[حصري] *..* مفاتيح تدبر القرآن _ اللقاء الأول _ الشيخ / شوقي عبد الصادق *..*

[فريق منتدى الدي في دي العربي]

لمشاهدة اللقاء يوتيوب ..




لتحميل اللقاء بجودات مختلفة من

تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation

التلخيص الكتابي كامل للقاء الأول ..

التفسير لكتاب الله عز وجل من أعظم الكتب والعمل في التفسير من أعظم الأعمال ..
وهذا العمل لابد له من أصول .. وقبل الأصول نتكلم عن أمرين ::

الأمر الأول ..
* النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت وفي نفس أصحابه حاجة تجاه القرآن العظيم
ما مرت عليهم آية ولا مر بهم حكم في هذا الكتاب العظيم إلا ويعرفوه
ما غاب عنهم وكل شيء أرادوا أن يعرفوه عن هذا الكتاب عرفوه
حتى اللفظة المُغلَقة كانوا يسألون فيها
لذلك قال تعالى :" ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا بَيَانَهُ "القيامة - 19
أبو عبد الرحمن السُلمي رحمه الله يقول حدثنا الذين كانوا يقرءون القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالوا ::
كنا إذا تعلمنا 10 آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل . قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا ..
ما غاب عنهم شيء
لذلك كانوا يمكثوا في السورة سنين ..
ابن عمر رضي الله عنهما يظل في البقرة 8 سنين
فهذا هو الأمر الأول أن الصحابة لم يغب عنهم شيء وما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى وهم يجهلون شيئًا من القرآن الكريم ..


الأمر الثاني ..
*اختلاف الصحابة في التفسير اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد لأن القرآن نزل بلغتهم وأيضًا لم يكن لديهم رغبات دنيوية وكانوا وقافيين عند حدود الله عز وجل .
كلما ابتعدنا عن عصر النبي صلى الله عليه وسلم كثُرت الأهواء واللغة العربية تم غزوها واحتُلَت من لغات أخرى وأصبح فيها عُجمة , وزاد الخلاف في التفسير ..
الاختلاف عند الصحابة اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد .

هناك فارق بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد
اختلاف التنوع يمكن الجمع بينهما أما اختلاف التضاد فلا يمكن الجمع بينهما
مثال ::
اختلفوا مثلًا في الجزء الذي ضَرب به موسى عليه السلام قتيل بني اسرائيل
"فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا
" البقرة - 73
في النهاية بنو إسرائيل ذبحوا البقرة وضربوا القتيل بجزء منها ..


مثال ::
فتى موسى عليه السلام بعض الأحاديث جزمت أنه الخِضر ، يبقى هو الخضر مفيش خلاف
..

مثال ::
كلب أهل الكهف .. لونه كذا .. اختلفوا فيه اختلاف تنوع ولكن في النهاية فيه كلب
..
فالشاهد إذا اختلفوا فهو اختلاف تنوع ..

فيه أُسس قام عليها التفسير تفسير الصحابة الكِرام رضي الله عنهم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرحل وفيه شيء مستغلق عندهم .. فلا يجب أن نتهم الصحابة رضي الله عنهم بجهالة تجاه القرآن الكريم .. بل الجهالة عندنا


أصول التفسير ..
أصول ::
أي قواعد وأسس لابد أن يلتزم بها من أراد أن يُفسر كتاب الله
تفسير غير مبني على أُسس لا يُقبل ..


أول أصل من الأصول ::
ألا يُقحم في التفسير أحاديث موضوعة

الشيخ ابن عثيمين وابن تيمية رحمهما الله .. قالوا لو ذكر المفسِر السند أي سند الحديث الموضوع يكون برأ ذمته . ولكن ما الضرورة له أصلًا ؟
يجب أن يُنزه التفسير عن الحديث الموضوع لأن في الصحيح الكفاية .. ودخول الحديث الضعيف في التفسير يكون إما لهوى أو لغرض . انتصار لفكرة أو مذهب أو لشخص أو لعقيدة وغيرها ..

مثال للحديث الموضوع ::
أن سيدنا علي رضي الله عنه تصدق بخاتمه وهو يصلي .. يذكروا هذا عند تفسير قوله تعالى :
" إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

" المائدة - (55)
"
يقول ابن كثير رحمه الله :: عن روايات ذكرها الإمام الطبري رحمه الله أنها ليس بصحيح ولا يصح منها شيء بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله .. هذه الآثار جميعها لا تقوم بها الحُجة في الدين ..

مثال آخر ::
قوله تعالى :: " إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ? وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ "
الرعد - (7)

قيل في الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت الآية أشار على نفسه وإلى صدره وقال أنا المنذر وقالوا أنه قال أن سيدنا علي رضي الله عنه هو الهاد يهدي بك الله المهتدين من بعدي ..!
قال الحافظ بن كثير رحمه الله هذا الحديث فيه نَكارة شديدة .. فلا نقحم بالتفسير لا الحديث الموضوع ولا الضعيف .. الصحيح به الكفاية ..


الأصل الثاني ::
ألا يفسر القرآن بُناءً على عقيدة غير صحيحة
فهذه العقيدة الفاسدة لا يمكن أن يستقيم عليها التفسير لأني سأضطر إلى لَيّ الآية ليًا حتى تؤيد ما ذهبت إليه .. لأن العقيدة أصلًا فاسدة
أما عقيدة أهل السُنة والجماعة تفسيرها في منتهى الصحة ومنتهى الاستقامة ..

أسوأ تفسير تفسير الرافضةلأن ليس له علاقة بلغة ولا بدين ولا قال به سلف ولا صحابة ولا موجود عند أئمتنا لا من قريب ولا من بعيد ..
الرافضة هم من رفضوا زيد بن عليّ بن الحُسين بن عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
رفضوا التشيع له ونصرته وانفضوا عنه لأنهم سلوه سؤال مباشر عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال :" كانا وزيري جدي " أي وزراء النبي صلى الله عليه وسلم فانفضوا عنه ورفضوه ..
فتوقع من تفسير هؤلاء أنه لا يستقيم .. فهو من سوأ التفسير


مثال ::
قال تعالى :" تَبَتْ يَدَاَ أَبِي لَهَبٍ وَتَبْ " المسد - 1
المفهوم من تبت أي خسرت يد أبو لهب وضاع أبو لهب وباء بالخسران .
فالرافضة .. يفسروه على أنه يد أبو بكر وعمر !

. .
مثال ::
قال تعالى :: " إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُم أَن تَذْبَحُوا بَقَرةً " البقرة - 67
قالوا عائشة ! رضي الله عنها وأرضاها .
..

مثال ::
الله يحذر الأمة في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام من الشرك في قوله :" لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ " الزمر - 65
قالوا عمله أي تقديم أبو بكر على عليّ في الخلافة يحبط عملك ! رضي الله عنهم .
..

مثال ::
قال تعالى :: " فَقَاتِلُوا أَئِمَةِ الْكُفْرِ " التوبة - 12
أي كل إنسان دعا وتعصب للكفر وكان داهية وإمام في الكفر
ولكن الرافضة يقولون أن المقصود بها قاتلوا طلحة والزبير ! رضي الله عنهما وأرضاهم .
..

مثال ::
" قال تعالى :"مَرَجَ البَحْرَينِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ " الرحمن - 19 و 20
البحران أي العذب والمالح ويتكلم الله عز وجل على إعجازه وقدرته في الخَلْق
ولكن الرافضة قالوا البحرين علي وفاطمة ! رضي الله عنهما ..
..

مثال ::
" قال تعالى " وكل شيءٍ أحصيناه في إمام مبين .. وقوله تعالى " عَمَّ يَتسَاءَلُونَ * عَنِ الْنَّبَأِ العَظِيمِ " النبأ - 1 و 2 "
قالت الرافضة أن الإمام المبين علي والنبأ العظيم عليّ ! رضي الله عنه وأرضاه .


من التفاسير التي يجب أن تُحظر ..
تفسير المعتزلة بسبب مخالفات تناقض عقيدة أهل السُنة والجماعة
مثال تفسير الزمخشري
لو إنسان ليس على حذر من عقيدة الاعتزال لا يمكن يخطر بباله ذلك
فالمعتزلة تنكر رؤية الله عز وجل ..
فالزمخشري في الكشاف يفسر آية ينكر فيها الرؤية ويتكلم عن الآية بما يؤدي عدم وجود الرؤية


مثال ::
قال تعالى :" فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
" ءال عمران - 185

قال الزمخشري أي فوز أعظم من دخول الجنة والنجاة من النار وكأنه يوصل لك أنه لا يوجد فوز بعد ذلك ولكن يوجد فوز بعد ذلك وهو النظر لوجه الله عز وجل .

فخذ عقيدتك من أهل السُنة .. والتي تثبت رؤية وجه الله عز وجل في الآخرة
لقوله تعالى :" لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ "

ق - (35)
لقوله تعالى :"
لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى? وَزِيَادَةٌ ?
" يونس - 26
فالزمخشري يقول الزيادة في النعيم وليس الرؤية لوجه الله عز وجل ..

ومن عقيدتهم أيضًا أنهم يقولون بأن القرآن مخلوق وأن الله ليس فوق العالم فلا يمكن أن يفسر التفسير الصحيح للآيات
فعندما يفسر قوله تعالى :"يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
" النحل -50 ..
هينكر الفوقية وهيقول أن الله في كل مكان
عنده عقيدة إن القرآن مخلوق فينفي صفة الكلام !
عنده عقيدة أن الله لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر !


الأصل الثالث ::
ألا يُفسر القرآن بظاهر القول
لا تأخذ الكلمة بالظاهر وتبني عليها التفسير لأنه قد يؤدي لمعنى آخر غير مُراد من الآية
نظرية علمية ظهرت فنأتي بالآيات تؤكد النظرية العلمية التي توصلنا لها .. في حين أنها نظرية ولم تكن حقيقة وإن كانت حقيقة نقيسها هل هذا ما فهمه السلف الصالح أم لا .. ؟!
..
مثال ::
قال تعالى :"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن

تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ? لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ "

الرحمن _ (33)
..
الآية تخاطب الجن قبل الإنس .. فلماذا تقيسونها على من طلعوا للقمر ووصلوا له
ففسروا لا تنفذوا إلا بسلطان أي بسلطان العلم نفذوا به للقمر ..
في حين إن الجِن أصلًا يقول " وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ "

" الجن - 8 ..
مش خرجوا من أقطار السموات .. لمسوها لمس فعلي
وكان يقعدون منها مقاعد للسمع يسمعون أخبارها لينزلوها لأوليائهم في الأرض .
فلا تأخذ اللفظ بظاهره حتى لا تقع في المحذور .
في حين أن الآيات من الأساس تتكلم عن اليوم الآخر _ البعث .. والملائكة محدقة بالإنس والجِن في أرض المحشر
كما قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما .. قيل 7 أو 9 صفوف من الملائكة حول الإنس والجِن لا أحد من الجن والإنس يستطيع أن يهرب .. فالآيات تتكلم عن اليوم الآخر لا على البحث العلمي .
..

مثال ::
قال تعالى :" احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ
الصافات - (22)
.."
ظاهر اللفظ في أزواجهم أي الرجل وزوجته أو المرأة وزوجها !
ولكن المقصود بالأزواج هنا أن لها معاني ووجوه أخرى ..
فلو الزوجة حليلة الإنسان كما في قوله " وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ? وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
" البقرة - 25 ..
زوجة الإنسان الدنيوية في قوله تعالى :" وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ
" النساء - 12
الأزواج أتت بمعنى الأشباه والنظائر والقرناء كما في سورة يس قال تعالى
" سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ "

يس -36

الأزواج هنا أصناف النبات .. فهل احشروا الذين ظلموا وأزواجهم .. هنحشر النبات!!
فالمقصود بأزواجهم هنا أي الأشباه والنظائر .. احشروا النظراء والأنداد مع بعضهم البعض .
وأقرب مثال على أن المقصود بها الأشباه والنظائر
فرعون وزوجته .. لوط عليه السلام وزوجته .. نوح عليه السلام وزوجته
فلا تأخذ اللفظ بظاهره .. ففرعون كافر وزوجته مؤمنة وهكذا ..
فكيف بفرعون الكافر يُحشر مع زوجته المؤمنة ؟!
فعلينا ألا نأخذ اللفظ بظاهره ..


الأصل الرابع ::
الإلمام بأسباب النزول
لأن عندما تعرف سبب نزول الآية ستنزلها التنزيل الصحيح وتعالجها المعالجة الصحيحة وتستدل بها في مكانها .

مثال ::
في باب الجُبن
الإنسان ليس عنده استعداد أن يجاهد لهذا الدين بأي شكل !
فيقول أحدهم
" قال تعالى"

وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?
" البقرة - 195 ..
بقى مفسر وعلَّامة !
ولكن سبب نزول الآية قال فيه أسلم بن أبي عمران " كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفًا عظيمًا من الروم " المقاتلون الروم من يقاتلون فيي سبيل الطاغوت " فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد ، فحمل رجل من المسلمين أي دخل معسكر الروم يشق الصف ويشق عصا الروم يجاهد في سبيل الله ، صاح بعض الناس يقولون سبحان الله " يُلقي بيده إلى التهلكة ! " فقام أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه وهو عاصر النزول وعاصر الأسباب فقال " يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل وإنما أُنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الأنصار وكثر ناصروه قال بعضنا لبعض سرًا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم " أموالنا ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام بنا وبغيرنا وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله عز وجل الآية .. تقصد الأنصار ومن سبفكرون في الاهتمام بالأموال ويتخلوا عن الدين فنزلت تلك الآية .. أي أن التهلُكة ليس في قتال الأعداء ولكن في الركون إلى الأموال وإلى الدنيا .