سبب ضياع المعلومات التي حفظناها
خباب الحمد
قال لي: ما سبب عدم ثبات المعلومات التي نُطالعها كثيراً، فهنالك كمٌّ هائل من المعلومات نقرأها ولكن حينما نحتاجها لنستذكرها (تطيييير!)؟!
قلت له: سأجمل لك الأسباب بسرعة، ولعلَّك تنسجها أنت بعد أن أعطيك خيوطها !
1) ازدحام المعلومات في الذهن والبعثرة في التلقي، دون تنظيم للمعلومة سبيل لضلال المعلومة!
2) نوائب الدهر ومصائب الزمان تُنسي كثيراً من المعارف!
3) الانشغال الذهني أثناء المطالعة أو المشاهدة في عدد من القضايا الحياتية أو المشكلاتيَّة تؤدي إلى ذلك النسيان.
4) عدم تدوين المعلومات وحفظها ومراجعتها على وجه التوالي والاستمرار.
5) قلَّة مُخالطتك لأهل الفكر والثقافة والعلم، ومطارحة القضايا المعرفية معهم، تجعل المعلومات حبيسة خزانة العقل، وقد تبلى هذه المعلومات مع الزمان؛ فالمعلومات تزيد بالإنفاق منها، وتنقص وتضمحل إن واريتها العقل فستعلوها الأغبرة والأتربة الذهنية!
6) بعض المعلومات يُطالعها المرء قبل وقتها وحينها، فلا يفهم المرء منها شيئاً، والصواب أن تكون المعلومات مرحليَّة حتَّى تثبت في العقول والذهنية.
7) التلقي والمطالعة في وقت قصير كمن يقرأ ويحفظ وقت الاختبار، فسيحفظ سريعاً وينسى سريعاً.
8) بعض المعلومات يريد المرء أن يتباهى بها ويُماري الآخرين فيفقدها عن قريب؛ لأنَّها لم يُقصد تعلمها لوجه الله بل لمجادلة الناس.
9) حفظ المعلومة دون تكراراها وتثبيت تخزينها، يُسهِّل ضياعها!
10) قد قيل:
رأيت الذنوب تميت القلوب * وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القـلوب * وخير لنفسك عصيانهــا.
وقد قيل:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأنَّ العلم نـــــــــور * ونور الله لا يؤتى لعاصـــــي.
والله تعالى أعلم وأحكم.