أحمد أبو القاسم
كرم، اليوم الثلاثاء، الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة الدكتور محمود فهمي السباعي المدرس بقسم العقاقير بكلية الصيدلة لنشره بحثًا دوليًا بمجلة Journal of Virology عن اكتشاف علاج جديد ضد كل أنواع فيروس سي من نباتات طبيعي، وذلك بحضور الدكتورة ناهد العناني عميدة الكلية والدكتور حسين الصباغ أستاذ الكيمياء الطبية بكلية الصيدلة.
وصرح الدكتور محمد القناوي بأنه تم عمل التجارب والأبحاث من خلال فريق عمل متكامل بالتعاون بين الدكتور محمود فهمي السباعي، المدرس بقسم العقاقير بكلية الصيدلة وبين فرق بحثية علمية فنلندية وإسبانية وفرنسية وتم اكتشاف أدوية طبيعية لها تأثير قوي وفعال وواسع المدى ضد التهاب الكبدي الوبائي سي المنتشر في مصر والذي استنزف صحة المصريين.
وأكدت الدكتورة ناهد العناني أن مرض الالتهاب الكبدي الوبائي سي يمثل كارثة صحية عالمية، حيث إنه يتسبب في وفاة العديد من الناس ويستهلك الكثير من الأموال لمكافحته، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 200 مليون من سكان العالم مصابون بالتهاب الكبدي الوبائي سي ويموت سنويًا أكثر من 350,000 شخص وفي أمريكا هو أكثر الأمراض انتشارًا عن طريق الدم، حيث يموت سنويًا حوالي 10,000 شخص وعدد المصابين به يفوق المصابين بفيروس الإيدز وعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي سي يكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من 85 بليون دولار.
وأضاف الدكتور حسين الصباغ، أن هذه المركبات الطبيعية لها العديد من المزايا أهمها أن المركبات المكتشفة فعالة ضد كل أنواع الفيروس السبعة الرئيسية من خلال "منع دخول الخلايا" الكبدية ويوجد حتى الآن سبعة أنواع (1-7) رئيسية من فيروس سي وأكثر من خمسين تحت نوع وهذه الأنواع منتشرة في العالم أجمع وحسب كل منطقة فمثلا النوع 1 منتشر في أمريكا وشمال أوروبا والنوع 2 في أمريكا واليابان والنوع 3 في الهند والنوع 4 في الشرق الأوسط ومصر وأفريقيا والنوع 5 في جنوب أفريقيا والنوع 6 في هونج كونج وغرب آسيا والنوع 7 في فيتنام وتايلاند وإندونيسيا وبورما.
وأشار الدكتور محمود فهمي، إلى أن هذه الأدوية إذا ما تم حسن استغلالها فيمكنها أن تغزو الأسواق العالمية لأنها فعالة ضد كل الأنواع الرئيسية لفيروس سي فهذه المركبات تقف حائلا بين الفيروس وبين الخلايا الكبدية وأيضًا تمنع الخلايا الكبدية السليمة من العدوى عن طريق الخلايا الكبدية الموبوءة وعلاج فيرس سي عن طريق منعه من دخول الخلية الكبدية هو إحدى طرق العلاج الفعالة لهذا الفيروس والتي لها دور مهم خاصة في هؤلاء المرضي الذين قاموا بزرع كبد جديد، حيث منع دخول الفيروس إلى الخلية المزروعة سوف يحمي هذا الكبد المزروع من إعادة العدوى مرة أخرى.
وأوضح الدكتور محمود أن هذه المركبات بسيطة التركيب الكيميائي وبالتالي يسهل تصنيعها وتخليقها بكميات كبيرة كافية للإنتاج وهذا يقلل من سعر التعامل التجاري وتذوب في الماء وهذا يعني إمكانية تصنيعها في صورة حقن وهذه بدورها سوف تقلل الجرعة العلاجية وبالتالي تقلل من الأعراض الجانبية المحتملة وكل هذه المركبات موجودة في بعض النباتات التي تؤكل بصورة طبيعية وبشكل شبه دائم مثل الخرشوف والذي يؤكل في كل دول العالم وهذا يعطي انطباعًا أوليًا عن مدى سلامة هذه المركبات وخاصة أنها موجودة في الأسواق الصيدلانية والتجارية.
وأوضح أن من المفارقات العجيبة أنه توجد أعلى معدلات عدوى فيروس سي في مصر وأن مصر من الدول الأولى في إنتاج الخرشوف على مستوى العالم وبهذا اجتمع في مصر الداء والدواء.
جدير بالذكر أنه تم نشر هذه النتائج في مجلة طبية من أرقى المجلات في علم الفيروسات وهي مجلة Journal of Virology وتمت حماية هذه النتائج لدى مكتب الاختراعات وتسعى الجامعة الآن إلى تبني وتطوير هذا الدواء من خلال شركات الأدوية.