ثقة في موعود الله وتوكلا عليه
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
تأمل قول الله تعالى عن المؤمنين: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، بعد حكاية تهديدِ النَّاسِ لهم، ومحاولة إرهابهم، وبث الرعب في نفوسهم!
قِيلَ لَهُمُ: إِنَّ قريشًا قَدْ أَجْمَعُوا السَّيْرَ إِلَيْكم لِيَسْتَأْصِلُو ا بَقِيَّتَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ، فما أثنى لهم عزمًا، وما وهنت لهم قوةٌ، ولا لانت لهم شكيمة، بل زَادَهُمْ ذلك إِيمَانًا، ثقةً في موعود الله وتوكلًا عليه.
وكذلك يفعل الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، يخوض صاحبه غمرات الموت مبتسمًا، ويرى النصر قدرًا مقدورًا، وكأنه ينظر إلى الغيب من ستر رقيق؛ لأنَّ اللهَ وعدَ، ووعدُ الله لا يتخلفُ.
وما عسى أن يصنع أعداء الإسلام ولو جَاءُوا بقَضِّهم وقَضِيضهم، وقد وعدنا الله تعالى إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
فاشدُدْ يَدْيكَ بحَبلِ الدِّينِ مُعتَصِمًا *** فإنَّهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْكَ أركــــــانُ
مَنْ يَتَّقِ الله يُحْمَد في عَواقِبِــــــه *** وَيكفِهِ شَرَّ مَنْ عزُّوا ومَنْ هانوا
{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}؛ لأن من كان الله معه كانت معه القوة التي لا تُقْهَرُ، والفئةُ التي لا تُغْلَبُ؛ فإن وجدت الله وجدت كل شيءٍ، وإن فاتك الله فاتك كل شيءٍ.
وقد أحسن القائل:
لكل شيء من فقده عِوضٌ ** وليس لفقد اللهِ مِنْ عِوض
منقول