جواد الشعر
الشاعر محمد بركات
جواد الشعر أُلجمه لجامَا
أوجهه يمينًا
أو شمالًا
أو وراءً
أو أمامَا
يَسيل الشعر تحتي نهرَ خمرٍ
فلستُ أريد معنًى مُسكرًا إلا استقامَا
قوافي الشعر كلٌّ قد تمنَّت
تكونُ لجِيد قافيتي نِظاما
ويعلو فوق مُهرِ الشعر نَجْلي
سواء كان بنتًا أو غلامَا
أعلِّم نَظْم هذا الشعرِ طفليَ
لا الكلاما
وأُرضِعه قوافيَ لا
يريد - حياتَه - منها فِطاما
ونَمضي في صحارى مقفراتٍ
لنُمطرها قوافي الشعر ماءً
تُخْجِلُ اليوم الغَماما
فتُصبح زاهراتٍ
وتملأ كلَّ هذا الكون رائحةُ الخُزامَى
فيعدو بي جوادي عدْوَ بَحرٍ
وتجري خيلهم خلفي نَعاما
فضلوا واهتديتُ لأن خيلي
أثار غبارُها خلفي ظلامَا
صهيلُ جواد شعري
أورَثَ الأُسْدَ انهزامَا
وعند نهاية الإبصار يخطو
بُراقًا سيرُه بهَر الأناما
فتقطع خطوةٌ منها طريقًا
يسير الناس فيه وَرَايَ عاما
لسرعة عَدوِه يَطوي دروبًا
يعود وَراؤُه منها أمامَا
ترى الشعراءَ حتى يُقْرَنوا بي
تود أمام شِعريَ الانهزامَا
إذا ما شئتُ قولَ الشعر يومًا
تمثَّلَتِ القوافي لي قيامَا
وتلْقَفُ حيَّتِي لِعِصيِّ غيري
فيخفض لي جميعُ الناس هامَا
توهَّمَ مُدَّعٍ في الشعر - جهلًا -
يكون قصيدُه فوقي غِياما
ومن يعبَثْ به جوعٌ نهارًا
رأى الخبز المرققَ حين نامَا
إذا أبصرتَ قِردًا في عرين
ألا فاقرَأ على الأُسْدِ السلامَا
لئن لم تحسدِ الشمسُ القوافي
لصار الشعر في حقي حرامَا
فلو صُفَّتْ قوافي الشعر صفًّا
رأَت عيناك قافيتي إمامَا
ولو أرخيت حبل جواد شعري
لَحُزْتُ جميعه.. لكن
كفاني ما نظمتُ ليدرك الآتي كلامَا
فمن شاء امتطاءَ الشعر يومًا
فليكن مثلي.. بليغًا أو هُمامَا