تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-2016, 07:19 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي من مفاهيم الضعف وعلاجه
انشر علي twitter

من مفاهيم الضعف وعلاجه


عبدالعزيز مصطفى الشامي


لقد شاءتْ إرادة الله - تبارك وتعالى - أن يُفاضل بين عباده، وأن يَجعلهم مختلفين، فتنوَّع الناسُ خَلقًا وتقديرًا؛ بين غني وفقير، وقوي وضعيف، وصحيح وسَقيم، ومُعافًى ومُبتلى، والله - سبحانه - له الحِكمة الباهرة في جميع أفعاله، لا يُجري على عباده إلاَّ كلَّ خير ورحمة، وهو الرحيم الودود في العطاء والمنْع، واليُسر والعُسر، والشِّدة والرَّخاء، والعافية والبلاء، سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأُمِّ بولدها، ينظر ماذا يفعل عباده في مواضع الابتلاء؛ قال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 20].

معنى الضَّعف لغة:
إذا رجعْنا إلى أصْل معنى الضَّعف في دواوين لغة العرب، قال ابن فارس: "ضَعَفَ: الضاد والعين والفاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدُهما على خلاف القُوَّة، ويدلُّ الآخر على أنْ يُزاد الشَّيء مِثلَه، فالأوَّل: الضَّعف والضُّعف، وهو خلاف القُوَّة، يُقال: ضَعُفَ يَضعُف، ورجلٌ ضعيف، وقوم ضُعفاء وضِعافٌ..."؛ "مقاييس اللغة" (3 / 362).

وقال ابن منظور في "لسان العرَب": "ضَعُف: الضَّعْف والضُّعْف خِلاف القُوة، وقيل: الضُّعْف بالضمِّ في الجسد، والضَّعف بالفتح في الرأْي والعقل، وقيل: هما معًا جائزان في كلِّ وجْهٍ، وخصَّ الأزهريُّ بذلك أهْل البصرة، فقال: هما عند أهْل البصرة سِيَّان يُستعملان معًا في ضَعْف البدن، وضَعْف الرأْي؛ "لسان العرب، (9/ 203).

الضَّعف سِمَة المخلوقين:
إنَّ أصل خَلْق الإنسان أنه ضعيف، والضَّعف سِمة عامَّة لجميع المخلوقين، وإنْ ظهروا على أنَّهم أقوياء؛ قال - جل وعلا -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

وقال - تبارك وتعالى - موضِّحًا ضَعف ابن آدم، وأنَّ الله الرحيم لا يُريد إعناته ولا المشقة عليه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 26 - 28].

ويا لَروعة التعبير الربَّاني القرآني: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾، إنها جُملة واضحة الدَّلالة على أن أصْل خِلْقة البشر الضَّعف، وأنَّ فقرَهم إلى رحمة الله وهدايته وتوفيقه أعظمُ من كلِّ فقرٍ، وأنَّ حاجة العباد لسَتْر ربِّهم عليهم وعافيته لهم وحُسن تقديره، وألاَّ يَكِلهم إلى أنفسهم - من أهمِّ الأمور - إنْ لَم تكن أهمَّها على الإطلاق.

لا يَضْعُف المؤمن أمام المصايب وقول الحق:
إنَّ أفضل مواطن الضَّعف أن يَستكين العبد لربِّه ومولاه، ويَخضع له بجميع جوارحه، وألاَّ يَذِلَّ لمخلوق مَهْما كانتْ قوَّته وجَبروته، ويُعَلِّمنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كيف يكون الضَّعف ولِمَن تكون الاستكانة، فيقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ويرْحَم الله لُوطًا؛ لقد كان يأْوِي إلى رُكْنٍ شديدٍ))؛ متفق عليه؛ أي: يأْوي إلى الله ربِّه ومولاه، ولا يظهر ضَعفه إلا له، وهذا ما حكاه ربُّنا في سورة هود، إذ يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ [هود: 80].

إنه لا ينبغي للمؤمن أن يذلَّ لغير الله، ولا تَقتله الهموم وله ربٌّ على كلِّ شيء قدير، لا يُعجزه شيءٌ في السموات ولا في الأرض، ولا ييْئَس ولا يَعجز؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احْرِص على ما ينفعك، واستعنْ بالله ولا تَعجز، وإنْ أصابَك شيء، فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُل: قدر الله وما شاء فعَل؛ فإنْ (لو) تفتَح عمل الشيطان))؛ مسلم (2664).

وهذا الحديث يُرشدنا إلى عدم الجزَع والحَسْرة والاستسلام للمخاوف، والضَّعف المُقعِد عن العمل والعبادة، وضرورة أن يَنفض العبد ضَعْفه ويتوكَّل على ربِّه، وأن يَثِقَ في حُسن اختيار الله له، وقد نبَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أهميَّة القوَّة وعدم الضَّعف في إبداء الرأي وإعلانه، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا لا يمنعنَّ أحدَكم رهبةُ الناس أن يقول بحقٍّ إذا رآه أو شَهِده، فإنه لا يُقرِّب من أجَلٍ، ولا يُباعد من رِزق أن يقول بحقٍّ أو يُذكر بعظيم))؛ مسند أحمد (18/ 54)، وصحَّحه الشيخ أحمد شاكر، والشيخ الألباني.

إنَّ إعلان رأيك وإظهاره بالضوابط الشرعيَّة لا يُقرِّبك من الموت، ولا يُباعد عنك الرزق، فلا تَعجز ولا تستسلم، ولا تَضْعُف عن الجَهْر بالحقِّ بلا إفراط ولا تفريط.

مَضارُّ الضَّعف عامة، وخطورة الهزيمة النفسيَّة خاصة:
لقد دخلَت علينا كثيرٌ من المصطلحات من غير بابها، وأساء كثيرٌ من الناس فَهْمَها، ومن ذلك موضوع الضَّعف؛ سواء كان جسديًّا أم عضويًّا، أم علميًّا، أم نفسيًّا، والأخير أخطرُها على الإطلاق.

إنَّ الاستسلام لوَهْمِ الضَّعف وتحقير الذات، وسوء الظنِّ بالنفس، ليجعل الإنسان مهزومًا قبل دخول أرض معركة الحياة، إنَّ يدَ المحارب ليستْ هي التي تحمل سيفه فقط، وإنما يدفع الشجاعَ للنِّزال القلبُ القوي والثقة بالنفس، والهدف العالي، والرغبة الصادقة، وكذا فإنَّ مخاطر الضَّعف والتهويل منه يجعل الإنسان عاجزًا عن كثيرٍ من الأمور السهلة، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "اجتماع القوَّة والأمانة في الناس قليل؛ ولهذا كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: اللهمَّ أشكو إليك جَلَد الفاجر، وعَجْزَ الثقة"؛ مجموع الفتاوى (12/ 254).

إنَّ الأُمم تتقدَّم وتزدهِر بالأمل والطموح القائم على العمل والكدِّ والسعْي، وإنَّ هزيمة المسلمين النفسيَّة، ونظرتهم الدونيَّة إلى دُوَلهم وشعوبهم، والتطلُّع للغرب على أنه جنة الدنيا - ليدفع الإنسان إلى الكسل والخمول، واليقين والمبالَغة في نظرية المؤامرة، وهذا كلُّه يؤدي بالمسلمين إلى التأخُّر والحاجة، وعدم الرِّيادة والاتِّكاليَّة والانهزاميَّة.

آه لو انتَبه المسلمون إلى أنَّ القوة قوةُ القلب، والغِنى غِنى القلب، فأخذوا بأسباب التقدُّم، وعبدوا ربَّهم وأخلصوا له، لصاروا سادةً وقادة!

نقاط ضَعْف الإنسان:
اعلم عبد الله - رحمني الله وإياك - أن الإنسان ضعيفٌ بنفسه، غَنِيٌّ بربِّه، وأنَّ من أشهر مواطن ضَعْف الإنسان فَرْجُه وبطنُه، وأنَّ مَن أفلَح في غلْق هذين البابين - إلاَّ في الحلال - فقد أفلَح ووَقَى نفسه من مهالك جَمَّة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، روى الطبري بسنده عن طاوس، قال: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾، قال: في أمور النساء، ليس يكون الإنسان في شيءٍ أضعفَ منه في النساء.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْه وما بين رِجليْه، أضمنْ له الجنة))؛ البخاري (6474).

فالضَّعف أمام الأموال يؤدي بالإنسان لأكْل الحرام، والتطلُّع للنساء يجرُّ إلى البلايا لِمَن خاضَ فيها، ولَم يُراعِ حدود الله.

أسباب الضَّعف والوهَن، ومظاهره وآثاره السيِّئة على المسلمين:
لقد حذَّرنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الركون والميْل إلى الدنيا ونِسيان الآخرة، وأخبرَنا أنَّ الميل إلى الدنيا وحُبها وشِدة التعلُّق بها، يؤدي بالإنسان إلى الضَّعف الشديد؛ مما يؤثِّر على الأُمَّة كلِّها؛ فعن ثَوْبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((يُوشك الأُمُم أنْ تدَاعى عليكم، كما تداعى الأَكَلة إلى قَصْعتها))، فقال قائل: ومِن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنَّكم غثاءٌ كغُثاء السَّيْل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهَنَ))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهَن؟ قال: ((حُبُّ الدنيا وكراهية الموت))؛ أبو داود (4279)، وصحَّحه الألباني.

فمن هذا الحديث - إخواني الفضلاء - يتَّضح لنا أن الإقبال على الدنيا وجمْعها من حلال وحرام ونِسيان الآخرة، والطُّغيان والظلم، هي أهم أسباب الضَّعف، والجزاء من جنس العمل.

وليس الضَّعف ناتجًا عن قلَّة العدد أو العُدَّة، وإنما الضَّعف أن نستسلِمَ للأوهام، ولا نأخذ بالأسباب، ولا نحصِّل وسائل النجاح.

لا ينبغي للعبد أن يقعد عن أسباب الرزق والرِّفعة والعمل، ثم يُعاتب الأقدار على فقْره وضَعفه وحاجته!!

ورَحِم الله زمانًا كان الصِّغار في المدارس يسمعون فيه الأقوال المأثورة: مَن جَدَّ وجدَ، ومَن زرَع حصَد - إن شاء الله - فما ثَمَّ سبيل للقوة سوى العلم والعمل.

إنَّ جزءًا كبيرًا مما نُعانيه في حياتنا قد يكون مَرَدُّه إلى الضَّعف النفسي والبدني المُخَذِّل والمُقْعِد عن طلب المعالي والسَّعْي وراء الأهداف النبيلة.

إنَّ من أهمِّ أسباب القوة وعدم الضَّعف، العلم النافع في الدِّين والدنيا، والاتحاد في المجتمع والمدرسة، والشركة والمؤسَّسة والمسجد، والعمل والإنتاج الذي يعود على بلادنا وأُمَّتنا وشعوبنا بالخير العميم، فمَن أخَذ بأسباب القوَّة منَحه الله أفضلَ مما سعَى إليه، ومَن عجَز وكَلَّ وناحَ ومَلَّ، فجزاؤه من جنس عمله، وما ربُّك بظلاَّم للعبيد.

الفرق بين اللين والضَّعف:
إنَّ توحيد الله - تبارك وتعالى - وإفراده وحْده بالطاعة والعبادة، واتِّباع سُنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليملأ قلب المسلم ثِقة ويقينًا في قُدرة الله - تبارك وتعالى - فيستشعر العبد عندها أنَّ قوةً أعلى تؤيِّده، ومَددًا سماويًّا ربَّانيًّا يُسَدِّده، وعندها يكون متَوسطًا في أخلاقه، فلا يتكبَّر على عباد الله، ولا يَذِلُّ لهم، ويَخفض جَناحه للمؤمنين، ويَردُّ إساءة الظالمين، وذلك أنه يفهم أنَّ لِينه مع إخوانه وتواضُعه للمسلمين وحَدَبَه عليهم، لا يعني أنه ضعيف، بل هذا مُنطلق القوَّة أن يُنفِّذ العبد أوامرَ ربِّه؛ قال - تعالى -: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54].

فالذِّلة للمسلمين في غير استكانة - ولا خضوع يُضَيِّع كرامة الإنسان - عبادة، وكذا التكبُّر عليهم والبَغي والاستطالة، مصايب تَسوء الإنسان دنيا وآخِرة.

إنَّ من أشهر ما قيل في الفرق بين اللين والضَّعف، أنَّ اللين يعني: الرِّفق بالناس لإصلاحهم، والضعيف يرفُق بالناس ليتَّقي شرَّهم، أو لينال منهم نفعًا، وأنَّ اللين يتغافل عن الخطأ تسامُحًا منه، والضعيف يتغافل عن الخطأ تجنُّبًا للمشكلات، واللين يبتسم في وجْه الناس؛ ليُدخل البهجة في قلوبهم، والضعيف يبتسم للناس؛ ليَسْتجلب حُبَّهم أو عطفَهم، واللين إنسان حكيم، والضعيف إنسان محكوم، واللين نعمة، والضَّعف نِقمة.

حُسن الخُلق لا يعني الضَّعف والذُّل والمسكنة:
إنَّ حُسن الخُلق - في أعلى صُوَره - هو أن يعامل العبد الناسَ لله في كلِّ معاملاته معهم؛ يَصِل مَن قطَعه، ويعفو عمَّن ظلَمه، ويُعطي مَن حرَمه، كلُّ ذلك يرجو رحمة ربِّه، وحُسن عطائه وجزائه، غير خانع لهم، ولا طامع في عطائهم؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينبغي لمؤمن أن يذلَّ نفسه، قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال: أن يتعرَّض من البلاء لِمَا لا يطيق))؛ ابن ماجه (4016)، وحسَّنه الألباني.

إنَّ من تمام قوَّة المسلم في دينه، ما يتمثَّل في حُسن الخُلق مع إخوانه والناس أجمعين، حتى مع الكفار، وحُسن الخلق لا يعني الضَّعف والذِّلة والمسكنة، وإنما العدل والإنصاف، وتحرِّي الحق، وصدق الله - تعالى - إذ يقول: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، وقال - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

يعيش المسلمون اليوم ضَعفًا في جوانبَ كثيرة من حياتهم، لكنَّهم مع ذلك يتفوَّقون على غيرهم في الدِّين والرسالة، والأخلاق والقِيَم والمُثل، ومتى رجَع المسلمون إلى دينهم واستمسكوا به، واستقاموا على سُنة نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - واتقوا ربَّهم، ولانُوا مع إخوانهم، وقام كلٌّ منهم بما يجب عليه، لا شكَّ أنَّ المسلمين سيجدون العزَّة، ويستشعرون الكرامة والقوَّة، وصدَق الله - تبارك وتعالى - إذ يقول: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10].

نسأل الله أن يُقَيِّض لهذه الأُمَّة أمْرَ رشدٍ؛ يُعَزُّ فيه مَن أطاعه، ويُذلُّ فيه مَن عصاه، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر، وأنْ يُعِزَّنا ولا يُذِلَّنا، وأن يرفع الضُّرَّ عن عموم الأُمَّة، آمين.



والحمد لله ربِّ العالمين.





__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 06:45 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303