الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamicالمواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية
بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm
ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين
أمير الشام المملوكي جمال الدين الأفرم: من مؤازرة ابن تيمية إلى اللحاق بالتتار (4 )
4- هل سبَق أن أدّت النزاعات السياسية بين أمراء المماليك إلى لجوء أحد المُتنازِعين إلى التتار؟
ظهر مما تقدّم أن تأييد الأفرم لسلطنة بيبرس الجاشنكير، عدَّه السلطان الناصر محمد بن قلاوون ذنبًا، سكت عنه ابتداءً لكنه لم يغفره، واختار الأفرم بصحبة رفيقه قراسنقر أسوء الخيارات للنجاة من بطش السلطان، وهو الفرار إلى الدولة الإيلخانية المغولية، التي كانت تسيطر على العراق وإيران، ويحكمها خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو. وهذه الدولة منذ نشأتها خصم لدود لدولة المماليك، بل إن دولة المماليك كانت تستمد شرعيَّتها بقيامِها بصدّ حملات الدولة الإيلخانية العسكرية على مصر والشام.
لم يكن الأفرم وقراسنقر أوّل من فرّ من أمراء المماليك إلى بلاد التتار، فقد شهد ذلك العصر حادثًا مشابهًا قبل 14 سنة من هذه الحادثة، أي في سنة 698هـ، إذ فرّ نائب السلطنة بدمشق - إذ ذاك - الأمير سيف الدين قبجق وبعض الأمراء إلى ملك التتار – إذ ذاك - قازان بن أرغون، وكانوا مع جيشه عندما غزا بلاد الشام سنة 699هـ، وكان فرارهم خوفًا من بطش السُّلطان حسام الدين لاجين(1).
كما أنَّ السُّلطَان الناصر نفسه، عندما ضيّق عليه بيبرس الجاشنكير وسلار، فترك مصر وذهب إلى الكرك في سنة 708هـ، كان يُفكّر باللحاق ببلاد التتار( 2)، وذلك قبل أن يكسب ولاء أمراء الشام الذين أعانوه في إرجاع الحكم له في مصر. وقد تقدَّم الخبر في ذلك.
وقد سُئل ابن تيمية في ضمن الأسئلة المتعلقة بأحكام التَّتار لما غزَوا الشام سنة 699هـ، عن (حُكمِ من كان معهم ممن يفرُّ إليهم من عسكر المسلمين: الأمراء وغيرهم؟). فكان جوابه بعد أن أفتى بوجوب قتال التتار: (وكلُّ من قفَز إليهم من أمراء العسكر، وغير الأمراء؛ فحكمُه حكمُهم، وفيهم من الردَّة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتدَّ عنه من شرائع الإسلام). (مجموع الفتاوى) (28/530).
5- الأفرم في إيران (712هـ):
بعد أن وصل الأفرم وقراسنقر ومن معهما إلى بغداد، استُقبِلوا استقبالًا حافلًا، ومكثوا هناك ثلاثة أيام (3 )، ثم ذهبوا إلى السلطانية، عاصمة ملك التتار خربندا في إيران.
قال الشيخ شمس الدين الأصبهاني: (لما جاؤوا؛ أمَرَ السُّلطان خربندا الوزيرَ أن يُبصِر كم كان لكُلِّ واحدٍ منهم من مبلغ الإقطاع ليُعطيَهُم نظيرَه، فأعطاهم على هذا الحكم، فأعطى قراسنقر مراغة، وأعطى الأفرم همذان، وأعطى الزردكاش(4) نهاوند، وتفقَّدَهُم بالإنعام حتى غمرَهم.
ولقد كنت حاضرًا يومَ وصولِهم، واختبرهم في الحديث فقال عن قراسنقر: هذا أرجحهم عقلا، لأنَّه قال لكل واحد منهم: أيش تريد؟ فقال شيئًا، فقال قراسنقر: ما أريدُ إلا امرأةً كبيرةَ القَدْر أتزوَّجُ بها. فقال: هذا كلام من يُعرِّفُنا أنَّه ما جاء إلا مُستوطنًا عندنا، وأنَّه ما بقي له عودَةٌ إلى بلاده. فعظُم عنده بهذا، وأجلَسه فوق الأفرم، وسنى له العطايا أكثر منه، وزوَّجه بنت قطلوشاه) (5).
حظي قراسنقر بمنزلة كبيرة لدى خربندا، حتى صار مُدبِّرًا لمملكته، أمّا الأفرم فيصف ابن أيبك الداوداري حاله بقوله: (وأمَّا الأفرم فإنه لم يشتغل بشيء مما اشتغل به قراسنقر من تدبير الأمور، وإنما اندرج في مُنادَمة الملك خدابنداه، وأخذ بقلبِه وملك لُبَّه، فإن هذا الأفرم عمر حريف طيبة، وصاحب لذة وفكاهة، طيب العشرة، حسن المحاضرة، فمال إليه خدابنداه) ( 6). وقد ذكر ابن أيبك شُربَ الأفرم وقراسنقر الخمر مع ملك التتار في مجلسٍ للشرب والغناء(7).
تجاوز الأفرم وقراسنقر في الارتداد والخيانَة ذلكَ إلى السَّعي في غزو الشام، فقويّا عزم خربندا على احتلالها، وضَمِنَا له أخذها ( 8)، واستجاب خربندا لذلك، وسيَّر الجُيوش لاحتلالها. فالرجلان اللذان كانا من قادة المسلمين في صد هجوم التتار عن الشام قبل عقدٍ من الزمان، هما الآن يُحرَّكان التتار لغزوها! تحرك الجيش التتري إلى الرحبة( 9) وضرب على قلعتها حصارًا خانقًا في شهر رمضان (9/712هـ).
6- خروج ابن تيمية من مصر بقصد جهاد التتار بصحبة السلطان الناصر والجيش المصري سنة (712هـ):
كانت هذه الحملة التترية على الشام هي الأولى بعد انكسار التتار أمام المسلمين في معركة شقحب سنة (702هـ)، ذلك الانكسار الذي مات قازان ملك التتار بسبَبِه كَمَدًا. وولي بعده شقيقه خربندا.
عندما وصلت أنباء تحرك خربندا إلى الشام، عادت أجواء الخوف والهلع إلى مُدُنها، وبدأ أهل دمشق بالهرب إلى القاهرة والحصون(10 ). تحرّك في أول شوّال (10/712هـ) السلطان الناصر ومعه الجيش المصري بقصد قتال التتار، فدُقَّت البشائر بقلعه دمشق فرحًا بذلك (11).
كان شيخ الإسلام ابن تيمية منذ أن صدر المرسوم السلطاني بطلبه إلى مصر في سنة (705هـ) ما يزال مُقيمًا فيها. اعتُقل ابن تيمية بُعيدَ قدومه إلى مصر، وبقي في الحبس إلى أن أُفرِج عنه في ربيع الأول (3/707هـ)، ثم أعيد اعتقاله في شوّال من نفس السنة (10/707هـ)، وبقي في الحبس إلى أن نُفِي إلى الاسكندرية في صفر (2/709هـ)، ثم طلبه السلطان الناصر وأكرَمَه بُعيدَ إطاحته بخصم ابن تيمية الأمير بيبرس الجاشنكير، وسيطرَته على الحكم، وذلك في شوال (10/709هـ) (12).
وقد تقدَّم أنَّ الأفرم لمَّا كان نائبًا للسلطنة بدمشق، كان يسعى إلى عدم إرسال ابن تيمية إلى مصر، كي لا ينالَهُ أذىً. وظهر مما تقدَّم ذكره من الحوادث أن زوال حكم بيبرس شكّل بداية النهاية للأفرم، بينما كان فرجًا لابن تيمية. وأخيرًا؛ يُغادِر ابن تيمية مصر إلى الشام بقصد جهاد التتار بصحبة السلطان الناصر، والجيش المصري، بينما يسير الأفرم من إيران إلى الشام بصحبة جيش الاحتلال التتري، ويصل إلى الرَّحبة.
قال ملك حماة، الملقب بالملك المؤيد، في (تاريخه)( 13): (واستمرَّ خربندا مُحاصرًا للرحبة، وأقام عليها المجانيق، وأخذ فيها النُّقوب، ومعه قراسُنقر والأفرم ومن معهما، وكانا قد أطمَعَا خربندا أنَّه رُبَّما يُسلِّم إليه النائب بالرحبة قلعة الرحبة، وهو بدر الدين بن أزكشي الكردي، لأنَّ الأفرم هو الذي كان قد سعى للمذكور في نيابة السلطنة بالرحبة، وأخذ له إمرة الطبلخاناه، فطَمِع الأفرم بسبب تقدُّم إحسانه إلى المذكور أن يُسلِّم إليه الرحبة، وحفظَ المذكورُ دينَه، وما في عُنُقِه من الأيمَان للسلطان، وقام بحفظِ القلعة أحسنَ قيام، وصبرَ على الحصار، وقاتلَ أشدَّ قتال، ولما طال مقام خربندا على الرحبة بجموعه، وقع في عسكره الغلاء والفناء، وتعذَّرت عليه الأقوات(14)، وكثُرت منه المقفزون إلى الطاعة الشريفة، وضجروا من الحصار، ولم ينالوا شيئًا، ولا وجد خربندا لما أطمعه به قراسنقر والأفرم صحةً، فرحل خربندا عن الرحبة، راجعًا على عقبه، في السادس والعشرين من رمضان من هذه السنة (26 / 9 /712هـ)، بعد حصار نحو شهر، وتركوا المجانيق وآلات الحصار على حالها، فنزلت أهل الرحبة، واستَولَوا عليها، ونقلُوها إلى الرحبة).
وصلت أخبار رجوع التتار إلى ابن تيمية وهو في طريقه إلى الشام مع الجيش المصري، ففارقهم في عسقلان، وجعل طريقه على عجلون، ووصل دمشق بعد وصول السلطان الناصر لها، وذلك في ( 1 / 11 /709هـ). قال البرزالي : (وخرج خلقٌ كثير لتلقِّيه، وسُرُّوا بمقدمه وسلامته وعافيته)(15).
أما الأفرم، فقد بقي في إيران، وكان السلطان الناصر يُرسِل إليه – وإلى قراسنقر- من يغتالهما، ويفشل، وكرَّر المحاولة مَرَّات، إلى أن هلك الأفرم حتف أنفه في همذان بعد سنة (720هـ) (16).
تُظهر الوقائع اللاحقة من حياة ابن تيمية أنّه عندما عاد إلى دمشق وقد غاب عنها الأفرم، كان قد فَقَد ظهيرًا مُهمًّا على مقاصده السياسيَّة الدِّينيَّة. لم يكن نائبُ السلطنة بالشام الجديد الأمير سيف الدين تنكز، أحد مماليك السُّلطان الناصر، حسنَ الرأي بابن تيمية (17). ولذا؛ رجع ابنُ تيمية إلى الشام، لكن دون أن يرجِعَ إليه ذلك النفوذ والتمكُّن الذي حظي به في سنوات الأفرم.
-------------------------------------------
(1) ثم رجع قبجق بعد أن زال سبب هروبه، بمقتل السلطان حسام الدين لاجين، وبايع السلطان الناصر، وولي عدة مناصب حتى مات في سنة 710هـ. قال البرزالي في ترجمته من (تاريخه) (3/473): (وكان أميرًا كبيرًا، معروفًا بالشجاعة والإقدام، وولي نيابة السلطنة بدمشق مدة، وتوجَّه إلى بلاد التتار، وأقام عندهم مدة، ثم قدم معهم دمشق، وانفصل عنهم، وأعطي الشوبك، فأقام به مدة، ثم نقل إلى حماة، ثم إلى حلب، ومات وهو نائب السلطنة بها).
ولهذا الأمير ذكرٌ في الوثيقة التي كتبها ابن تيمية بشأن مناظرة الفرقة الأحمدية، التي تقدَّم ذكرُها، إذ ذكر ابن تيمية أن الأحمديَّة سعوا للتَّلبيس عليه، وكان إذ ذاك نائبًا للسلطنة بحماة. (مجموع الفتاوى) (11/458-459).
(2) كما ذكره الأمير بيبرس الداوادار في (زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة) (ص416).
(3) (كنز الدرر وجامع الغرر) لابن أيبك الداوداري (9/230).
(4) أميرٌ ثالث، فرَّ مع الأفرم وقراسنقر.
(5) نقله الصفدي في (الوافي بالوفيات) (24/163) عن ابن فضل الله العمري عن الشمس الأصبهاني. وقطلوشاه أحد القادة العسكريين للتتار في عهد قازان، وقد التقى به ابن تيمية لما احتل التتار دمشق سنة 699هـ.
(6) (كنز الدرر وجامع الغرر) لابن أيبك الداوداري (9/235).
(7) (كنز الدرر وجامع الغرر) لابن أيبك الداوداري (9/233).
(8) (كنز الدرر وجامع الغرر) لابن أيبك الداوداري (9/245).
(9) تقع الرحبة في الجهة الشرقية من بلاد الشام، وهي اليوم جزء من منطقة الميادين في دير الزور.
(10) (المقتفي على الروضتين) للبرزالي (4/83).
(11) (المقتفي على الروضتين) للبرزالي (4/85).
(12) (المقتفي على الروضتين) للبرزالي (3/445).
(13) (المختصر في أخبار البشر) (4/69-70).
(14) يُضاف إلى ما ذكره في سبب رحيل التتار: وساطة رشيد الدولة الهمذاني وزير خربندا برجوع التتار. (المقتفي على الروضتين) للبرزالي (4/85)، و(كنز الدرر وجامع الغرر) لابن أيبك (9/261).
(15) (المقتفي على الروضتين) (4/89).
(16) (الوافي بالوفيات) للصفدي (9/194).
(17) وصف الشيخ صلاح الدين العلائي الأميرَ تنكز بأنه كان (يحطُ كثيرًا على ابن تيمية). نقله ابن حجر في (الدرر الكامنة) في ترجمة تنكز (1424).
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.