- 1 -
بهروا الدنيا،،
وما في أيديهم إلا الحجارة..
وأضاءوا كالقناديل،،
وجاءوا كالبشارة..
- 2 –
قاتلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
وبقينا في مقاهينا..
كبُصاقِ المحـــارة
قاوموا، وانفجروا، واستُشهدوا..
وبقينا دِبباً قطبيّة..
صُفحت أجسادها ضد الحرارة
- 3 –
واحد يبحث منّا عن تجارة
واحد يطلب ملياراً جديدا..
وزواجا رابعاً..
ونهوداً صقلتهنّ الحضارة
واحد يبحث في لَنْدَنْ عن قصر منيف،،
واحد يعمـل سمسار سلاح..
واحد يطلب في البارات ثاره..
واحد يبحث عن عرش وإمارة
- 4 –
آهٍ.. يا جيل الخيانات،،
ويا جيل العمولات،،
ويا جيل النفايات،،
ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك، مهما أبطأ التاريخ
أطفال الحجارة
- 5 –
يا تلاميذ غزّةَ..
علمونا بعض ما عندكم
فنحن نسينا..
علمونا بأن نكون رجالا،،
فلدينا الرجال صاروا عجينا..
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا..
كيف تغدو دراجة الطفل لُغما..
وشريطُ الحرير يغدو كمينا
كيف مصّاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها..
تحولت سكّينا
- 6 –
لماذا في مدينتنا نعيش الحُبَ
تهريباً.. وتزويرا؟؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا،،
ونستعطي الرسائل والمشاويرا
لماذا في مدينتنا؟
لماذا نحن قصديرا؟؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا؟؟
لماذا نحن مزدوجون..
إحساساً.. وتفكيرا؟؟
لماذا نحن أرضيّون..
تحتِيّـون؟
نخشى الشمس والنورا
لماذا أهل بلدتنا
يمزقهم تناقضهم؟
ففي ساعات يقظتهم..
يسبون الضفائر والتنانيرا..
وحين الليل يطويهم..
يضمون التصاويرا
...نزار قباني...