الاعجاز العلمي والتاريخي في (الموسوعة الشاملة الكاملة) القرآن العظيم

[تركي السعوديه]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ....إلى " وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ") سورة يس.
إذ قال بعضا لعارفين: (فَإنَّ ما ذَكَرهُ كثير مِنَ المُفَسِّرين ، مِنْ أَنَّ المُراد بالذُرِّيّة للآباء ، مِمّا لا يُعْهَد في القران اطلاق الذرّيّة على الآباء؛ بل فيه من الابهام ، وإخراج الكلام عن موضعه ، ما يأباه كلام ربّ العالمين ، وإرادته البيان التَوضيح).
ومن هذا المنطلق أقول: لقد تناولت في مؤلَّفي الأخير إعادة كتابة بعض قصَص الأنبياء من منطلق علمي ومنهجي مُستعيناً بما جَمَعته من أوابد ولُقا وآثار لِإِثبات إعجاز الموسوعة العلمية الشاملة (القرآن العظيم) في كافّة العلوم الكونية ومنها (علم التاريخ) ومن ضمن قصَص الأنبياء قِصَّتي نوح عليه السلام وأصحاب الكهف. آخذاً بعين الاعتبار النظام المتناهي في الدّقة الذي أوجده تعالى بدأً من الذرَّة وأصغر منها انتهاءً بالسموات السبع وموجوداتها. وهذا يَفرض علينا التَقَيّد بهذا النظام بعيداً عن مخالفته تعالى لهذا النظام الذي أوجده . والذي تَوَصَّلت إليه من خلال ما جاء في قصَّتي نوح عليه السلام وأصحاب الكهف بأَنَّهم عاصروا حضارة تفوق بمستواها العلمي ما توَصَّلنا إليه في حضارتنا الحالية بأشواط بعيدة. وعلى وجه الخصوص علوم الفضاء وعلوم (الاستنساخ. وتنفيذاً لأمره تعالى إلى نوح عليه السلام أنْ يأَخذ زوجين اثنين من الحيوانات التي سَتَنقرض نتيجة الكارثة التي سَتَحدث فقد قان نوح عليه السلام بِأَخذ جينات وراثيّة لهذه الحيوانات وَأَودعها في مُختَبره الذي أَعَدَّه في السفينة التي تشبه اليوم فيما يُطلقون عليه اسم (الغوّاصة). وهي المقصودة في قوله تعالى (حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي ذرِّيّة المخلوقات المُستَنسخة. ولزيادة التأكيد والتوضيح عن مدى هذه الحضارة أتْبَعَ قوله تعالى (حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ) بـ (الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) أي - أنَّ هذه السفينة مُجَهَّزة (بذاتيّة التَشغيل في حِراكِها) شبيهة بالطاقة النوَويّة المستَخدمة حالياً في تَسيير السفن والبوارج والغوّاصات.
أرجو من الله تعالى أن يكون تفسيري أقرب ما يكون إلى الصواب وما التوفيق إلّا من عند الله.
لكم مني أجمل تحية .
أمريكا - نورث كارولاينا
17 / 4 / 2016