بشرة مستوردة
ابنة صديقتي خمرية اللون، وسيمة الملامح، وابنها أشقر.
عندما زرتها آخر مرة وأثنيت على جمال طفليها قالت بأسي: خسارة كان نفسي البنت تكون بيضاء، أما الولد فليس مشكلة ؛ سيتزوج حتى لو كان زنجيا.
استغربت قولها: وكان ردي عليها لا يخفي استنكاري إذ قلت لها: ما دمت متيقنة من أن ابنك سيتزوج حتى لو كان زنجيا فثقي بأن من زوج الزنجي سيرزق ابنتك أيضا بالزوج الصالح.
غادرت بيتها والسؤال يدق في رأسي: ما الذي منح بياض البشرة كل هذه المكانة؟
ما الذي جعل السمراء في ذيل قائمة المرغوبات للزواج؟ وجعل شبابنا الملتزم وغير الملتزم يبحث عن العروس الشقراء أو البيضاء علي الأقل؟
ولماذا صارت إعلانات كريمات تفتيح البشرة التي يكتشف الأطباء مزيدا من مخاطرها كل يوم، تضرب علي وتر الفتاة السمراء الحزينة التي تخشى فوات فرصتها في الزواج، وعندما تستعمل كريم التفتيح يتساقط حولها المعجبون؟
الغربيات بيضاوات ….وهذا يلخص الإجابة عن تلك الأسئلة كلها وغيرها.
فقد صادرنا هويتنا، وأوصدنا أبواب خصوصية ثقافتنا، وحبسنا تفرد عقيدتنا في أركان الإسلام الخمس، واستوردنا كل شيء : الملبس، الطعام، القيم، بشرة النساء اللاتي يرقدن تحت شمسنا طيلة شهور الشتاء ليكتسبن اللون البرونزي الذي تخجل بناتنا منه.
المقارنة بين البيضاء والسمراء قديمة في المثل الشعبي والأدبيات القديمة. والجديد أن يتحول الأمر إلي أزمة فتصبح سمرة البشرة وصمة، ويكتسب تغيير خلق الله مشروعية زائفة باعتباره وسيلة الفتاة السمراء الوحيدة للحصول علي صيد ..
عفوا …. زوج.
_________________________________
اسم الكاتب: نور الهدى سعد