تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2016, 04:24 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي الشهرة وحب الظهور يقصمان الظهور
انشر علي twitter

الشهرة وحب الظهور يقصمان الظهور


عماد حسن أبو العينين








إنَّ الإسلام بطبيعته المعتدلة يُريد لأفراده أن يكونوا صالحين مُتوازنين، لا يغترُّون بالدُّنيا أو تتعلَّق بها قلوبهم، فما مدَّ أحدٌ عينَيْه إلى مَتاعها إلاَّ واشرأبَّت نفسُه، وقارب الفتنة، أو حام حول حِماها، والسَّعيد من جعَلَها مطيَّةً للآخِرة، فصارت له دارُ مَمرٍّ لا دارَ مقرّ، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].













ومن الاغترار بالدُّنيا السعيُ خلف الشُّهرة وبريقها، فكثيرٌ من الناس تَتُوق نفسه إلى أن يُشار إليه بالبنان أو أن يكون هو حديثَ المَجالس، أو أن يُسمع قولُه، أو يُكتب؛ لذا قد يَسعى بعضُهم بكلِّ سبيلٍ إلى تحقيق ذلك، ولو على حساب مُخالفة الدِّين والأخلاق؛ إذْ مِن خصائص الشهرة أنَّها تَؤُزُّ المرء إلى المغامرة أزًّا، ويُدَعَّى إلى تبرير كلِّ وسيلةٍ موصِّلة إليها دعًّا، وهنا مَكْمَن الخطر، ومحمل الشَّوك الذي لا ينتقش.







لذا؛ حذَّر الشَّرع المطهَّر من حبِّ الشُّهرة والظُّهور الدَّاعي النفوسَ المريضة إلى تعلُّقِ القلب بتأسيس بنيان السُّمعة على شفا جُرفٍ هار، أو الإعداد لرفع الظَّمأ من سرابٍ بِقيعةٍ يحسبه الظَّمآن ماءً، حتَّى إذا جاءه لم يَجِده شيئًا.







فقال تعالى معلِّمًا نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]؛ "أي: إنَّ كل أعمالي ومَقاصدي محصورةٌ في طاعة الله ورِضْوانه، وعلى المسلم أن يكون قصدُه وعمله وكلُّ ما يقدِّمه من عملٍ هو وجه الله تعالى، سواءٌ في أثناء حياته، أو ما يعقبه من عملٍ صالح بعد مماته، هو للهِ، وإلى الله، وفي سبيل الله، ولطاعة الله تعالى، فإذا كان لله لم يَبقَ فيه نصيبٌ لغير الله"[1].







لذا؛ حذَّر - صلَّى الله عليه وسلَّم - من سوء الأخلاق التي يكون عمَلُها وسعْيُها وقولُها لغير الله، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أوَّل النَّاس يُقضَى يوم القيامة عليه: رجلٌ استُشهِد، فأُتِي به، فعرَّفه نِعَمه فعرَفها، قال: فما عَمِلتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتَّى استُشهدت، قال: كذبتَ ولكنَّك قاتلتَ لأنْ يُقال: جريءٌ، فقد قيل، ثُمَّ أُمِر به فسُحِب على وجهه حتَّى أُلقِيَ في النَّار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتِي به فعرَّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمتُه، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنَّك تعلَّمت العلم؛ لِيُقال: عالِمٌ، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثمَّ أمر به، فسُحِب على وجهه حتَّى ألقي في النَّار، ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كلِّه، فأُتِي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تحبُّ أن ينفق فيها إلاَّ أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنَّك فعلتَ لِيُقال: هو جوَادٌ، فقد قيل، ثُمَّ أُمِر به، فسُحب على وجهه، ثمَّ ألقي في النَّار))[2].







فهؤلاء الثَّلاثة وعمَلُهم الجليل - سواء كان الشَّهادة، أو تعليم العلم، أو الإنفاق في سبيل الله - يُعدُّ من أعظم الأعمال في ميزان الإسلام، ولكنَّهم أحبَطوا ثوابَ عمَلِهم بسبب طلب الشُّهرة بين النَّاس، وحب الظُّهور الذي يَقْصِم الظُّهور، فكانوا أوَّل من تُسعَّرُ بهم جهنَّم، فهم حطَبُها الأوَّل؛ لأنَّهم أرادوا أن يَكونوا أوَّلَ الناس، وعلى رأسهم، فعاقبَهم الله بمِثْل قصدِهم، والجزاء من جنس العمل، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].







فالبحث عن الشُّهرة خلَلٌ في عقيدة التَّوحيد، وانقلابٌ في مفاهيم الغاية البشريَّة في الوجود، ونَكْسة في ترتيب الاهتمامات؛ فهو الصُّورة التطبيقيَّة للرِّياء المُحْبِط للأعمال في ميزان الشَّريعة.







وإذا كان قولُ النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من لَبِس ثوب شُهرة ألبسَه الله يوم القيامة ثَوْب مَذَلَّة))؛ يعني به: لباس الشُّهرة المادِّي المصنوع من القماش؛ فإنَّ غيره المسبب للشُّهرة داخلٌ فيه أيضًا؛ كالسيَّارة مثلاً، فعن شَهْرِ بن حَوْشب قال: "مَن ركب مشهورًا من الدوابِّ ولبس مشهورًا من الثياب، أعرض الله عنه، وإن كان كريمًا"[3].







كما أن اللباس المعنويَّ للشُّهرة يمكن أن يشمله الحديثُ من باب أولى، ومن أيِّ نوع كان؛ سواء لباس التَّقوى، أو لباس العلم أو لباس الزُّهد، أو لباس الورَع، وأي لباس معنوي يتدثَّر به الإنسان بين الناس يسبِّب له الشهرة وهو يقصدها، ويتعمَّد أن يراه الناس بها، فقد قالَ البَيْهَقِيُّ: "كلُّ شيء صيَّر صاحبه شهرة، فحقُّه أن يُجْتَنَب"[4].







أمَّا من اشتهر بالعلم والزُّهد والورع، ونيَّتُه صالحة وعمَلُه خالصٌ لوجه الله، فإنه خارجٌ عن هذه الدائرة، ولكن الواجب عليه أن يتفقَّد حال قلبه بين الفينة والأخرى.







وقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - يفرُّون من الشُّهرة وعدم الإخلاص لله في الأقوال والأفعال، كما تفرُّ الفريسةُ من الأسد؛ فهذا بُريدة بن الحصيب يقول: "شهدتُ خيبر، وكنت فيمن صعد الثُّلْمة، فقاتلتُ حتَّى رُئِي مكاني، وعليَّ ثوبٌ أحمر، فما أعلم أنِّي ركبتُ في الإسلام ذنبًا أعظم عليَّ منه"؛ أيِ: الشُّهرة[5].







وهذا أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح لَمَّا ذهبَ مَددًا إلى عمرو بن العاص في غزوة ذات السَّلاسل قال عمرٌو لأبي عبيدة، والنَّفَر الذين معه: أنا أميرُكم، وأنا أرسلتُ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أستمدُّه بكم، فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابِك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرٌو: إنما أنتم مدد أمددته، فما كان من أبي عبيدة في هذا الموقف إلاَّ أن أخلَص لله، وترك الشُّهرة وراءَه ظِهريًّا، وقال: والله يا عمرو، إنَّك إن عصيتني لأُطِيعنَّك، وسلَّم إليه الإمارة[6].







وهذا خالد بن الوليد عندما أمَرَه عمرُ بن الخطَّاب الخليفةُ أن يَترك قيادة الجيش لأبي عبيدةَ بن الجرَّاح، قال: سمعًا وطاعةً لأمير المؤمنين، وهذا موقفٌ والله يُحسَد عليه، ولو تعرَّض له أحَدُ القُوَّاد في هذا العصر، وبِشُهرة سيف الله المسلول، لمَا تركَ قيادة الجيش، ولما ترك هذه الشُّهرة، بل انقلبَ على أميره وحاربَه، ولكنَّه أبو سليمان؛ الإخلاص لله ولدينه، والفرارُ من الشُّهرةِ وحبِّ الظهور.







ومن العجب أن يحجَّ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما يربو على مائة ألف صحابي، فلم يقدر ابنُ حجر العسقلانيُّ - على قوَّة حفظِه، وسَعة اطِّلاعه، ومهارة بحثِه - أن يَجمع لنا في كتابه "الإصابة" أكثرَ مِن ثمانية آلاف صحابي، فأين الباقون؟! إنَّهم على منهاج قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يحبُّ العبد التَّقِيَّ الغنيَّ الخفيّ))[7].







ولو كانت الشُّهرة مَنْقبةً تتشوَّق لها النُّفوس الكريمة، لأكرَم الله بها سادة الدُّنيا من الأنبياء والمرسَلين الذين بُعِث منهم ما يزيد على ثلاثمائة رسول، وأكثر من مائة ألف نبي، ورغم ذلك لم يَحْفظ لنا القرآنُ سوى أسماء خمسة وعشرين رسولاً لا غير.







وقد حذَّر سلَفُنا الصالِحُ من حُبِّ الظُّهور والشهرة بين الناس لِمَن يسعى إليها، ويجعلها هدفَه، وتضافرَتْ أقوالُهم المحذِّرة من هذا الخلُق الذَّميم، فهذا سفيانُ الثوريُّ يقول: "إيَّاك والشُّهرة؛ فما أتيتُ أحدًا إلاَّ وقد نَهى عن الشُّهرة"[8].







وقال إبراهيمُ بن أدهم: "ما صدَقَ اللهَ عبدٌ أحبَّ الشُّهرة"[9].







وقالَ أيُّوبُ السَّختِيانِيُّ: ما صَدَقَ عبْدٌ قطُّ فأَحَبَّ الشُّهرةَ"[10].







وقال بِشرُ بن الحارث: ما اتَّقَى اللهَ مَنْ أحَبَّ الشُّهْرة"[11]، وقال أيضًا: "إذا عُرفتَ في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيتَ الرَّجُل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لَزِمَه، واشتهى ذلك، فهو يحبُّ الشُّهرة"[12].







وقال أحمدُ بن عاصمٍ الأنطاكيُّ: "الخير كلُّه أن تُزوَى عنك الدُّنيا، ويُمَنَّ عليك بالقنوع، وتُصْرَف عنك وجوهُ النَّاس"[13].







وجاء في ميراث صوفيَّة السُّلوك والاعتدال قولُ أبي حمزة البغدادي الصُّوفي: "عَلامةُ الصُّوفِيِّ الصَّادق: أن يَفتقر بعد الغِنَى، ويَذِلَّ بعد العزِّ، ويخفى بعد الشُّهرة، وعلامة الصُّوفيِّ الكاذب أن يَستغني بعد الفقر، ويعزَّ بعد الذُّلِّ، ويشتهر بعد الخفاء"[14].







وقال أبو بكرِ بنُ عيَّاش: "أدْنَى نَفْعِ السُّكوت السلامة، وكفى بها عافيةً، وأدنى ضرَرِ المنطق الشُّهرة، وكفى بها بليَّة"[15].







كما تضافرَتْ أفعالُهم في البعد عن الشُّهرة؛ رغبةً في ثواب الله - عزَّ وجلَّ - وإخلاصًا له؛ فعن صفوان بن عمر، قال: كان خالدُ بن معدان إذا عظمَتْ حلقتُه (أيْ: كثر تلاميذه في حلقة التَّدريس)، قام فانصرف، قيل لصفوان: ولِم كان يقوم؟ قال: كان يَكْره الشُّهرة[16].







قال الذهبيُّ معلِّقًا: ينبغي للعالِم أن يتكلَّم بنِيَّة وحُسْن قصد، فإنْ أعجبَه كلامُه فلْيَصمت، فإن أعجبه الصَّمت فلينطق، ولا يفتُرْ عن محاسبة نفسه؛ فإنَّها تحبُّ الظهور والثَّناء[17].







وقال ثابتٌ البنانيُّ: قال لي محمَّد بن سيرين: "لَم يكن يَمنعني من مجالستكم إلاَّ خوف الشُّهرة"[18]، وقال مَعْمرٌ: كان في قميصِ أيُّوب بعضُ التَّذييل، فقيل له، فقال: الشُّهرة اليوم في التَّشمير"[19].







وقال إمامُ أهل السُّنَّة أحمدُ بن حنبل: أُريد أن أكون في شِعبٍ بمكَّة؛ حتَّى لا أُعرَف، قد بُلِيتُ بالشُّهرة، إنِّّي أتَمنَّى الموت صباحًا ومساءً"[20].







وقال سفيان الثوريُّ: "خرجتُ حاجًّا أنا وشَيْبان الراعي مُشاةً، فلمَّا صِرْنا ببعض الطَّريق، إذا نحن بأسدٍ قد عارضَنا، فصاح به شيبانُ، فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب؛ فأخذ شيبانُ بأذنه فعركَها، فقلتُ: ما هذه الشُّهرة؟ قال: وأيَّ شهرةٍ ترى يا ثوريُّ؟ لولا كراهية الشُّهرة ما حملتُ زادي إلى مكَّة إلاَّ على ظهره"[21].







وهذا القاضي، أبو العباس العُقيلي، الجيَّاني، يقول عنه ابنُ السَّمعاني: "فقيهٌ، مُفتٍ، زاهد، يعرف المذهبَ والفرائض، اعتزل عن النَّاس، واختار الخمول، وترك الشُّهرة، وكان كثيرَ الذِّكر، دخلتُ عليه، فرأيتُه على طريقةِ السَّلَف؛ من خشونة العيش، وترك التكلُّف"[22].







هكذا مضى السَّلف الصالِح على هذا المنهاج، وكان هذا دِينَهم ودَيدنَهم، فأين هذا من أقوامٍ غلبَهم حبُّ الشهرة، وظَنُّوا أنَّ التفاضل بكثرة المعلومات، وكثرة المَحْفوظات، وبالثَّناء، وبانتشار الذِّكر، حتَّى سجَّل التاريخُ عليهم أيضًا عارًا وشنارًا، فهذا الخطيب البغداديُّ عندما صنَّف كتابه "تاريخ بغداد"، وسمعَتْ به الدُّنيا، كان هناك رجلٌ يسمَّى ابن القفطي من كُبَراء فقهاء الحنابلة، فلمَّا سمع بالكتاب، قال: هل ذكرَني الخطيبُ في كتابه في الثِّقات أم في الضُّعفاء؟ قالوا: "والله ما ذكَرَك؛ لا في الثقات ولا في الضُّعفاء"، قال: "ليته ذكَرَني ولو في الكذَّابين! ليته ذكرني ولو في الكذابين!"[23].







وهذا أحمد بن عليِّ بن أحمد، أبو العباس، البردانيُّ، الضرير، قَدِمَ بغداد، وحفظ القرآن، وقرأ بالرِّوايات، ورحَل، فقرأ بالعشرة على ابن الباقلاَّني، وبرع في التَّجويد، وحفظ الحروف، وكان يقرأ في التراويح بالشَّواذِّ رغبةً في الشُّهرة[24].







هكذا يشلُّ حبُّ الشهرة حركةَ المُجتمع الإيجابيَّة؛ ليحوِّلَها إلى شكليَّات ومظاهر، ومسرحيات يُخادع بها بعضُهم بعضًا، فالشهرة حين تصير غايةً في ذاتها فمعنى ذلك تفَشِّي الكذب والنِّفاق، والخديعة والتصنُّع، وغياب القِيَم الحقيقيَّة التي لا تنتج الإبهار، ومعرفة الناس الشُّهرة تَعني سقوط النَّماذج الحقيقة؛ ليبرز مكانَها البالونات الكاذبة والسَّراب المضلل، فليس كلُّ مشهور ناجحًا أو ناجيًا عند الله تعالى، وليس كلُّ مغمور فاشلاً أو متأخِّرًا.







لذا؛ قال ابنُ خلدون: "قلَّما صادفَت الشُّهرةُ والصِّيت موضِعَها في أحدٍ من طبقات النَّاس في أحد مَجالاتهم على وجه العموم، وكثيرٌ مِمَّن اشتُهر بالشَّر وهو بخلافه، وكثير مِمَّن تجاوزَتْ عنه الشُّهرة، وهو أحَقُّ بها، وقد تُصادِف موضعها، وتكون طبقًا على صاحبها، وإنَّ أثرَ الناس في إشهار شخصٍ ما يدخل الذُّهول والتعصُّب، والوهمَ والتشيُّع للمشهور، بل يدخله التصنُّع والتقرُّب لأصحاب الشهرة بالثَّناء والمدح، وتحسين الأحوال، وإشاعة الذِّكْر بذلك، والنُّفوسُ مولَعةٌ بحبِّ الثَّناء، والناس مُتطاوِلون إلى الدُّنيا وأسبابِها، فتختل الشهرة عن أسبابها الحقيقة، فتكون غيرَ مطابقة للمشتهِر بها"[25].







والشهرة يجب ألاَّ تكون هدفًا في ذاتِها، بل يمكن أن تكون نتيجةً للأعمال الصَّالحة أحيانًا، فعلى مَن ابتُلِي بها الصَّبرُ والمجاهدة، ومدافعَتُها قدر الإمكان دون الإخلال بوظيفته الصالحة في الحياة، قال المروذيُّ: قال لي أحمد: قل لعبدالوهاب: أخمل ذِكْرَك؛ فإنِّي أنا قد بُلِيت بالشُّهرة[26].







فمن عمل صالحًا وعافاه الله، وكان مغمورًا، فلْيَعش في جنَّة الدُّنيا، ولْيَبق حُرًّا طليقًا، ولا يدخل إلى أقفاص المُراقَبة البشريَّة؛ ففي جنَّةِ الإحسان أن تَعْبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك، وإذا رأيتَ مشهورًا فقل: الحمد لله الذي عافاني مِمَّا ابتلاك، وفضَّلَنا على كثيرٍ من عباده تفضيلاً.







فليست الشُّهرة تُراد في ذاتها، قد تتَّفِق للرَّجُل فإذا صبَر على حقِّها، فإنَّه لا حرج عليه، والخفاءُ كذلك لا يُراد لذاته، وإنَّما الذي يُراد أن يَراك الله حيثُ أمَرَك، وأن يفقدك حيث نَهاك، الذي يُراد أن تكون لك خبيئةُ سِرٍّ بينك وبين الله؛ تَلِجُ عليه من خلالِها، وتنفعك أحوجَ ما تكون إليها عند طلوع الرُّوح في لحظات الخواتيم، وتنفعك أحوجَ ما تكون إليها إذا حقَّت الحقائق، وقامت القيامة، وقرعت القارعة، وزُلزلت الزَّلزلة، وحقَّت الحاقَّة، وتطايرت صحُف الأعمال، ونودي الناس إلى ربِّهم: أنْ هلمُّوا إلى ربِّكم لِفَصل القضاء.







أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يَحفظ علينا دينَنا، وأن يُنجِّينا من عذابه؛ إنَّه ولِيُّ ذلك والقادِرُ عليه.







[1] "التفسير المنير"، وهبة الزحيلي بتصرف.




[2] رواه مسلم 1905، الترمذي 23.82، النسائي 3137.




[3] "سِيَر الذَّهبي" 4/ 375.




[4] كما في "عون المعبود" 9/ 171.




[5] "سِيَر الذَّهبي" 2/ 470.




[6] "البداية والنهاية" 4/ 272.




[7] رواه مسلم 2965.




[8] "سِيَر الذَّهبي" 7/ 260.




[9] "المنتظم" 3/ 61.




[10] "سِيَر الذَّهبي" 6/ 20.




[11] "سِيَر الذَّهبي" 10/ 476.




[12] "تاريخ دمشق" 10/ 206.




[13] "سِيَر الذَّهبي" 11/ 216.




[14] "سِيَر الذَّهبي" 13/ 166.




[15] "سِيَر الذَّهبي" 8/ 304.




[16] "المنتظم" 2/ 395.




[17]"سِيَر الذَّهبي" 4/ 494.




[18] "تاريخ دمشق" 53/ 228.




[19] "سِيَر الذَّهبي" 6/ 22.




[20] "سِيَر الذَّهبي" 11/ 216.




[21] "سِيَر الذَّهبي" 8/ 261.




[22] "تاريخ الذهبي" 4/ 12.




[23] "سِيَر الذَّهبي" 18/ 381.




[24] "سِيَر الذَّهبي" 10/ 54.




[25] "مقدمة ابن خلدون" 1/ 150.




[26] "سِيَر الذَّهبي" 11/ 226.
















__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 05:22 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303