كانت علاقتنا على النت، وأريد خطبتها
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رسالتي هي: تعرَّفتُ على فتاةٍ عن طريق الإنترنت، فأمضيتُ معها ما يُقارب الشَّهرين، وأنا أريد أن أخطبها، والفتاةُ - ما شاء الله عليها - متديِّنة، وتخاف ربَّها، ومحافظةٌ على فرائضه، وعلى الصلاة، وتلاوة القرآن.
لكن المشكلة كنت أتحدَّث معها في التليفون، وكان أكثر كلامنا حبًّا وغرامًا وعشقًا، وغير هذا كنَّا نفعل العادة السرية، وبأمانة؛ أنا الذي كنتُ أبدأ بفعل هذا الشيء لها، وهي ما كانت تعرف هذه الرَّذيلة، وأنا أريد أن أخطبها وأتزوَّجها، لكن خائفٌ بعد الزواج أن تكون حياتنا تعيسةً، ومشاكلَ، وشكًّا، وخوفًا، وما تصير ثقةٌ بيننا، والوسوسة تلعب بنا.
أعطني توجيهاتك وإرشاداتك، الله يحفظك يا شيخنا.
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلقد تعجبتُ من وصفك لتك الفتاة بأنَّها متدينة، وتخاف الله، وتحافظ على الفرائض، و... ثم أنتما تتحدَّثان في الهاتف بما لا يَصْلح إلاَّ بين الزوجين بكلام الحبِّ والغرام، والعادة السرِّية! وهذه أعمالٌ لا يفعلها من يخاف اللهَ ويتَّقيه؛ وإنما من اتَّصف بالضد من ذلك؛ فقد فتحتما باب فِتنة تؤدِّي بصاحبها إلى إتلاف قلبه، وضياع دينه، وتُوقِعُهُ في الحرام كما هو مُشاهَد؛ فيجب عليك - أولاً - التوبةُ النَّصوح، وقطعُ أيِّ اتصال بينك وبين تلك الفتاة، وغيِّرْ رقم هاتفك وبريدك الإلكتروني؛ فدينُنا وقيمُنا الشرقية، وعادتُنا وشيمُنا العربية، لا تبِيحُ أيَّ علاقة بين رجلٍ أجنبي وامرأة، إلا في ظل زواجٍ شرعيٍّ، ولْتَحذر من التمادي؛ حتى لا يُحالَ بينك وبين التوبة؛ قال - تعالى - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وإيَّاك من عدم الاستجابة للتَّوبة؛ حتَّى لا يُحال بينك وبينها إذا أردْتَها بعد ذلك؛ فالله يُقلِّب القلوب حيث شاء ويصرِّفها أنَّى شاء، وقال سبحانه: ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110].
أما الزواج بالصُّورة المذكورة،فمحفوفٌ بالمخاطر؛ من التَّدليس والمُخادَعَةِ، والاعتماد على تعلُّق القلب دون العقل، ثم إنَّك تعاني من الآن من وساوِسَ وشُكوك في كونها قد تَنْساق لغيرك مثلما انساقَت لك.