مُتَطرِّفٌ
ــــــــــــــــــ
مُتَطرّفٌ
هذا الّذي قد جاء في إعلامكم
إنِـّي فتى متطرّف !
ودليلكم في لـحيتي !
وحجاب أمّي ... زوجتي ...
وطريقتي في ضحكتي، في مشيتي
حتّى الجلوس !
لـمّا تزعزع أمنكم من صُلْبكم
وبراءتي كالشّمس في كبد السّماءْ
وأنامل الحقد الدّفين تقول : ذا
أغوى ( حمام الرّوسي ) !
عطشى أنامل يقظتي
لـمـّا أردّد أمّتي
فيزيد صمت تردّدي
وأظلّ كالـمحبوس
سكرى مواويل المدى!....
وتنهّد القاضي الأريب وقال لي :
ما الاسم ما العنوان ؟ .. بحْ
حتّى الهواية يا شبيه التّيس ؟!
اسمي : أنا الإنسان يا قاضي أجلْ
والأرض عنواني
لكنّ سوط عذابكم
ترك العمى يَتْلو زُحلْ
وهوايتي قطع الرؤوس ...
هرب الحضور ...
وتمتم القاضي وصاحْ ... صَهْ
أيّها السّفّاح قد بِعْت الصّباحْ ....
يا سيّدي مهلا أنا أعني الخرافْ
ببساطة
جزّار هذا الحي فاسألْ من تشاءْ
وحقيقتي من ذي الدّماء
أنا مسلم
لا لست أعرف غير هذا اللّفظ في قاموسي
أحببت كلّ النّاس
رغم صنوفهم وصفوفهم
في عالم التدليس
قدسيَّتي في أن أُقِيم حضارة الإنسان في الإنسان
تأبى الرّدى
تبني الهوى
وتقول : للسّمراء والبيضاء مهلا
لن يسوس النّاس إلاّ من رأى
شمس الرّؤى تجتاح أفئدة الورى
فالرّحلة الخضراء في نَفَسِ النُّفوس
كن من تشاء
فلست أبغض للغلافْ
إلاّ إذا خلق الخلافْ
وسعى إلى عبث الخريطة في الدّروس
فإلى متى ؟
وأسى الرّحى نقتاته
ونباته
من كذبتي إبليس
أسْتَلُّ من أمسي غدي
فتجدّدي بمحمّد
وسعادتي في المسجد
ما الذنْب يا ذنَب الرّئيس ؟
جرس الكنيسة ذاك من مالي فسلْ روّادها
حولي تَرَى الجيران غير ديانتي
وعشاؤهم في دارنا
وغداؤنا في دارهم
ما بالكم ؟ فالحب طبعي والتّسامح جنّتي
بل هكذا الإسلام يرفع هامتي
فاللّيل يَبلى في فضاءات الشّموس
.............................................
حسين الأقرع ـ الجزائر ـ الوادي