نظمت اللجنة العربية لحقوق الإنسان فعالية أمس الإثنين، على هامش مجلس حقوق الإنسان المنعقد بجنيف في دورته الـ 31، ناقشت خلالها قضية تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب والنزاعات المسلحة.
واستعرضت خلالها الناشطة اليمنية رشا جرهوم، باحثة في علم الاجتماع، قضية تجنيد الأطفال وزجهم في الصراعات والحروب في اليمن، مشيرة إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررا في الحرب والنزاع وأن 747 طفلا قتلوا منذ بدء النزاع في سبتمبر 2014 وأن أكثر من 1، 100 طفل جرحوا بحسب اليونيسف.
وذكرت جرهوم أن هناك نحو مليون وثمانمائة طفل يعانون من خطر سوء التغذية وأن أكثر من مليوني طفل لا يذهبون للمدارس خصوصا في مناطق النزاع.
وأضافت: "إنه من المؤلم رؤية الأطفال يستخدمون كوقود لهذه الحرب عن طريق تجنيد جميع أطراف الصراع للأطفال".
ورصدت الأمم المتحدة ممثلة بمكتب الأطفال والنزاع أنه تم رصد 156 حالة تجنيد للأطفال، منهم 140 حالة تم تجنيدهم من قبل ما يسمى بأنصار الله (الحوثيين)، أي بنسبة 89%، فيما تمنع القوانين الدولية والمحلية الزج بالأطفال بالحروب."
ولفت تقرير للأمم المتحدة بأنه تم رصد 724 حالة تجنيد للأطفال و133 حالة خطف من جميع الأطراف المتنازعة داخل اليمن، كما رصد تقرير محلي لمؤسسة وثاق 185 حالة أغلبها بنسبة 84% تم تجنيدهم في منطقة عمران شمال صنعاء. وتحدث التقرير إلى أن هناك على الأقل 22 موقعا يتم تجنيد الأطفال منهم تم رصدها وتتمثل بالمراكز المجتمعية ومنازل القادة الحوثيين ومؤخرا في المدارس.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال يتعرضون لغسيل دماغ وإغراء برواتب تتراوح ما بين 100-200$، ويتم إعطائهم استمارات للتسجيل وهي تحمل تارة شعارات الحوثيين وتارة أخرى شعارات وزارة الداخلية التي تخضع لسيطرة الحوثيين حاليا. ورصد التقرير بأنه يتم نقل الأطفال من غير إعلام ذويهم في أكثر الأحيان إلى مواقع للتدريب العسكري مثل ذمار.
وأوضحت الناشطة أن الدولة وقعت خطة عمل مع الأمم المتحدة لمنع تجنيد الأطفال في 2014 وبأن هذه الخطة يجب أن يتم دعمها حتى تنفذ، مؤكدة على أهمية تدشين برامج متكاملة لرعاية الأطفال وإعادة تأهيلهم وضمان الحماية لهم وأهمية دعم الخدمات الاجتماعية متمثلة بالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.
وأكدت على أهمية عودة تفعيل السلطة القضائية وتشريع مواد صارمة بخصوص تجنيد الأطفال وعمل حملات توعوية للأطفال وذويهم للوقاية وتجنيب الأطفال هذه المشكلة.