أعاني من نوبات القلق والخوف
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأَتْ معي الحالة من قبل شهرٍ تقريبًا، عندما تعرَّفت على أحد الإخوة المصابين بِمَرض الاضطراب الوجدانيِّ، وهذا الشخص قال لي: إنه يشكُّ أن لديَّ نفس المرض؛ ولذلك بدأَتِ الأفكار في رأسي تدور، ودخلتُ في أحد المواقع الغربيَّة للتشخيص النَّفسي، وأجبتُ على الأسئلة هناك، وأجابني الموقع بأنَّني أُعاني من "الفصام" كمرَضٍ أوَّلي، والاكتئاب كمرَضٍ آخَر، وعندها بدأَتْ مَخاوفي تزيد، وبدأت تأتيني نوباتٌ قلقيَّة على أنِّي مصاب بهذا المرض; بالرغم من أنَّني لا أرى ولا أسمع أصواتًا لا يراها النَّاس، ولا يسمعونَها، إلاَّ أن القلق تفاقم عليَّ، ولم أتوقَّف عن البحث، فذهبتُ إلى مواقع أخرى للتَّشخيص، وكل موقع كان يصف حالتي بمرضٍ آخر؛ كالوسواس القهري، والاضطراب الوجدانيِّ، و...، بالرَّغم من أنَّ بعض الأعراض أواجهها أنا في الحقيقة، ولكن بشكلٍ أخفَّ من الأشخاص الذين يُعانون وهي كالآتي:
1 - أحيانًا أكون في قمَّة فرحي، ثم فجأةً أحسُّ باكتئاب.
2 - أخاف من انتِقاد الناس لي.
3 - أشعر بالخوف في معظم الأوقات من لا شيء.
هذه بعض الأشياء التي أشعر بها! أرجو الحلَّ إخواني؛ فأنا في حيرةٍ من أمري، وفي خوفٍ لا يعلمه إلاَّ الله، جزاكم الله خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك في شبكة (الألوكة) وأهلاً وسهلاً.
قرأتُ رسالتك، وأتفهَّم هذا التشتُّت الذي مررتَ به، أريد أن أُقرِّر الأمور الآتية:
الأمر الأول: اللُّجوء إلى المواقع الإلكترونيَّة التي تقوم بالتشخيص عن طريق إعطاء بعض الأسئلة والإجابة عليها هي وسيلة خاطئة للتعرُّف على المرض النفسي، أو تشخيص ما يُعاني منه الشخص، هذه المواقع يمكن أن تُعطي إنذارًا بضرورة زيارة الطبيب النفسيِّ، أمَّا أن يعطي تشخيصًا طبيًّا، فهناك رأيٌ عِلْمي موحَّد ضد هذه المواقع واستخدامها؛ فهي تسبِّب الكثير من الضرر؛ لذا لا ننصح بها أبدًا.
أما بالنسبة للتشخيصات التي ذكرتَها فأنا أجزم تمام الجزم أنَّك لا تُعاني من الاضطراب الوجدانيِّ، ولا من الفصام، ولا من الاكتئاب، وأوَدُّ منك أن ترتاح نفسيًّا تمامًا، وتَطمئنَّ؛ فتشخيص مثل هذه الأمراض لا يتطلَّب فقط مجموعةً من الأعراض، بل هو تشخيص أكثر تعقيدًا من ذلك؛ ولذا أريد أن أُطَمئنك تمامًا في هذا الجانب.
ثالثًا: يجب أن نتذكَّر أنه تمرُّ على الشخص فتراتٌ من القلق التي يعاود التفكير فيها حول ما يهمُّه، وما يتوجَّس منه حول مستقبلٍ، أو ما يقلقه حول إصابته بمرضٍ ما، أو آخَر، هذه الحالة تزول في كثيرٍ من الأحيان بمجرَّد أن نتفادى هذه الأفكار، وأن نستعين بالله - عزَّ وجلَّ - ونتوكَّل عليه، وننطلق لِمُمارسة حياتنا بشكلٍ طبيعي، وقد يتطلَّب الأمر - إن استمرَّ - تدخُّلَ متخصصٍ عبر زيارة طبيب نفسيٍّ لتوضيح الأمر.
إذا لم تمنَحْك كلماتي الاطمئنان، فأرجو أن تُراجع أيَّ طبيب نفسي موثوق؛ للتأكُّد من صحَّة ما أقول، وعدم الاعتماد فقط على المقالات، والمواقع النفسيَّة التي قد تُعطي نتائج غير دقيقة، كما سأكون سعيدًا بإخباري بأيِّ تطوُّرات عبر مركز الاستشارات في هذه الشبكة المباركة.
أتمنَّى لك التوفيق، وأهلاً وسهلاً.