تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2022, 01:48 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي الإلحاح في الدعاء
انشر علي twitter

الإلحاح في الدعاء
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

الحمدُ للهِ ذي الجلالِ والإكرامِ، والطَّوْلِ والإنعامِ، عمّ خيرُه الأنامَ، ووسعت مغفرتُه الآثامَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ الملِكُ السلامُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آله وصحبِه الكرامِ، أما بعدُ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ... .

أيها المؤمنونَ، تيقُّنُ العبدِ عجزَه، وإبداؤه دومًا إلى اللهِ فقرَه أكملُ حالٍ للعبدِ يراه عليه مولاه، ويَتقربُ إليه به؛ لتحقيقِه الغايةَ التي خلقَ اللهُ الخلقَ لأجلِها، وكلما ازدادَ شعورُ العبدِ بذاك الحالِ، وعَظُمَ إظهارُه له، ازدادت للهِ عبوديتُه، وعَلَتْ منزلتُه لديه؛ يقولُ ابنُ القيمِ: "مَن أرادَ اللهُ به خيرًا فَتحَ له بابَ الذلِّ والانكسارِ، ودوامِ اللجأِ إلى اللهِ تعالى، والافتقارِ إليه، ورؤيةِ عيوبِ نفسِه وجهلِها وعدوانِها، ومشاهدةِ فضلِ ربِّه وإحسانِه ورحمتِه وجودِه وبِرِّه وغناه وحمدِه".

هذا وإنَّ الدعاءَ أعظمُ عبادةٍ تجلَّى فيها هذا الحالُ؛ فكان أكرمَ شيءٍ على اللهِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ليس شيءٌ أكرمَ على اللهِ من الدعاءِ"؛ رواه أحمدُ وصحَّحه ابنُ حبانَ والحاكمُ. وأجْلى تجلياتِ الافتقارِ في افتقارِ الدعاءِ أنْ يُلِحَّ العبدُ على ربِّه في مسألتِه؛ بإقبالِه على دعائِه، وملازمتِه له، ومواظبتِه عليه، وتكريرِه له دون فتورٍ أو مللٍ أو استعجالٍ، وألا يزيدَه أَمَدُ الإجابةِ إلا حسنَ ظنٍّ بربِّه، واستدناءً لعطائه وفَرَجِه؛ فـالمُلِـحُّ "هو الملازمُ لسؤالِ ربِّه في جميعِ حالاتِه، اللائذُ ببابِ كرمِ ربِّه في فاقتِه ومُهِمَّاتِه، لا تقْطعُه المحنُ عن الرجوعِ إليه، ولا النِّعمُ عن الإقبالِ عليه؛ لأنَّ دعاءَ المُلِحِّ دائمٌ غيرُ منقطعٍ؛ فهو يسألُ ولا يَرى إجابةً، ثم يَسألُ، ثم يَسألُ فلا يَرى، وهكذا، فلا يزالُ يُلِحُّ، ولا يزالُ رجاؤه يتزايدُ، وذلك دلالةً على صحةِ قلبِه، وصدقِ عبوديتِه، واستقامةِ وجهتِه؛ فقلبُ المُلِحِّ معلَّقٌ دائمًا بمشيئتِه سبحانَه، واستعمالُه اللسانَ في الدعاءِ عبادةٌ، وانتظارُ مشيئتِه للقضاءِ به عبادةٌ؛ فهو بين عبادتين سِرِّيتين، ووِجهتين فاضلتين؛ فلذلك أحبَّه اللهُ تعالى"، قال ابنُ القيمِ: "الإلحاحُ بن القيمعينُ العبوديةِ"، وهو من أعظمِ الأدبِ الذي لا يَصلحُ ولا يَجملُ إلا مع اللهِ - كما حكاه ابنُ عبدُالبَرِّ عن السلفِ - ولذا كان دعاءُ الإلحاحِ أفضلَ الدعاءِ، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: "يُقَالُ: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْإِلْحَاحُ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّضَرُّعُ إِلَيْهِ"، وقال ابنُ القيمِ: "ومن أنفعِ الأدويةِ الإلحاحُ في الدعاءِ".

ولعظيمِ خيرِ الإلحاحِ وبركتِه، استحبَّه أكثرُ أهلِ العلمِ - بل أوجبَه بعضُهم - ولا سيما فيما يعظمُ أمرُه من خيرِ الدينِ والدنيا، وخيرُ حالِ الإلحاحِ ما تواطأَ فيه القلبُ مع اللسانِ والهيئةِ؛ حين يكونُ القلبُ مستشعِرًا الافتقارَ والحاجةَ، وانفرادَ اللهِ بقضائها، وينطلقُ اللسانُ بالطلبِ المُكَرَّرِ الذي لا يَقلُّ عن ثلاثِ مراتٍ؛ إذ هو أقلُ الإلحاحِ ومُبْتَدأُ الكثرةِ في لغةِ العربِ، مُكثرًا الحمدَ لله والثناءَ عليه والصلاةَ على نبيِّه صلى الله عليه وسلم والتوسلَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِه؛ خاصةً ما وردَ الدليلُ بتكرارِه كـ "الربِّ" و"الحيِّ القيومِ" و"الودودِ" و"ذي الجلالِ والإكرامِ"، قال عطاءُ بنُ أبي رباحٍ: ما قال عبدٌ: "يا ربِّ يا ربِّ" ثلاثَ مراتٍ، إلا نظرَ اللهُ إليه، فذُكِرَ ذلك للحسنِ، فقال: أما تقرؤون القرآنَ؟ ثم تلا قولَه تعالى: ﴿ ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ [آل عمران: 191 - 195].

قال ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: "كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا"؛ رواه مسلمٌ.

ويَجْمُلُ الإلحاحُ باستقبالِ القبلةِ ورفعِ الأيدي، قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: «اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَة"؛ رواه مسلمٌ، وفي روايةِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما عند البخاريِّ: "فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، وَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ"، بل بَلَغَ إلحاحُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في دعاءِ ربِّه اليوميِّ أنْ كان يسألُه غُفرانَ ذنوبِه كلَّ يومٍ مائةَ مرةٍ إذ يقولُ: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة"؛ رواه مسلمٌ.

وبأدبِ دعاءِ الإلحاحِ كان أهلُ العلمِ والإيمانِ يسألون ربَّهم، ويستنزلون فضلَه، ويستدعون حِماه. قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: "لَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا أُعْطِيتُهَا وَلَا أَيَسْتُ مِنْهَا"، وقَالَ: "ما وجدتُ للمؤمنِ مَثَلًا إلا رجلًا في البحرِ على خشبةٍ؛ فهو يدعو: يا ربِّ يا ربِّ؛ لعلَّه أنْ يُنَجِّيَه"، وقال الإمامُ مالكٌ: "رُبَّمَا خَرَجَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْعَتَمَةِ (صلاةِ العشاءِ) مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُنَادَى بِالصُّبْحِ، فَيَرْجِعَ إِلَى الْمَسْجِدِ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعَتَمَةِ"، وقال الذهبيُّ في تَرجمةِ العالِمِ إبراهيمَ بنِ عبدِالواحدِ المقدسيِّ: "وكان كثيرَ الدعاءِ بالليلِ والنهارِ، إذا دعا كان القلبُ يشهدُ بإجابةِ دعائه من كثرةِ ابتهالِه وإخلاصِه، وقد رُوي أنَّ اللهَ يحبُّ المُلِحِّين في الدعاءِ".

هذا وإنه ليس من أدبِ الإلحاحِ رفعُ الصوتِ بالمسألةِ والعويلِ بالبكاءِ، بل كان إلحاحُ السلفِ الصالحِ في دعائهم لا يُعلمُ إلا بالهمْسِ وطولِ المناجاةِ إنْ دَعَوا منفردين، قال الحسنُ البصريُّ: "كَانُوا يَجْتَهِدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا".

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، أما بعدُ، فاعلموا أنَّ أحسنَ الحديثِ ...

أيها المؤمنون، إنَّ الإلحاحَ في الدعاءِ من مظاهرِ الرضا باللهِ ربًا، وليس فيه منافاةٌ للرضا بقضائه؛ إذ هو سبحانه مَن أحبَّ الإلحاحَ عليه كما أحبَّ الرضا بقضائه، هذا وإن مما يُستعان به على الوصولِ إلى درجةِ الإلحاحِ السامقةِ استشعارَ الداعي حقائقَ العبوديةِ الكبرى التي انطوى عليها شرفُ الإلحاحِ، ففي الإلحاحِ إظهارُ الافتقارِ إلى اللهِ، وانفرادِه بالإجابةِ، والاستسلامِ لأمرِه، وحسنِ الظنِّ به، وانتظارِ نوالِه وفرَجِه، والديمومةِ على أكملِ حالٍ يحبُّه اللهُ مِن عبدِه، واستشعارُ العبدِ محبةَ اللهِ للإلحاحِ وصاحبِه وقُرْبَ إجابتِه دعاءَه مِن أعظمِ ما يَجعلُه مُلازِمًا له في دعائه، قال ابنُ القيمِ: "فإنَّ الدعاءَ عبوديةٌ للهِ تعالى، وافتقارٌ إليه، وتذللٌ بين يديه؛ فكلما كثَّره العبدُ وطوَّلَه وأعادَه وأبداه ونوَّعَ جُمَلَه؛ كان ذلك أبلغَ في عبوديته وإظهارِ فقرِه وتذللِه وحاجتِه، وكان ذلك أقربَ له من ربِّه، وأعظمَ لثوابِه. وهذا بخلافِ المخلوقِ؛ فإنك كلما كثَّرتَ سؤالَه وكرَّرتَ حوائجَك إليه أبْرمتَه وثَقُلْتَ عليه وهِنْتَ عليه، وكلما تركتَ سؤالَه كان أعظمَ عنده وأحبَّ إليه، واللهُ سبحانه وتعالى كلما سألتَه كنتَ أقربَ إليه، وأحبَّ إليه، وكلما ألححتَ عليه في الدعاء أحبَّك، ومَن لم يسألْه يغضبْ عليه.
فاللهُ يَغضبُ إنْ تركتَ سؤالَه
وبُنَيُّ آدمَ حين يُسْأَلُ يَغضبُ

وقال ابنُ رجبٍ: "فما دام العبدُ يُلحُّ في الدعاءِ، ويَطمعُ في الإجابةِ من غيرِ قطع الرَّجاءِ، فهو قريبٌ من الإجابةِ، ومنْ أدْمَنَ قرعَ البابِ، يُوشك أن يُفتح له"، ومِن أعظمِ ما يَحملُ الداعيَ على الإلحاحِ استحضارُه غايةَ الدعاءِ ومقصودَه التي عبَّرَ عنه بعضُ العلماءِ بقولِه: "إنما يَعْجلُ العبدُ إذا كان غرضُه من الدعاءِ نيلَ ما سألَ، وإذا لم يَنلْ ما يريدُ ثَقُلَ عليه الدعاءُ، ويجبُ أنْ يكونَ غرضُ العبدِ من الدعاءِ هو الدعاءُ للهِ، والسؤالُ منه، والافتقارُ إليه أبدًا، ولا يفارقُ سِمَةَ العبوديةِ وعلامةَ الرِّقِّ، والانقيادُ للأمرِ والنهيِ والاستسلامُ لربِّه تعالى بالذّلةِ والخشوعِ، فإنَّ اللهَ تعالى يُحبُّ الإلحاحَ في الدعاءِ"، و"لا يكنْ تأخُّرُ أمدِ العطاءِ مع الالحاحِ في الدعاءِ موجِبًا ليأسِكَ، فهو ضامنٌ لك الإجابةَ فيما يَختارُ لك لا فيما تختارُ لنفْسِكَ، وفي الوقتِ الذي يريدُ لا في الوقتِ الذي تريد، ولا يُشَكِّكُ في الوعدِ عدمُ وقوعِ الموعودِ وإنْ تعيّنَ زمنُه ... ويكفي العبدَ عِوضًا من إجابتِه ما أُقيمَ فيه من المناجاةِ وإظهارِ الافتقارِ والانكسارِ، وقد يُمْنَعُ العبدُ الإجابةَ لرفعةِ مقامِه عند اللهِ، وقد يُجابُ كراهةً لسماعِ صوتِه ... فليحذرِ الداعي أنْ يكونَ حالَ دعائه ممَّن قُضِيَتْ حاجتُه لكراهةِ اللهِ له لا لمحبتِه".

وجَعْلُ وِرْدٍ يوميٍّ للدعاءِ مما يتحققُ به الإلحاحُ، وكان ذاك من هديِ السلفِ؛ كَانَ عروةُ بنُ الزبيرِ يُوَاظِبُ عَلَى حِزْبِهِ مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا يُوَاظِبُ عَلَى حِزْبِهِ مِنَ الْقُرْآن. وإنْ أُكرِمَ العبدُ بخالصةِ الإلحاحِ ذاق حلاوةَ الدعاءِ، وتلذَّذَ بطولِ المناجاةِ الربانيةِ وانتظارِ المَنْحِ والفَرَجِ، والتي فاقتْ حلاوتُها كلَّ حلاوةٍ، قال مسلمُ بنُ يَسَارٍ: "ما تلذَّذَ المتلذِّذون بمثلِ الخلوةِ بمناجاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ"، قال بعضُ العلماءِ: "إنه لَتكونُ لي حاجةٌ إلى اللهِ، فأسألُه إياها، فيَفْتَحُ عليَّ من مناجاتِه ومعرفتِه، والتذللِّ له، والتَّمَلُّقِ بين يديه ما أُحِبُّ معه أنْ يُؤخِّرَ عني قضاءَها، وتدومَ ليَ تلك الحالُ!".
وهو الذي يُرجَّى لكلِّ عظيمةٍ
ومَن استجارَ به فنِعمَ الجارُ
وهو الذي رفعتُ إليه ضراعتي
في غَفْرِ ذنبي إنَّه غفَّارُ
وهو الذي عمَّ الورى إحسانُه
ما غاضَه الإلحاحُ والإكثارُ
وهو الذي ما زلتُ أرجو فضلَه
لأنالَ ما أَهوى وما أَختارُ
وهو الذي إنْ جئتُه أَلْفَيْتُه
ما دُوُنَ ما أمَّلْتُه أستارُ
وبه ندافِعُ ما نخافُ مِن الأذى
لا ما تحاوِلُه لنا الأنصارُ
وبه العنايةُ في المطالبِ كلِّها
ما صرَّحتْ أَولى به الأشعارُ


فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإلحاد في زمن الشّاشات والشّبكات فريق منتدى الدي في دي العربي الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 0 06-26-2022 08:21 PM
الإلحاد في زمن الشّاشات والشّبكات Abo Zayed ملتقى أهل الحديث 0 06-25-2022 09:33 PM
بكري: الإخوان هم السبب في الإلحاد فريق منتدى الدي في دي العربي المنتدى الفضائي العام Main 0 12-22-2017 12:20 PM
الإرشاد للوقوف على حقيقة الإلحاد فريق منتدى الدي في دي العربي الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 0 12-19-2017 02:34 PM
كتب عن الإلحاد والرد على الملحدين فريق منتدى الدي في دي العربي الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 0 12-18-2017 06:54 PM

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 06:56 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303