المنتديات التعليمية Educationalاللغة الإنجليزيــة اللغة الفرنسيـــة استفسارات وطلبات الاعضـــاء
رياض الاطفال المرحلة الابتدائيه الاعدادية الثانوية العامة كليات الطب الهندسة الصيدلة كلية العلوم التجاره الدبلومات الفنية المعاهد المتخصصة
باشراف
messaid saadane, مهاجي جمال الجزائري, zoro1
إن صورة الآخر في وسائل الإعلام الغربية؛ تتميز بكثير من التشويه والتحامل والجمود، إلا أن الباحث المنصف؛ يدرك بأن الإساءة التي تعرض لها الإسلام والمسلمون، تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخ الأديان والثقافات والأمم، حتى ليمكننا القول - ومن دون مبالغة - بأن هذه الإساءات المنظمة؛ لو وجهت إلى حضارة من الحضارات، أو ثقافة من الثقافات، أو ديانة من الديانات، لانمحت من الوجود، ولما عاد لها أثر على الإطلاق.
*
ولعل المتتبع لما تقدمه بعض وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام والمسلمين، يقف على ملامح عدة، تبرز مدى دور هذه الأخيرة في تنميط صورة الإسلام، وغرس قيم العداء والحقد في نفس الإنسان الغربي، تجاه كل ما هو عربي أو إسلامي.
*
وهذه الملامح في الغالب لا تخرج عن النقاط الآتية:
• الإسلام دين العنف والإرهاب وال***.
• الإسلام انتشر بالسيف ولا مجال فيه للإقناع والعقل.
• الإسلام دين وحشي في قوانينه ونظمه (نظام الحدود والعقوبات).
• الإسلام دين رجعي وبدائي وشهواني.
• الإسلام يمتهن المرأة ويظلمها، ويميز بينها وبين الرجل.
• المجتمع الإسلامي متخلف وبربري.
• الإسلام دين يعادي السامية.
• الإسلام يحرم الفن.
• الإسلام يأمر ب*** المخالفين في الدين.
• الإسلام يفرض على المرأة قيوداً ويجعلها على هامش المجتمع.
*
إن وسائل الإعلام تعد من أخطر المؤسسات المسهمة في خلق روح العداء لدى الإنسان الغربي تجاه الإسلام، وإن كان هذا العداء يرتكز على ما أفرزته مصادر ومؤسسات أخرى، فالمؤسسات الإعلامية بما تمتلكه من قدرات وإمكانات وقدرة على التأثير تعمل على توجيه الخطاب الإعلامي، وجعله مادة جماهيرية، يتفاعل معها المشاهد أو المتلقي الغربي، فيتأثر بها، مما يخلق لديه انطباعا سلبيا، وتصورا خاطئا عن الشرق الإسلامي.
*
إن جميع وسائل الإعلام الغربي قد اشتركت في صنع وترويج الصورة النمطية السيئة للعرب والمسلمين؛ لا فرق في ذلك بين الصحافة المكتوبة، والإذاعة المسموعة، والتلفزيون والسينما والإنترنيت...
*
أولاً: في الصناعة السينمائية (هوليود أنموذجاً)
تمتاز وسائل الإعلام المرئية بقدرة فائقة على بلورة الرؤى، وتشكيل القناعات، وإذا كانت هذه الوسائل- عموما - لها فاعليتها في التأثير على المتلقي؛ فإن السينما تبقى إحدى أهم المنابر الترفيهية إسهاما في صنع الوعي الجماعي والجماهيري في عصرنا الراهن.
*
إن السينما تحتل مكانة بارزة في التأثير على الرأي العام الغربي، وتشكيل المعايير والقيم السلوكية تجاه الظواهر المختلفة؛ على الرغم من أن أغلب ما يعرض فيها مجرد افتراء ادعائي، تخيلي، وتضليل إعلامي يخدم مصالح الغرب الثقافية والأيدلوجية.
*
يقول د.عبد القادر طاش متحدثاً عن التأثير السلبي الذي تحدثه السينما في الغرب " لقد بدأت السينما منذ مراحلها الأولى في تشويه الشخصية العربية عندما ظهرت في العشرينيات، من أفلام سينمائية تصور العربي في صورة شيخ شبق جنسيا، لا يعرف سوى النساء، وكانت صورة العربي مقترنة دائما بالجمل والصحراء والبداوة، وبعد قيام الكيان الصهيوني في فلسطين، حفلت فترة الأربعينيات والخمسينيات بعدد من الأفلام السينمائية، التي تصور العربي بأنه رجعي، متعصب، ماكر، كاذب، لا ذمة له، نهم جنسيا وكسول. ومن أهم أفلام هذه المرحلة "لص بغداد" و "كابتن سندباد" و "الصليبيون الجبابرة" و "هجوم الصحراء" و "وطيران العنقاء"[1].
*
ولعل الدراسة التي قام بها الكاتب الأمريكي جاك شاهين، هي أوسع الدراسات في هذا الباب، حيث أخضع أكثرمن1000 فيلم أمريكي للدراسة، وخلص إلى أن صورة العرب في السينما الأمريكية لا تخرج عن كونهم: " شيوخ مترفون، ذووا كوفيات وقمصان تظهر جليا علامات الترف، والبذخ، وانتفاخ البطن، والسمنة المفرطة، وهم إرهابيون عديموا الضمائر، ذووا لحى طويلة، قاذفو قنابل، ***ة، ولا يتورعون عن *** الأبرياء، وقد ترسخت هذه الصورة أعمق بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر 2011م."[2].
*
إن صورة العربي في السينما الأمريكية؛ تأثرت بشكل كبير بالصراع العربي الفلسطيني مع إسرائيل، الذي انحازت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير لإسرائيل، وحصار النفط العربي في السبعينيات، الذي أغضب الأمريكيين، حين ارتفعت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا، والثورة الإيرانية التي زادت نسبة التوتر بين الأمريكيين والعرب، وخاصة حين أخذ بعض الطلاب الإيرانيين دبلوماسيين أمريكيين رهائن لمدة تزيد عن العام، وأحداث الحادي عشر من شتنبر 2001م والتي *** فيها أكثر من 3000 آلاف أمريكي، وتبنتها بعض الجهات الجهادية الإسلامية، هذه الأحداث الرئيسية الأربع، أدخلت الشرق الأوسط إلى منازل الأمريكيين، وساهمت في تنميط صورتهم سينمائيا.
*
ولقد عرضت قناة الجزيرة الوثائقية بتاريخ 16 نونبر 2011 م، فيلما وثائقياً ضخماً، تحت عنوان العرب الأشرار: كيف تحط هوليود من قدر الشعوب؟
يقول في مقدمته الدكتور جاك شاهين: (من جامعة ايلينوي الجنوبية) " العرب هم المجموعة الأكثر خبثاً في تاريخ هوليود، غالباً ما يعتبرون دون البشر، وهو تعبير استعمله النازيون للحط من قدر الغجر واليهود، هذه الصور رافقتنا أكثر من قرن...طوال 30 عاما شاهدت كيف كنا نحن صانعي الأفلام، نظهر العرب على الشاشة الفضية ...شاهدت أكثر من ألف فيلم من أيام هوليود الأولى حتى الأفلام الحديثة، ما حاولتْ فعله، هو جعل ما يبدو أن الكثير منا لا يرونه مرئيا، صور نمطية متتابعة وخطيرة عن العرب، المثيرين للبغض، وهي صور نمطية تسرق الإنسانية من شعب بكامله، كل أشكال ثقافتنا تظهر العرب كأشرار، لقد أخذنا بعض الصور المصنوعة من قبل وكررناها مرة أخرى... نحن نعرف الأساطير التي صنعتها هوليود عن العرب"
*
وهذا الفيلم الوثائقي، هو عبارة عن جرد وتتبع لعشرات من الأفلام التي أنتجتها هوليود، والتي جسدت بحق النظرة المزرية السائدة في الأوساط السينمائية الأمريكية للعرب والمسلمين.
*
ومن هذه الأفلام فيلم*" علاء الدين" وهو فيلم كرتوني موجه للأطفال، وهو من أنجح أفلام ديزني، حيث جاء في أغنية افتتاحية الفيلم: " لقد أتيتُ من بلاد، بلاد بعيدة جدا، حيث تتجول قافلات الجمال، حيث يقطعون أذنك إن لم يعجبهم وجهك، هذا وحشي، لكن هذه هي بلادي."
*
إلا أن الإساءة تخطت هذا بكثير، حيث ورد في الفيلم مشهد طفل صغير مع أمه في السوق، وقد مد يده إلى فاكهة معروضة على طاولة للبيع، فأخذتها الأم وأعطتها للإبن وهي تخاطبه: " لا بد أنك جائع، تفضل. فسلمته الفاكهة ليخاطبها البائع - صاحب البطن المنتفخ، والصوت المخيف: من الأفضل أن تملكي ثمن هذا، أتعرفين ما هو عقاب السرقة؟ " فاستل سيفه وأمسك يدها ووضعها على خشبة ليقطعها، وهي تصرخ " لا لا أرجوك.
*
أما فيلم cannonballrun 2، فيصور العرب أثرياء جدا، لكنهم لا يعرفون قيمة المال، حيث ظهر في إحدى مشاهد الفيلم رجل دو ملامح عربية، يرتدي عباءة بيضاء، وكوفية مطرزة، وهو يخاطب أحد مرافقيه قائلا" احجز لي اثني عشر جناحا - ثم يردف - انتظر. بل الطابق بأكمله." وفي مشهد آخر، يظهر هذا العربي برفقة فتاة شقراء، وهو يدخل خاتما في أصبعها قائلا:" تفضلي يا زهرة صحرائي، احتفظي به، هل فكرت يوما في الانضمام إلى نسائي. " وهو مشهد يصور العرب بأنهم مهووسون بالنساء الأمريكيات، وشهوانيون، ومنحطون، ويتزوجون بنساء كثيرات.
*
وتكريسا لهذا النفس الشهواني عند العرب، يأتي فلم Protocol، والذي تدور قصته كلها حول افتتان أمير عربي *"بكولدهاون"الفتاة الشقراء ذات العينين الزرقاوين، أما فيلم Never Say Never gain، فيستغل فيه أحط الرجال العرب أخلاقا، امرأة اسمها كين بازنجر، حيث تظهر الفتاة بالملابس الداخلية فقط، وهي مربوطة إلى عامود، فيشتريها أحد البدو القساة.
*
وفي فيلم Sahara، تختطف امرأة اسمها*" بروكتس"فتسلم إلى شيخ عربي شهواني كي يستمتع بها، حيث ظهر هذا الشيخ في إحدى المشاهد، وهو يعنفها، ويجردها من ثيابها، فردت صارخة " ابتعد عني أيها القذر".
*
إن أفلام هوليود في معظمها تحقر العرب، وتتضمن قدحا مجانيا لهم، ففي فيلم the bofire of the vanities، يقول أحد الممثلين مخاطبا صديقه: " كنا ذاهبين إلى مكة، والطائرة مليئة بالعرب والحيوانات: الماعز، والخراف، والدجاج، ما أعنيه أنهم لا يذهبون إلى أي مكان من دون حيواناتهم اللعينة، اضطررنا لوضع البلاستيك في القمرات. فكما تعلمون هم يبولون ويتغوطون " وبينما هو يتحدث بهذا الكلام، كانت علامات الدهشة والتعجب بادية على ملامح زميله.
*
وفي فيلم: chapter two، أو "الفصل الثاني" يصل البطل من لندن ويسأله أخوه: "كيف كانت لندن؟ فيجيبه متهكما "مليئة بالعرب."
*
وفي فيلم: ernest in the army، يظهر أحد مشايخ العرب بكوفيته الحمراء، وهو يستعرض صاروخ، كتبت عليه عبارة باللغة بالعربية. ويقول وهو يشير بيده الى الصاروخ: " أيها السادة إليكم مضربي المميز، إنه صاروخ الجحيم، بواسطته سأجبر الكفار على الركوع، وأصبح القائد في عالم العرب."
*
ومن بين الأفلام الأكثر عنصرية، فيلم roulés of engagement، أو " قواعد الاشتباك " كتب هذا الفيلم وزير البحرية الأمريكية*" جيمس ويب " وتدور أحداثه في اليمن، حيث تجري تظاهرات حول السفارة الأمريكية، فتدخل رجال البحرية لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين، وبينما هم يحاولون إجلاءهم، يطلق رجال البحرية النار على الحشود، وي***ون الكثير منهم، من ضمنهم الأطفال والنساء، وأثناء التحقيق عُثر على شريط صوتي في إحدى المستشفيات، فتم ترجمته في المحكمة، ومما جاء فيه: "من واجب كل مسلم *** الأمريكيين وحلفائهم المدنيين منهم والعسكريين." وقد اقتنع المحقق - بعد الاستماع إلى الشريط - بأن رجال البحرية فعلوا الصواب حينما أطلقوا النار على المحتشدين الذين ألصقت بهم تهمة الإرهاب.[3]
*
"ومن أهم الأفلام السينمائية التي ظهرت في فترة السبعينيات، فيلم "الريح والأسد" ويروي قصة اختطاف العرب فتاة أمريكية، ومطالبتهم الرئيس الأمريكي *"روزفلت بفدية"وكذلك فيلم " الأحد الأسود " الذي تآمر فيه مجموعة من العرب على *** المتفرجين في مباراة لكرة القدم في الولايات المتحدة، لولا تدخل ضابط يهودي بطل. ويصور فيلم " الخطأ هو الصواب" ملكا عربيا يحاول شراء قنبلتين نوويتين ليرسلهما إلى رئيس عربي، كي يلقي واحدة منهما على إسرائيل، ويلقي الأخرى على نيويورك ما لم يقدم الرئيس الأمريكي استقالته."[4]
*
وفي دراسة قامت بها باحثة أمريكية اسمها Terry،عن صورة العرب في السيناريوهات السينمائية الأمريكية، خلصت إلى أن هذه الأخيرة لا تخرج عن ثلاثة صور:
• " إظهار العربي في صورة الخصم أو الشرير، في مقابل الإسرائيلي الذي يظهر في دور البطولة.
*
• قصص الجاسوسية التي يظهر فيها الأمريكيون والإسرائيليون متفوقون في علمهم وهم يحاربون قوى الشر، ويظهر العرب في أعمال مثل: " صلاح الدين " saladin و"الجهاد*"Jihad و" العنقاء " Phoenix كنوع من البشر، يتوق عن طيب خاطر إلى استخدام الوسائل الدموية والوحشية، من أجل تحقيق غاياتهم...
*
• يشمل الشق الثالث الفكرة الأساسية المدعية بأن الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الدول الغربية تعتمد كليا على البترول العربي، وفي هذا السياق يبرز العرب وكأنهم أشرار يتحملون تبعات نقص البترول في السوق أو زيادة الأسعار. " [5]
*
هذه هي صورة العرب والمسلمين في الصناعة السينمائية الأمريكية، وهي صورة بغيضة لا يمكن محوها بسهولة من الذهن الجماعي الغربي، وفي ضوء هذا التشويه السينمائي المتعمد والمتواصل، نستطيع أن نفسر الكثير من الإساءات الموجهة إلى العرب والمسلمين في أوربا عموما، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.
*
ثانياً: في الإذاعة والتلفزيون
وبعد أن أبرزنا الدور الذي لعبته السينما في تنميط صورة الإسلام في الغرب، أنتقل إلى الحديث عن دور كل من الإذاعة والتلفزيون، ولا شك أن المتتبع لبعض القنوات الإذاعية والتلفزيونية يجد أن الصورة لا تختلف كثيرا عما هي عليه في السينما.
*
إن الصحوة الإسلامية في العقود الأخيرة، استطاعت أن تلفت إليها نظر الدوائر الغربية بكل مكوناتها، وقد أدى هذا الوضع إلى ازدياد تركيز الإعلام الغربي على الحركات الإسلامية في البلاد العربية، خاصة منها الجماعات المناضلة في وجه الاستعمار والاستعباد، ولقد كان هذا الإعلام حريصا في نشراته على أن يقرن بين الجماعات الجهادية وغيرها من المنظمات الإرهابية المتطرفة، وذلك للإيحاء بأن أعمال ال*** والتدمير والتخريب تدخل في إطار التعاليم الإسلامية.
*
وهذا التوجه المغرض نجده حاضرا في التغطية الإعلامية لجل القنوات الإذاعية والتلفزيونية الغربية للصراع بين الحركات الجهادية الفلسطينية والعدو الإسرائيلي المحتل، حيث يتم إبراز هذا الأخير في صورة الضحية، رغم ما يرتكبه من مجازر وحشية في حق الفلسطينيين. أما الفلسطينيون المدافعون عن أرضهم ومقدساتهم فإرهابيون، متعطشون لسفك الدماء، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تبيدهم دفاعا عن حق شعبها في الوجود.
ان صورة الإسلام في القنوات الإذاعية والتلفزية في الغرب، اقترنت في الغالب الأعم بمشاهد العنف والإرهاب.
*
• " ففي شهر دجنبر من سنة 2005 م، مذيع بمحطة إذاعية أمريكية يصف الإسلام بأنه يشجع على ال***.
*
• وفي شتنبر من نفس السنة، ممثل كوميدي أمريكي يسخر من الإسلام في إحدى البرامج، ويصفه بأنه منظمة تشجع على ال*** والإرهاب والكراهية.
*
• وفي شهر ماي من نفس السنة أيضا، مذيع بمحطة إذاعية أخرى يصف الإسلام بمنظمة إرهابية، وأنه في حالة حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويجدر بهذه الأخيرة ضرب مكة بالسلاح النووي.
*
• وفي شهر يناير من سنة 2006 م، مذيع في شبكة إذاعية تلفزيونية، يستهزئ بالمسلمين في حادث منى ويصفهم بالقطعان.
*
• وفي شهر فبراير من نفس السنة، بثت قناة نرويجية برنامجا ساخرا يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالخنزير."[6]
وفي دراسة قام بها أستاذان بجامعة*" أرفورت " الألمانية، حول " صورة الإسلام في الإعلام الألماني " من خلال متابعتهما ورصدهما للبرامج التي تطرقت للإسلام في قناتي: "ZDF " و "ARD "،*وقد بلغ عدد البرامج التي تناولتها الدراسة بالبحث 22 برنامجا في قناة "ARD "، و15 برنامجا آخر في قناة " ZDF "، ووصل عدد الحلقات المتعلقة بالإسلام إلى 133 حلقة.
*
وقد خلصت هذه الدراسة إلى: " أن تناول الإسلام في المجلات الإذاعية، والبرامج الحوارية والوثائقية، والتقارير التي تبثها قناتا " تست ديه إف " و " أه إر ده " يتم بصورة سلبية، تظهر الإسلام بصفته خطرا داهما، ويسبب العديد من المشاكل في المجتمع والسياسة فيما يزيد عن نسبة 80%من المواد الإذاعية.
*
إن الإسلام من خلال قناتي " ZDF "و " ARD" يبدو وكأنه قمة العنف والصراع، مما يعطي للمشاهدين الألمان انطباعا بأن الإسلام لا يعتبر دينا وشريعة، بقدر اعتباره فكرا وأيديولوجية سياسية مجتمعية، تتعارض وتتصادم مع القيم والآداب الغربية "[7]
*
وفي 1 نونبر 2010 م، بثت قناة FRANCE24 برنامجا تحت عنوان الإسلام والمسيحية: الحوار إلى أين. حيث استهزأ احد الضيوف بالإسلام، وذكر بأن الدين الإسلامي لا يقر بالمساواة بين البشر، وأنه دين الجهاد وال***، كما تعمد أيضا تحريف بعض الآيات القرآنية.
*
و" في تموز 2005 أدلى*" مايكل جرام*"أحد مقدمي البرامج الحوارية، في إذاعة*" دبليو أم إه* إل " الأمريكية، في أحد برامجه بتصريحات قال فيها: إن الإسلام*" منظمة إرهابية " و*"الإسلام في حرب مع أمريكا" و*"المشكلة ليست في التطرف.. الإسلام هو المشكلة " وأضاف:*" نحن في حرب مع منظمة إرهابية تدعى الإسلام*" [8]
*
وفي أمريكا دائما، عرضت شبكة c.b.s tv حلقة من برنامجها الأشهر*" عين على أمريكا " قدمها الصحافي *" ستيفن إمرسن" تناول فيها الإسلام باعتباره خطر سياسي محدق، وادعى أن "الأموال التي يجمعها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة هي من أجل *"الحرب المقدسة" في أمريكا وأيضا في الشرق الأوسط، وفي الشهر ذاته عاد *" إمرسن " في برنامج جديد اسمه*" الجهاد في أمريكا " وهو شريط وثائقي اختيرت لقطاته المصورة بعناية، لتعطي العرب والمسلمين صورة الآخر المعادي، ورغم أن*" إمرسن" يقول: بأن لا علاقة للغالبية الساحقة من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بالنشاطات الراديكالية، فان صورة*" المسلم القبيح " التي يذيعها تتناقض بشكل صارخ مع ما يقوله"[9]
*
وهكذا فإن النشرات الإخبارية، والتقارير الصحفية، والأفلام الوثائقية، والفقرات الإعلانية....في القنوات الإذاعية والتلفزية في الغرب، تأتي مليئة بالأوهام والأكاذيب في حق الإسلام والمسلمين، فهؤلاء يبالغون في إظهار الإسلام بوصفه دين العنف والتطرف والإرهاب وأن المسلمين غير جديرين بالثقة، "ونكتفي هنا بالإشارة إلى عناوين بعض الأفلام الوثائقية للدلالة على محتوياتها: ***" القنبلة الإسلامية "،" سيف الإسلام "،" الإسلام الملتهب "،" خنجر الإسلام "،" نار الإسلام ". [10]
*
ثالثا: في الصحف والمجلات
ونكتفي هنا بالإشارة إلى عناوين بعض الأغلفة و المقالات في الصحف والمجلات الغربية، للتدليل على هذا التوجه "الإسلامفوبي" مثل:
• " جذور الغضب الإسلامي "
• " قنبلة الإسلام الموقوتة "
• " الصين أيضا قلقة من الإسلام"[11]
*
وفي دراسة نشرها عبد الكريم بوفرة، تتبع فيها أنواع الإساءات التي ألصقت بالإسلام والمسلمين في الصحافة الفرنسية، وذلك من خلال عناوين أغلفة بعض الجرائد والمجلات، وقد جاءت هذه الدراسة طافحة بكل أشكال الطعن والتشويه والازدراء لكل ما هو إسلامي.
*
ومن هذه العناوين:
♦ " تونس - الرباط - الجزائر - دكار - أبيدجان - ياواندي...هل يجب إصلاح رمضان؟ تحقيقات حول شهر مقدس" [12]
♦ " العنكبوت الإسلامية تنسج خيوطها في أوربا: فرنسا- بريطانيا- تركيا- ألمانيا "[13]
♦ " الإسلام مقاومة التطرف تسليمة نصرين تحاور ثلاث نساء محجبات."[14]
♦ " الحجاب المؤامرة: كيف يتغلغل الإسلاميون في فرنسا؟"[15]
*
أما مجلة التايمز الأمريكية، وفي عددها الصادر بتاريخ: 16/04/1979م كانت صورة وموضوع الغلاف: " عبارة عن مؤذن وكأنه يدعو إلى الصلاة، وقد كتب عنوان بخط لافت: "عودة المجاهد" وقد تناول المقال بالداخل ظاهرة المد الإسلامي، والصحوة التي تدب في العالم الإسلامي، ووصف المقال هذه الظاهرة بأنها تمثل روح التعصب والعودة إلى همجية القرون الوسطى."[16]
*
"وفي تاريخ 15/6/1990م نشرت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية مقالها الرئيس بعنوان:هل يقبرنا الإسلام؟
♦ وفي نفس التاريخ، نشرت صحيفة الصنداي تايمز افتتاحيتها عن التهديد الأصولي المسلم، الذي يمتد من شواطئ البحر المتوسط في شمال أفريقيا، إلي آسيا الوسطى وحدود الصين.
♦ وفي أبريل 1992م كان موضوع الغلاف لمجلة" الإيكونومست "حول الإسلام، إلى جانب صورة لرجل يرتدي ملابس تقليدية، ويقف أمام مسجد وهو يحمل بندقية، وفي نفس التوقيت تخرج مجلة" تايمز"الأمريكية بتقرير بعنوان: الإسلام...هل يجب على العالم أن يخاف؟ ونشرت على غلافها صورة لمئذنة إلى جانبها يد تحمل بندقية آلية"[17]
وليس من شك في أن القارئ الغربي - في الغالب الأعم - يقع تحت أسر هذه العناوين أو الشعارات المغرضة، فينظر إليها باعتبارها مسلمات غير قابلة للشك أو الطعن، ومما ينبغي التنبيه إليه أن خطورة هذا الأمر لا تنحصر فقط في من اقتنى أو تصفح هذه الجرائد أو المجلات، بل تتعدى كل من يقف أمام الأكشاك أو المكتبات التي تبيعها إذ غالبا ما يأخذ الزائر فكرة عن مضمونها من خلال عناوين أغلفتها التي تلفت النظر، بخطها العريض، وصورها الفنية المعبرة.
*
إن هذا التوجه العدواني للصحافة الغربية المكتوبة، يظهر أيضا على مستوى تغطيتها المنحازة للصراع العربي الإسرائيلي، ففي دراسة قام بها الاتحاد العام لطلاب فلسطين، أوضحت " أن العناوين التي ظهرت بها الصحف الألمانية حول العرب، كانت مختلفة عن تلك التي وُصف بها الإسرائيليون. فمن العناوين الصحفية حول العرب " ا***وا ا***وا..."، " إن هذا يزيد حقدنا بالتأكيد "، " القسم بالانتقام "، " فلوس السينما من أجل الإرهاب "، " هم كلابنا "، "القنابل في الأراضي المقدسة "، " إرهابيو الجبهة الشعبية "، " والبربرية "، " تكتيك الفدائيين العرب "* " استعمال الوحشية للوصول إلى النصر" . أما العناوين الصحفية حول (إسرائيل) فمنها: " أغنية الأبطال تعزف من جديد: حقيقة الانتصار الإسرائيلي "، " تبرعوا لأطفال إسرائيل " " وأخيرا عدنا من سيناء "، " منذ عشرين عاما إسرائيل تحارب من أجل وجودها ضد العرب " " الإنسانية عوضا عن الوحشية "، " سلام على إسرائيل"، " المنتصر البسيط "، " بواسل لكم وحدكم "، " الدم يستصرخ السماء "، " إسرائيل مستعدة للتفاوض "، " إسرائيل تعلن الدفاع الفعال عن النفس "[18]
*
والمتتبع لما يكتب في الصحف والمجلات الأجنبية عن العلاقة بين العرب وإسرائيل، يجدها منحازة الى هذا الكيان المغتصب، وفي المقابل تقدم صورة سوداوية عن المجتمع العربي الإسلامي، ويمكن تلخيص ملامح الصورة الإسرائيلية في الصحف والمجلات الغربية فيما يلي:
• أنها دولة مستقلة، لها الحق التاريخي في الوجود.
• أنها مرتبطة حضاريا وتاريخيا وثقافيا بالوجود الغربي.
• إن كل الحروب التي تشنها على العرب مبررة أخلاقيا وإنسانيا. (الدفاع عن النفس)
وفي دراسة قام بها كل من الباحثين: *"دورتي وواردن " حللا فيها " مضمون افتتاحيات أربع صحف أمريكية وهي:*"نيويورك تايمز" و*"واشنطن بوست "و*"كريستيان ساينس مونيتور"و*"وول ستريت جورنال " و*وجدا أن الاتجاه العام لهذه الصحف يتمثل في تصوير )إسرائيل( كدولة محاصرة ومحاطة بدول عربية معادية لها، وفي هذا الاتجاه إيحاء قوي للتعاطف مع هذه الدولة المسكينة التي تناضل ضد أعداء متعصبين، يحيطون بها من كل جانب"[19]
*
رابعا: في الدعاية والإعلان
إن الذي يغفل عنه الكثير من المسلمين؛ أن تقديم الإعلام الغربي للصورة السلبية عن العالم الإسلامي، ليس قاصرا على ما يكتب في الجرائد والمجلات فحسب، وإنما يمتد ليشمل مجال الإشهار أو الإعلان، حيث يتم الترويج للسلع والخدمات بطرق مليئة بالسخرية من المسلمين ومعتقداتهم، وهو ما يعنى أن حملة الإعلام الغربي على الإسلام والمسلمين ليست عفوية، بل مدروسة بعناية فائقة، ولعل الإعلان ليس أقل تأثيراً من أفلام السينما، وبرامج التليفزيون، ومواد التحرير الصحفية. وهذا بلا شك راجع إلى أسباب عدة منها:
• إن الإشهار يوظف الغناء، والموسيقى، والمؤثرات الصوتية، والخدع الحركية، كما يعتمد على نجوم الفن والسينما، مما يجعله أكثر فاعلية وتأثيرا.
*
• إن الرسالة الإعلانية غالبا ما تخضع لمنطق الإيجاز والتركيز، كما تتميز أيضا بعرضها المتكرر، مما ييسر أمر غرسها في ذاكرة المتلقي فلا ينساها.
*
• إن المواد الإشهارية غالبا ما تشق طريقها اتجاه المؤسسات الإعلامية ذات الوزن القوي، وهو ما يعني أن عدد المتفاعلين مع تلك المواد يكون كبيرا.
*
وعلى الرغم من الإساءات المتكررة التي يتعرض لها المسلمون في الإعلانات التجارية في الإعلام الغربي، إلا أن الدراسات في هذا الباب تكاد تكون منعدمة، وهو ما يفرض على الدارسين المتخصصين أن يولوا هذا الموضوع ما يستحق من عناية، حتى نتمكن من تشخيص هذه الظاهرة، والتعامل معها بشكل شمولي ومتكامل.
*
ولعل المتتبع لما يعرض في بعض وسائل الإعلام الغربي، يقف على كثير من المشاهد الدعائية، التي تعكس نظرة الغرب العدائية للإسلام والمسلمين.
*
" فعلى مستوى الصحف، نشرت مجلة*" لايف" الأمريكية إعلاناً تضمن صورة رجل مسلم ساجد أمام زجاجة كوكا كولا، ورسمت الزجاجة على هيئة الكعبة المشرفة، وكتب تحت الصورة عبارة*" توقف للانتعاش"، وقد احتج المسلمون على الإعلان الذي تبرأت منه المجلة، واتهمت متطرفاً أمريكياً بدفع أجر نشره، علماً بأنها كان يجب ألا تنشره، لأنها تعلم يقيناً أنه يسيء إلى مقدسات المسلمين.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد سبق أن نشرت صوراً لمجموعة من النساء وهن يرتدين )البكيني( مزينة بآيات من القرآن الكريم.
وعلى شاشات التليفزيون عرض التليفزيون الأمريكي إعلاناً عن نوع من الصابون، ظهر فيه رجل عربي قذر، ولكنه ما إن اغتسل بذلك الصابون، حتى زالت عنه القذارة، وقال المذيع التليفزيوني معلقاً: إن هذا الصابون معجزة لأنه نظف ذلك العربي القذر.
وإعلان تلفزيوني آخر لترويج سائلٍ خاص، تقذفه النساء في وجه من يريد التحرش يهن، فيفقد وعيه .. وكان الفيلم الدعائي يصوّر فتاة تسير باطمئنان، ثم يفاجئها رجل يرتدي الزى العربي المميز، ويهجم عليها، وبيده خنجر يريد ******ها، فتقذف الفتاة السائل في وجهه، فيفقد العربي وعيه، وتبصق الفتاة عليه، ثم تمضي في سبيلها"[20].
*
وسواء كانت هذه الإعلانات معدة لغرض الربح المادي أم غيره، فإنها ساهمت بشكل خطير في تنميط صورة الإسلام في الذهن الجماعي الغربي، ورسخت فيه قيم العداء والخوف، مما قلص إمكانية الحوار والتواصل بين المسلمين وغيرهم.
*
خامسا: في الصور والرسوم الكاريكاتورية:
ساد الاعتقاد عند كثير من الناس؛ بأنالإساءة إلى الإسلام باستخدام الرسومات الكاريكاتورية لم تبدأ إلا مع الصحيفة الدانمركية:*"*يولاندس بوسطن yllands poste" سنة 2005م، وهذا اعتقاد خاطئ، فالرسم الكاريكاتوري وُظف في عملية تشويه الإسلام والمسلمين في الغرب قبل ذلك بسنوات طويلة، والمتتبع لهذا الموضوع - خاصة في الآونة الأخيرة - يلمس إصرارا كبيرا من قبل بعض المنابر الإعلامية الغربية على استفزاز مشاعر المسلمين، والطعن في مقدساتهم.
لقد " أطلق رسامو الكاريكاتير العنان لمخيلاتهم من أجل تصوير العرب والمسلمين في الصحف والمطبوعات الإعلامية بأشكال وهيئات وحالات مقززة ....لقد كانت ملامح الشخصية العربية والإسلامية في تلك الرسوم نمطية، تعبر عن بناء فكري مركب، نما وتكون عبر تاريخ الاحتكاك العنيف بين الغرب والشرق، فالأنوف معقوفة، والعيون ذات نظرات شرهة تطفح بالشر، واللباس دائما عبارة عن عباءة خليجية، وشماغ أحمر، وهو- أي العربي- بطبيعة الحال حافي القدمين، لأنه بدوي ليس متحضراً، أما وطنه فهو عبارة عن صحراء جرداء، تختزن في باطنها بحرا ممتداً إلى ما لا نهاية من البترول ....وقد يتم أحيانا الربط بين العربي وديانته الإسلامية، كما حصل إبان أزمة النفط عندما أراد بعض رسامي الكاريكاتير التعبير عن الارتفاع المهول في أسعار النفط لمصلحة المصدرين والمنتجين، فعمدوا إلى تصوير المؤذنين للصلاة واقفين على المآذن، وهم يتلون آخر أنباء انهيارات أسعار الأسهم في البورصات العالمية، بدلا من كلمات الأذان".[21].
هؤلاء الرسامون غالبا ما يستلهمون أفكارهم من الواقع الغربي الموبوء، والذي لا يرى في الإسلام سوى تهديدا وخطرا، وهو واقع موروث ساهم في بلورته الفكر الكنسي في العصور الوسطى، فقد سعى رجال الدين بكل الطرق لإبعاد أوربا عن الإسلام، وإبعاد الإسلام عن أوربا، فجاءت أحكامهم على الدين الإسلامي ونبيه أقرب إلى الخرافة منها إلى الواقع، وهو الدور الذي قامت به المدرسة الاستشراقية أيضا بما خلفته من سموم حول تاريخ الشرق الإسلامي وحضارته، أما القطب الثالث في هذه المعادلة - وهو أخطرها - فهو الخطاب الإعلامي الذي تأثر إلى حد بعيد بالقطبين الأوليين، فساهم بذلك في إعادة إنتاج تلك الصورة القاتمة عن الشرق الإسلامي.
*
" ولما كان الرسامون الكاريكاتوريون تحدوهم دائما الرغبة في الإثارة والإبداع، على غرار زملائهم الصحافيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحديث عما له صلة بالإسلام والمسلمين، فإن الهاجس الذي يحركهم لكي يكونوا أكثر إبداعاً وتألقاً يجعلهم يلهثون وراء التفرد من خلال رسم المفاهيم الإدراكية ذات المنحى النمطي الأكثر ازدراء واستخفافا بالإسلام والمسلمين، وهو ما يدفعه بطبيعة الحال إلى عدم التردد في الدفع بمخيلاتهم إلى أقصى حدود الإثارة، وهو ما وقع فيه- من حيث لم يحتسبوا- رسامو الكاريكاتورات الإثنى عشرة، المسيئة لشخص رسول الله في الصحيفة الدنمركية، أواخر شهرشتنبر2005 م. والتي نجم عنها غضب وسخط كل المسلمين في العالم، الذين هبوا جميعا في مظاهرات إحتجاجية صاخبة، عبرت عن مدى غضبهم واستيائهم من التهكم والتهجم على مقدسات الإسلام ورموزه" [22].
إن نشر الرسوم المسيئة في الدانمرك، شكل منعطفا خطيرا في تاريخ الإساءة إلى الإسلام في الغرب، حيث تجرأت بعض الصحف والمجلات الأخرى، وأعادت نشر تلك الرسومات الكاريكاتورية، وهو ما أثار حفيظة المسلمين الذين عبروا عن رفضهم لهذه الإساءات المتكررة.
*
من خلال الخروج في مظاهرات، والدعوة إلى مقاطعة الدول - التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص- دبلوماسيا واقتصاديا.
فبعد أقل من أسبوعين من نشر الصور الكاريكاتورية في صحيفة*" يولاندس بوسطن " الدانمركية، قامت الصحيفة النرويجية *" " Magazinet والصحيفة الألمانية" دي فيلت "والصحيفة الفرنسية France soir،وغيرها من الصحف والمجلات بإعادة نشر هذه الصور التي استهزأت بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث جسدته وهو يلبس عمامة مليئة بالمتفجرات، كما صورته وهو يصلي في أوضاع مهينة للغاية.
أما المجلة الفرنسية الأسبوعية L’evénement du jeudi، فقد نشرت رسما عبارة عن "منارة جامع على شكل طنجرة ضغط قابلة لانفجار، وآخر يصور مسلما ملتحيا يحرث ونساء محجبات يجرون المحراث (بدل البقر)" [23].
وبعد الأزمة التي خلفها فيلم*" براءة المسلمين**" والذي نشر على الشبكة العنكبوتية، قامت المجلة الفرنسية الساخرة*" شارلي إبدو "بنشر رسومات أخرى مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث ظهر على الغلاف يهودي متشدد، يدفع كرسيا متحركا، يجلس عليه شخص يرتدي عمامة بيضاء وهو محمد صلى الله عليه وسلم،إلى جانب العديد من الرسومات في الصفحات الداخلية، بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
*
إن هذه الإساءات تأتي تحت دعاوى حرية التعبير والرأي المكفولة دستوريا في البلدان الغربية، إلا أن الوقائع تبين أن حرية التعبير عند هؤلاء تخضع لسياسة الكيل بمكيالين، وأن الغرب يزدري هذا الدين دون غيره من الأديان الأخرى، وفي سياق الرد على بعض الإساءات التي تعرض لها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ذهب د. مصطفى بن حمزة إلى القول: " أنه إذا كان هؤلاء يريدون أن يمارسوا الفن والمسرح بدعوى الحرية، فلهم مقدساتهم يمكنهم أن يجربوا فيها، أما مقدسات الآخرين فهي ملك للآخرين، والمطلوب اليوم هو بسط قاعدة الاحترام المتبادل، من دون ذلك ستقع دائما التشنجات، والمسلمون ولله الحمد لا يحدثونها، وإنما الآخرون هم من يبادرون إلى ذلك، هؤلاء يحتاجون إلى قاعدة من احترام الآخرين."[24]
*
إن حرية الرأي والتعبير في العصر الراهن، تظهر في مجال الاشتغال الإعلامي أكثر من أي مجال آخر، والمؤسف أن منابر إعلامية غربية كثيرة، استغلت هذه القيمة بعيدة عن أي ضابط إنساني أو أخلاقي، فأطلقت العنان لرساميها وصحفييها، فأساؤوا إلى الهوية الدينية والحضارية والأخلاقية لمختلف الشعوب والأمم، خاصة الشعوب العربية والإسلامية." فمثلا نشرت صحيفة أمريكية رسما كاريكاتوريا يصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يجر عربة محملة بالقنابل. "[25] فبأي منطق يمكن اعتبار هذا الهراء حرية تعبير؟ إن حرية التعبير عن الرأي ليست قيمة مطلقة يستعملها الإنسان دون ضوابط أو قيود، فما دام الإنسان يتمتع بأحقية التعبير عن رأيه، فهناك حدود لا بد من التوقف عندها واحترامها، وأخذها بعين الاعتبار.
*
وفي ختام هذا المبحث أعود وأؤكد بأن الإعلام الغربي بمختلف أنواعه وأشكاله؛ لم يكن محايدا في تعاطيه مع القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين، ولقد رأينا بأن أغلب المؤسسات الإعلامية الغربية حافظت على مسافة واحدة في موقفها من الشرق الإسلامي عموما، وهي نشر ثقافة التخويف والتشويه والتشكيك والكراهية ونبذ الآخر... وإن كنا لا نعدم أحيانا بعض المواقف المبهرة لمؤسسات إعلامية غربية رائدة، تبنت في خطها التحريري مواقف إيجابية، من شأنها أن تفتح نافذة مشرقة في جسم الإعلام الغربي، ولعل أوضح نموذج سار في هذا الاتجاه، القناة البريطانية الرابعة الممولة من الحكومة البريطانية، حيث بثت آذان الفجر طيلة شهر رمضان الأخير، كما دأبت القناة على قطع بثها المعتاد أربع مرات يوميا في شهر رمضان لعرض أفلام قصيرة مدة كل منها 20 ثانية لتذكير المسلمين بموعد الصلاة، وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا واسعا من طرف مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 2.5 مليون مسلم.
[1] صورة الإسلام في الإعلام الغربي، د. عبد القادر طاش، الزهراء للإعلام العربي، ط/ الثانية 1993م، ص: 97-98.
[2] يامين بودهان، مجلة الوسيط للدراسات الإعلامية، الصادرة عن دار هومة للنشر والتوزيع بالجزائر، العدد12/ سنة 2006 م، ص: 49.
[3] صور الإساءة هذه استخرجتها من الفيلم الوثائقي الذي عرضته الجزيرة الوثائقية بعنوان " العرب الأشرار " بتاريخ 16/11/ 2011 م.
[4] صورة الإسلام في الإعلام الغربي، د. عبد القادر طاش، الزهراء للإعلام العربي، ط/ الثانية، 1993م ص: 98
[5] د. محمد غزيول، " الصورة النمطية للإسلام والعرب من خلال الصناعة السينمائية" بحث مقدم لأشغال اليوم الدراسي الذي نظمته مجموعة البحث في مجا ل: تصحيح صورة الإسلام بكلية الشريعة بفاس، يوم 9: ماي 2006 م، وهو منشور في كتاب جماعي تحت عنوان "صورة الإسلام في الغرب بين حملات التشويه وواجب التصحيح" مطبعة أنفو ط/ 1. ص 54/55
[6] د. سعيد المغناوي، " تشويه صورة الإسلام في الغرب من خلال الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " بحث مقدم لأشغال اليوم الدراسي الذي نظمته مجموعة البحث في مجال تصحيح صورة الإسلام بكلية الشريعة بفاس، يوم 9 ماي 2006 م، وهو منشور في كتاب جماعي تحت عنوان "صورة الإسلام في الغرب بين حملات التشويه وواجب التصحيح " مطبعة أنفو ط/1 ص 9 .
[7] وائل الأجهوري، جريدة السبيل المغربية، العدد/20 بتاريخ: 10 مارس 2007 م. ص: 25
[8] الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل، عطية فتحي الويشي، سلسلة دعوة الحق، منشورات رابطة العالم الإسلامي، السنة:23، العدد: 219. ص 136
[9] نفسه ص: 136.
[10] نفسه، ص: 132.
[11] جاك شاهين، المصلحة من تشويه صورة العربي والمسلم في إعلامهم، مقال بجريدة الحياة اللندنية،بتاريخ: 12/12//1994م، نقلا عن كتاب الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل مرجع سابق، ص: 132.
[12] Jeune afrique.N1777.5éme Anné .Du 25/01au 01/02/1995
[13] L'E événement du heudi.N516 Du 22 au 28/09/1994
Le Nouvel Observateue.N 1570 Du 08 au 14/12/1994 [14]
L'Express.N2263 Du 24/11/1994 [15]
[16] كتاب الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل، مرجع سابق، ص134
[17] مقال تحت عنوان: دور الإعلام الغربي في تأجيج الصراع ضد المسلمين، د. عمرو عبد الكريم.
[18] صورة العرب في صحافة ألمانيا الاتحادية، سامي مسلم، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط/2، 1986م، ص/61.
[19] صورة الإسلام في الإعلام الغربي، د. عبد القادر طاش، مرجع سابق، ص: 82/83.
[20] حسن نيازي الصيفي، مقال بعنوان" الإعلام الغربي وصورة الإسلام"
[21] الإسلام وأوروبا تعايش أم مجابهة، انجمار كارلسون، مكتبة الشروق بالقاهرة، 2003 م، ص:15
[22] د. حسن عزوزي، مجلة الوعي الإسلامي، العدد/ 490. جمادى الآخرة، 1427هـ/ ص: 45.
[23] نقلا عن عبد الكريم بوفرة، مجلة المشكاة، العدد/ 27- 28 السنة،1998م ص: 108.
[24] د. مصطفى بن حمزة، جريدة التجديد، عدد خاص تحت عنوان: "نصرة نبي الرحمة" السبت 19 ذو القعدة 1433هـ الموافق 06 أكتوبر 2012م.
[25] جريدة الأهرام القاهرية، بتاريخ 02/09/2004 م، نقلا عن كتاب الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل عطية فتحي الويشي مرجع سابق ص: 144.
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.