هل قرار ترك الإنترنت صحيح؟
أ. أريج الطباع
السؤال
أنا فتاة لم أتزوَّج بعدُ، وأجاهد في أنْ أُلزِم نفسي بالرِّضا والقناعة بما كتَب الله، وأنْ أشغل وقتي في أعمالٍ نافعة؛ لذلك فإنِّي أعمَلُ في أكثر من موقعٍ دعوي، ولكنَّ مشكلتي هي أنِّي صِرتُ في الفترة الأخيرة إذا جلست على الإنترنت، فإنِّي وللأسف أقَعُ فيما لا يُرضِي الله من رُؤية المناظر المخلَّة، وأقولُها وكلِّي خجل من نفسي، ثم انقطعتُ فترةً عن الإنترنت وتحسَّنتْ نفسي كثيرًا، ولكن كنت في نفس الوقت أشعُر بتأنيب الضمير لتَرْكِي ما عليَّ من أعمالٍ في تلك المواقع النافعة، وقد تكرَّر ذلك الأمر منِّي للأسف.
وأخيرًا اتَّخذت قَرارًا بعدم العودة إلى الإنترنت نهائيًّا، وأحتسب في ذلك درْء المفسَدة، وأنْ أُجاهِدَ في لُزوم أبواب الخير خارج الإنترنت، فهل قَراري هذا صحيح؟
الجواب
نعم، بالتأكيد قَرارك سليم؛ فأنت أدرى بما يُناسِبك هذه الفترة، ودومًا عالم الواقع أجدى من عالم الإنترنت لبِناء الشخصيَّة وسوائها، ابحثِي عن الأنشطة التي تُناسِبُك خارجَ الشبكة، التَحِقي بمعاهد شرعيَّة أو علميَّة تشغل وقتك وتستفيدين منها، ضَعِي لك أهدافًا أوسع تسعين لتحقيقها.
لكن لا تجعلي قَرارَ القطع نهائيًّا، اجعَلِيه بمثابة مرحلة استشفاء أنت بحاجةٍ لها، قوِّي نفسَك واربِطيها بأمورٍ أخرى تعصمك من الوقوع فيما تخشين منه، وبعدَ ذلك قد يمكنك العودة وفق خُطَّةٍ تحميك أكثر؛ كأنْ تُحدِّدي لنفسك وقتًا لا تتَجاوَزِينه مثلاً، وتفتَحِي جهازك بوقتٍ لا تكونين فيه وحدَك، ويمكنك أنْ تضَعِي على الحائط أمامَك عباراتٍ تُقوِّيك على مُراقبة الله، أو جعْل ذلك على سطح جهازك نفسه بحيث يمكنك رؤيتها، أيضًا يمكنك سماع أناشيد أو أدعية وأنت تعمَلين تُذكِّرك بِمُراقَبة نفسك أكثر، وعدم الخوض فيما لا ترغَبِين به ولا ترتَضِينه لنفسك.
لكنَّ المهمَّ أنَّك أدرى بنفسك وبما يُناسبها هذه المرحلة، فقط ثِقِي بنفسك وبقَراراتك وقُومي بالأنفع لك، فلو شعرت أنَّك بحاجةٍ لتَرْكِ الإنترنت، فاترُكِيه وعُودي له بالوقت الذي تجدين نفسَك به مستعدَّة لذلك، المهمُّ الآن ألاَّ تشغلي نفسك بالتفكير كثيرًا، وابحثي دومًا عمَّا يفيدُك وينفعُك، وتوقَّعي أنَّ الشيطان لن يترُكك، وسيَبقَى صِراع الشرِّ والخير ما دُمنا على الأرض!
تغلَّبي على الشيطان بالبحث عن أسباب النَّجاة، والثقة بأنَّك قادرةٌ بعَوْنِ الله على تخطِّي الصِّعاب بطريقك مهما كانت؛ ما دُمت صادقةً مع الله، حريصةً على رضاه.
وفَّقكِ الله ونفَع بكِ.