرآن وتبليغه للناس بدحض الشبهات والشكوك والظنون على قدر المستطاع وهو منهج جمهور المحدثين الذي وضعوه للحكم على الأحاديث وهو المنهج الصحيح الواجب الإتباع وما دونه هو الباطل.
وهناك حل مريح يمكن سلوكه واتباعه في حالة انهيار الكثير من السنة الصحيحة والحسنة لو اتبعنا منهج جمهور المحدثين :
ولكن أولا لا تنسى أن هناك أحاديث نبوية كثيرة نظيفة ولا يوجد بها شبهات.
وكذلك لا تنسى أن هناك جملة من الأحاديث النبوية ليست بالقليلة مسطورة في مصنفات الأحاديث النبوية المختلفة ولم يحكم في أمرها بالصحة أو الضعف حتى الآن على حد علمي.
والحل المريح هو وجود أحاديث ليست شديدة الضعف ممكن جبر ضعفها بجمع طرقها بكثرة المتابعات والشواهد لها بحيث تنتفي شبهة الوقوع في الخطأ في نقل الروايات عن رسول الله و تنتفي كذلك شبهة التواطؤ على الكذب على رسول الله وحينئذ تترجح صحة هذه الأخبار عن رسول الله , وهذا ما يعرف بالحديث الحسن لغيره , وهذا لا يقوم به إلا آئمة الشأن من كبار علماء الحديث لأن هذا أمر ليس بالسهل كما إنه يعتبر إثبات وتشريع لدين وهذا حقل خطر الخوض فيه لأنه من باب التشريع ونسبة أقوال ضعيفة في أصولها إلى الدين وكأن الله هو الذي قالها وشرعها لذا فينبغي توخي قمة الحذر والعناية بأدق التفاصيل دون تساهل أو تهاون في هذا الأمر .
فالله قد حذر وقال:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ "
"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"
"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ "
نعود لموضوعنا :
مثال حد الرجم في صحيح مسلم:
وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا هشيم عن منصور عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم)).
مثال حد الرجم في صحيح البخاري :
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما أنهما قالا إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب الله وأذن لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت
حكم الردة :
أولا:
من قال أن حد الردة حد متفق عليه عند كل المسلمين بل هو عند أغلب المسلمين حد شرعي وعند قلة منهم ليس حدا.
وهناك علماء ممن اعترفوا بهذا الحد جعلوه تعذيرا وليس حدا قاطعا واجب النفاذ لتعارض النصوص في ذلك فعو عندهم حكم تعذيري للحاكم أن يطبقه أولا يطبقه حسب رؤيته للموقف الراهن وحال المرتد كونه يشكل ضرر للدين والمسلمين أو لا.
ثانيا:
هل يوجد بالفعل حكم الردة في القرآن:
بل ظاهر القرآن يتعارض مع كونه حدا شرعيا من الله واجب النفاذ وإليك الأدلة من القرآن:
1) "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا "
فكيف مع وجود حد الردة يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن ثم يكفر ثم يزداد كفر ؟؟؟!!!!!! كما أن العطف بثم يفيد التراخي الزمني بين الإيمان و الكفر فأين تطبيق الحد ؟!!! أليس هذا الحد تعارض صريح مع ظاهر النص ؟!!!!!
2) "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
فلم يقل الله يرتدد عن دينه فيقتل حدا وماذا لو ارتد عن دينه لعدم قناعته به وتبين له الحق في دين آخر سماوي مثل اليهودية مثلا ولم يشرك في اليهودية فهو بذلك غير كافر فعليا وبالتالي لا ينطبق عليه باقي الآية وهو قوله (فيمت وهو كافر فاولئك حبطت أعمالهم...) سواء مات حدا أو عاش لآخر عمره ومات يهوديا مقتنع بيهوديته فهو بالتالي لايمكن القول بحبوط عمله وخلوده في النار بل العكس في وجهة نظري له أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون مصداق لقوله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
وهذه الآية الأخيرة تكررت مرتين في القرآن وآخرها كانت في سورة المائدة وهي من أواخر السور نزولا إن لم تكن الأخيرة فلا معنى ولا دليل لمن قيدها بقبل نزول رسالة محمد .
فهي صالحة لكل مكان وكل زمان في من لم تبلغه الدعوة عن دين الإسلام أو جائته الدعوة بصورة غير صحيحة أو جاءه الإسلام في غير صورته الحقيقية أو من لم تأتيه البينة على صحة دين الإسلام كما بين الله في آية سورة آل عمران (وشهددوا أن الرسول حق وجائهم البينات ) وكذلك في قوله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )
3) "
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (88)
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (89)
وهذه الآية أيضا التي يخطئ في فهمها الكثيرون عند اجتزائها من سياقها وذكر الآية الأولى دون الثانية رغم ارتباطهما ببعض وهذه الآيات تتحدث بصراحة عن حكم المرتد عن الإسلام بعد أن كان مؤمنا وشهد أن الرسول حق وجائته البينات ورغم ذلك كفر دون حجة صحيحة فيخبره الله بأنه لن يقبل منه أي دين سيتحول إليه مادام قد آمن وشهد أن الرسول حق وجاءه البينات على ذلك ثم كفر دون حجة صحيحة اتباعا لهواه .
فأين تنفيذ حكم الردة في الآيات التالية بل الله أعطاه فرصة للتوبة والإصلاح والعودة إلى الإسلام من جديد.
4) "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ"
فكيف يكون له مجال للزيادة في الكفر مع وجوب قتله حدا كما أن العطف بثم يفيد التراخي الزمني بين الردة والزيادة في الكفر فأين تطبيق الحد ؟!!! أليس هذا الحد تعارض صريح مع ظاهر النص.
5) " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"
نص واضح صريح بغض النظر عن سبب نزول الآية فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وعموم اللفظ هنا كلمة الدين وكلمة إكراه ولا يوجد في وجهة نظري ما يستحق به تخصيص عموم لفظة الدين( قواعد أصول الفقه)
6) "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
وهذه آخر سورة نزلت في القرآن قبل موت الرسول تقريبا بثلاثة أشهر والسياق يشعر بأن المرتد لا حكم عليه.
ألم يصف الله كتابه بأنه الفرقان فهو الفرقان بين الحق والباطل فلا أحكم على حديث ظني الثبوت يتعارض ظاهره مع صريح القرآن الذي هو قطعى الثبوت قطعي الدلالة.
مثال على حد الردة في صحيح البخاري:
حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه))
مثال على حد الردة في صحيح مسلم :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزان والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة)).
لو أردتني أن أذكر بالتفصيل ضعف حال الأسانيد التي ذكرتها هنا طبقا لقواعد التي وضعها علماء الحديث للحكم عليه ، فلا مانع عندي.
أرجو الهداية والتوفيق .
تحياتي
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation