تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic > حملة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

حملة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم باشراف ۩◄عبد العزيز شلبى►۩, Abo Zayed, sup4all, messaid saadane, اردنية عاشقة الديفيدي, Yahoo! Maktoob, moha2020, zoro1 قسم لنصرة خير الخلق والإنتصار له


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2016, 10:01 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي هكذا عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم
انشر علي twitter

هكذا عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم
عادل عبدالله هندي





الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فلقد منّ الله علينا وأكرمنا بالإسلام وشرَّفَنا بالانتساب إليه، كما منّ علينا وأكرمنا بخير رسول أُرْسل؛ حيث يقول عزّ وجلّ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

ومن عظيم مِنَن الله ونِعَمِهِ علينا أن جعل الإسلام منهجًا للمسلمين في كل جانب من جوانب حياتهم؛ فهو دين عقيدة وشريعة وأخلاق، فليس الإسلام عقيدة تحفظ من بطون الكتب، ولا عبادة ظاهرة تُفْعل أمام أعين الناس فحسْب، بل هو كذلك سلوك وخلُق، حتى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم قد اختصر رسالته ودعوته في كلمة جامعة مانعة بقوله: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلاَقِ» كما روى الإمام مالك في الموطأ، و«صالح الأخلاق» كما عند أحمد في مسنده، والحديث صحيح.

هكذا اختصَر الرسول الحبيب الدعوة والإسلام؛ ليردّ على كلّ من نسب إلى الإسلام زورًا عملاً خبيثًا أو هوىً زائفًا، وقد جعل الله الرسول قدوة وأسوة لعباده في كل جانب من جوانب الحياة، فإن ولجت باب العقيدة وجدته أكثر الناس يقينا في ربه، ومراقبة له، وإن دخلت من باب التعبّد لاحظته بعينيك وهو صاف قدميه بين يدي ربه يلجأ إليه في جوف الليل والناس من حوله نائمون، وإن ولجت من باب التطبيق العملي للإسلامِ (الأخلاق والمعاملات) وجدته أشرف الناس وسيدهم في الأخلاق، حتى إنّ الأخلاق لتقاس عليه -عليه الصلاة والسلام-،. وصدق الله إذ يقول: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ومن هنا يأتي أهمية لقاء اليوم من «لقاء الجمعة»؛ حيث يكون حديثنا عن «الرسول القدوة»، وما أجمل الحديث عن أشرف خلْق الله تعالى سمتًا وسلوكًا!! نقف مع هذه الخطبة تحت عنوان: هكذا عاش رسول الله!!

نداء إلى كل أب وأم!! إلى كل زوج وزوجة!! إلى كل ابن وبنت!! إلى كل قائد وجندي!! إلى كل حاكم ومحكوم!! إلى كل سياسيّ وعالمٍ!! إلى كل الناس في كل الدنيا.... هيا لنستمتع بجلسة مع رسول الله، نتعلم ما يصلح الله به حال دنيانا وأخرانا..

سيدي يا رسول الله:
والله ما طلعت شمس ولا غربت ** إلا وحبّك مقرون بأنفاسي
ولا جلست إلى قوم أحدثهم ** إلا وأنت حديثي بين جلاسي
عناصر الخطبة:
أولا: صلة العقيدة والعبادة بالأخلاق في الإسلام.
ثانيًا: الرسول هو أكمل بني الإنسان.
ثالثًا: هكذا عاش رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

أولا: صلة العقيدة والعبادة بالأخلاق في الإسلام:
وقفة مع فهم الإسلام:
إنّ من المؤسِف أن ترى تطبيقات بعض المسلمين مخالفة لنصوص الدين وتعاليمه، وكأنّ الإسلام عبارة عن طقوس أو ترانيم تتردد على الألسن، ثم لا تجد لها أثرًا واقعيًّا في حياة المسلمين، وهذا مما أثار الغلط حول الإسلام وحقائقه.

ومن المحزن أيضًا أن ترى بعض المنتسبين إلى الإسلام يظنون أنّ الدين عبارة عن حفظ كتاب في العقيدة فقط، أو قدرة على تخريج حديث وبيان صحته فحسب، أو إقامة للعبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج والحرص عليها فقط، ثم تجد كل هذا لا أثر له في حياة متعلّم العقيدة أو حافظها، ولا أثر له في حياة المتخصص العالِم، ولا أثر له في حياة من تعبّد ظاهريّا أمام الناس أو في خاصّة نفسه، وظنّ أن الدين عبارة عن ركعات تؤدّى أو بعض الأوراد والأذكار... لا... إنما ينبغي أن نفهم أن الإسلام أعظم وأجلّ من كل هذه التصورات؛ فديننا يدخل في جوانب حياتنا كلها، ويربط بين عقيدة المسلم وسلوكه، وبين عبادته وتصرفاته، وبين التشريعات والأخلاق.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]. فالصلاة والنُّسُك والحياة وحتى الموت يجب أن تكون جميعها لله تعالى، وذلك هو مفهوم الإسلام الصحيح، أن تعيش بالإسلام في كل لحظة من لحظات حياتك، وأن تعيش للإسلام ناصِرًا له، ومدافِعًا عنه ضد من انتهك عِرْضه وتعدّى حدوده وتشريعاته، وضيّع مقاصدَه.

العقيدة والعبادة لهما صلة وثيقة بالأخلاق:
أولا: إننا بحاجة أن نعلم أن العقيدة الصحيحة هي التي تربط المسلم بسلوك حسن مع الله ومع نفسه ومع الناس، ففي الحديث مثلا: كما عند ابن ماجه في سننه والحديث حسن، من حديث أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ». وفي رواية البخاري الصحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره»... إنها منظومة الأخلاق المترتبة على العقيدة السليمة لمن أراد أن يتعلم عقيدة صحيحة!!

وتلاحظ هنا أخي المسلم.. أختي المسلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قد ربط بين العقيدة وبين الإحسان إلى الجار، وإكرام الضيف، والنطق بالحق بدلا من الباطل، أو الصمت على الأقل عن الباطل والشرّ. هذه هي العقيدة الصحيحة، وليست عبارة عن حفظ متون العقيدة وكتبها المدوّنة.

ثانيًا: علاقة العبادة بالأخلاق: لا يخفى عليكم أيها المستمعون الأكارم، أنه ما مِن عبادة في الدين -في القرآن- إلا ووجدناها صاحبة علاقة وثيقة بخلق مّا، وللدليل على ذلك إليك الآتي:
1-الصلاة، يقول تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

2- الصوم، يقو سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
3- الزكاة، يقول عزّ وجلّ: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].

4- الحج، يقول المولى الكريم: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

وهكذا كل العبادات، التي نتعبّد بها لها أثر أخلاقيّ في حياة المسلمين، ومن لم يجد هذا الأثر يجب أن يراجع عبادته مع الله تعالى، ونيّته وانتسابه إلى الدين.

وتعالَوْا بنا لأقص عليكم قصة امرأتين، إحداهن: ما كان يسبقها أحد في صلاة وصيام وقيام، غير أنها دخلت النار في النهاية، ما السبب؟ وامرأة أخرى كانت قليلة الصلاة والصيام والصدقة، غير أنها دخلت الجنّة، ما السبب؟
لنذهب إلى رسول الله، فنسأله يا رسول الله: لماذا دخلت هذه المرأة النار؟ ولماذا دخلت الأخرى الجنّة؟.. فيجيب النبي كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده -(15/ 421، 422)- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي الْجَنَّةِ". فلم ينفع صاحبة الخلق السيئ صومها وقيامها، وأكمل الخلق الحسن عمل المرأة قليلة الصلاة والصيام.

هكذا أيها الأحبّة: أين أثر العبادة على الأخلاق؟ أين واقع العقيدة والتعبّد على سلوك الإنسان؟

ثانيًا: الرسول هو أكمل بني الإنسان:
وإذا تحدّثنا عن البشر وجدنا رمز البشريّة والإنسانية الأول هو محمّد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم.

وإذا تحدثنا عن رمز النبوّة والرسالة، وجدنا الأشرف والأرقى هو محمد بن عبدالله النبي الكريم المصطفى.

وإذا تحدثنا عن المشاعر والأحاسيس والحكمة والرحمة واللين واللطف والكرم والتواضع والأدب والقوّة، وجدنا أكرم من عاش بها هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم.

وحتى لا يصل النبيّ صلى الله عليه وسلّم، ولا يتم إيصاله إلى درجة الملائكية أو الألوهية، وجدنا القرآن يؤكّد على حقيقة البشرية في شأن الرسول بقوله: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. وها هم الكفار يتعجبون من بشريته، فينقل القرآن على لسانهم القول: ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ﴾[ [الفرقان: 7]. وما كان ذلك إلا للتأكيد على أن محمدًا النبيّ صلى الله عليه وسلّم بشر، لكنّه أكمل البشر، وأنّه إنسان لكنه أرقى إنسان!!

لقد اكتملت في رسول الله أرقى معاني الإنسانية من الإحساس بهموم الآخرين، وقضاء حوائجهم، والمشي في حاجتهم، والعمل على ردّ الحقوق إلى أصحابها، والوقوف بجوار المظلومين وقد عُرِض عليه أن يكون مع الظالمين لكنه أبى؛ لنصرة الحق وأهله، وها هو صلى الله عليه وسلّم؛ -لأنّه إنسان- يحمل للخادِمة حاجتها، ويمسح على رأس اليتيم، وينصح قاسي القلب باللين والرحمة، ويتحمل من أصحابه أخطاءهم ويرشدهم للأصْوب بحكمة ورحمة،...... الخ..

إنّه صورة الإنسان الكامل لمن أراد أن يتخلّق وأن يحيا حياته وسيرته... والآنَ موعدُنا مع بعض صور المعاملات والأخلاقيات والسلوكيات في حياة سيد البريّات صلى الله عليه وسلّم.

ثانيًا: هكذا عاش رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
لقد عاش رسول الله بالإسلام في كل حال من أحوال حياته..
عاش بالإسلام في سمته وسلوكه.. في نطقه وسكوته... في بسمته وحركته وسكناته...
كانت حركاته تشريعًا وبياناً...
وكانت سكتاته حُكمًا وحِكمًا...
وكانت أقواله موافقة لأفعاله تطبيقًا وتنفيذًا...
هكذا عاش رسول الله..
لن نتحدث عن رسول الله صاحب العقيدة السليمة والعبادة الصحيحة، وإنما نتحدث عن صاحب الخلق العظيم.

لقد كان صلى الله عليه وسلّم يطبق ما ينطق به اللسان، وينفذ ما جاء من عند خالقه وخالق بني الإنسان؛ فدينه سلوكه ومعاملاته...

يقول الناس: (الدين المعاملة) وللتوضيح: هذا القول ليس بحديث ولا أثر ولا أي شيء؛ هو اجتهاد الناس، والأصوب أن نقول: (الدين حسن المعاملة)، أو (من الدين حسن المعاملة).

فلقد كان حبيبنا المصطفى يحيا بالإسلام في كل لحظة، فما كان في حياته (ساعة لربك وساعة لقلبك)، ولا (ساعة وساعة -بمفهوم الجهال-)، ولا (هذه نقرة، وتلك ونقرة)... كانت حياته كلها تعبد وتخلق بأخلاق الإسلام.. ويظلل سيرته قول أمّ المؤمنين عائشة عنه، لما سئِلت عن خلق الرسول كما عند مسلم في الصحيح، فقَالَتْ للسائل: «أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: «فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ»، نعم كان قرآنا يمشي بين الناس، ويتعامل مع الناس، ويا ليتنا جميعًا نعيش بهذا السمت (حكاما ومحكومين، أبناء وبنات، مدرسين وموظفين......الخ).

ولا يمكن أن ننسى ما شهدت به أمّ المؤمنين خديجة لرسول الله في بداية الدعوة، حين قالت له: «وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ»...

ومن بين ما عاش به رسول الله ما يأتي:
أولا: رسول الله زوجًا وحبيبًا:
من أخلاق نبي الإسلام: أنه كان زوجًا حنونًا طيب القلب، رقيق الفؤاد، يتحمّل من زوجته أخطاءها ونفسيتها الغضوبة أو الغيورة أحيانًا، ويدللها، ويعطف عليها، ويساعدها في البيت.

رسول الله في مهنة أهله:
فيا من تدّعي حبّ النبيّ وعشقّ الرسول: متى كانت آخر مرّة وقفت مع زوجتك في المطبخ تساعدها في الطهي أو الغسيل أو كنيس البيت؟
نعم: كان سيدي وسيدك رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصنع هذا، تجيب أم المؤمنين عائشة لما سئلت: «مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ» والحديث رواه البخاري في صحيحه.

رسول الله يدلل زوجته ويناديها باسم جميل:
وكان يدلل زوجته ويناديها باسم جميل فمرة يقول لأم المؤمنين عائشة (يا عائش) وتارة (يا عويش). قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: «يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ» فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

رسول الله يصرّح بحبّ زوجته ولا يستحيي من ذلك:
وكان لا يستحيي أن يصرّح بحبّه لها أمام الرّجال؛ لأنه كان مشرعًا ومعلّمًا، فعند الترمذي في سننه عن أَنَسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، قِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ: «أَبُوهَا»، وهو «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ». نعم هذا رسول الله!!

رسول الله ينصت إلى زوجته ويستمع إليها وهي تحكي وتفضفض:
رسول الله يستمع إلى زوجته طوال الليل ولا يتأفف رغم أعبائه ومشاغله وسعيه في الحياة، ولم يتحجج -حاشا وكلا- بكثرة أعبائه وأعباء الحياة كما نحن اليوم، وراجع حديث أم زرع وما كان من أمره. كما عند البخاري في صحيحه، وأول الحديث: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى:......». هكذا عاش رسول الله في حياته الزوجية، عطوفا، حبيبا، رقيقا، ليس بغاضب ولا متهوّر ولا مندفع في الأمور.... فتخلقوا!!..

ثانيًا: رسول الله حاكمًا وقائدًا:
إنّ المتأمّل في سيرة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم لَيَرَى أنه -رغم قيادته وزعامته للأمّة وللصحب الكرام- كان أقرب الناس إلى أصحابه، وكانوا يأنسُون بلقائه، ويعشقُون مجالستَه، -بعكس حكّام الزمان-.

كان عليه الصلاة والسلام يحترم كلّ جندي عنده من الصحابة صغيرا أو كبيرا، غنيا أو فقيرًا، يقبل مشورتهم ويأخذ بها، يغيّر خطّةً عسكريةً بسببِ رأيٍ لجنديّ في المعركة، ويحنو على أتباعه وأفراد شعبه، فما كان له ليقسو عليهم أو يثقل عليهم الأمور، أو يصعِّب عليهم الحياة والمعيشة، بل إنه حذّر أشدّ التحذير من ذلك بقوله: «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» [أخرجه مسلم في صحيحه].

فكان خير نموذج للحكام والقادة، في الرّفق والحنان، والتواضع والأمان، واللين والرفق، وقد وصفه ربه -بحكم أنه قائد وزعيم- بقوله في سورة آل عمران: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

ومن تأمّل كل مواطن السيرة لا سيما ما كان منها من مشاهد الحكم والسّلْطة، استنتج أنّ حكّام الزمان لا يسيرون أبدًا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحكم والإدارة.

فأين مثلا: الشورى التي كان يصنعها رسول الله مع أصحابه؟
وأين قبول آراء الجند الصغار في المعارك؟

وأين توزيع الأدوار وتوظيف الطاقات والتكليف بالمهام للمتخصصين ولو كانوا صغارًا؟

وأين العفو عن المخطئ من الصحابة؛ لأنه قدّم للإسلام، فيُعْذر في مرة أخطأ فيها، كما حدث مع حاطب بن بلتعة يوم فتح مكة، وكما حدث مع كعب بن مالك يوم تبوك وجيش العسْرَة؟.

هلا تعلّم قادة الأُمّة من رسول الله؛ إذا كانوا صادقين في انتسابهم إليه وإلى دينه ورسالته!!

ثالثًا: رسول الله داعية ومرشدًا
لقد كان وسيظل رسول الله هو الدَّاعية الأعْلى والأرْقى مقامًا وقيمة، في دعوته وشئونها، في أسلوبه ووسائله الدعوية، لا سيما عند الانتقاد والنصح والإرشاد، وتصويب الأخطاء.

فهلا ذكَرنا طريقته عندَ انتقادِ من أخطأ، وهو يقول: «ما بال أقوام».

رابعًا: رسول الله مع الأطفال والصغار:
أما رأيتم حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلّم، وهو يمسح على رأس الأيتام؟!
أما شاهدتموه وهو يلاعب عمير الصغير لأن طائره قد مات؟!
أما رأيتموه وهو يقبل ابنته الزهراء بين عينيها إعلانا للمحبة والرأفة بها؟!!
أو ما شاهدتم مشهده وهو يطأطئ ظهره لحفيديه ليصعدا عليه لعبًا ومرحًا؟!!
أما رأيتموه وهو يقبل الصبيان ويلعب معهم في المدينة؟!!

إننا وبحق مقصرون في حقوق أبنائنا وبناتنا، ليس حقوقهم المادية -أقصد- فكم اشتكت أسرة من التدليل الزائد والإنفاق الرهيب على الأبناء والبنات، وكأن التربية تسمين بدني أو جسدي للأبناء!!

إنما أقصد حقوقهم المعنوية من مكافأة بلقب وتشجيع وتحفيز..
من كلمة طيبة مشجعة لهمم الأبناء والبنات..
من احترام لإبداعهم والقيام برعايتهم...
ولا تقتلوا أولادكم أيها المسلمون، لا تقتلوهم بالإهمال، لا تقتلوهم بقتل إبداعهم، لا تقتلوهم بالتهميش!!

خامسًا: رسول الله مع أعدائه:
حتى أعداء الرسول لاحظوا أخلاقه وسماته وسلوكياته الحسنة، التي أجبرتهم على احترامه وتقديره والشهادة له بأطيب الأخلاق وأحسنها، ولك أن تذكر.

وهو في مكة يناديه الناس بالصّادق الأَمين،..
ويوم أن شهد له عتبة بن ربيعة وللقرآن الذي سمعه منه،...
ويوم أن اعترف أبو سفيان -وقت كفره وعدائه له- بصدقه وأمانته أمام هرقل،..

لكم أن تنظروا في يوم أنْ أسَر عددًا من المشركين يوم بدر، وماذا صنع معهم، من إكرام وفادة، وتحرير رقبة بتعليمهم المسلمين القراءة والكتابة.

لكم أن تشاهدوا منظر المشركين يوم فتح مكة، وهم يثنون عليه بأدبه وأخلاقه وقد وقعوا في الأسْر، وكان يمكنه كعادة الفاتحين أن ينتقموا وأن يتشفّوا من أعدائهم؛ لا سيما وقد أخرجوه من بلده وطردوه وعذبوه وأصحابه، إلا أنه عليه الصلاة والسلام يعفو ويصفح، بل ويعطي أناسًا منهم من الصدقات تأليفًا لقلوبهم..
• • •

أيها المسلمون:
هيا فلنعد إلى أخلاق النبي وسلوكياته الطيبة، فأقوالنا بأمر الله يجب أن تكون (حُسْنًا)، قال تعالى: وأفعالنا يجب أن تكون عملاً صالحًا مع الله ومع أنفسنا ومع الناس، فالنجاة الحقيقية لنا في الدنيا والآخرة بصدق التعبد والتمسك بأخلاق الإسلام، ولا ينال ما عند الله إلا بطاعته، كما أنّ أصحاب الغايات النبيلة لا يستخدمون أي وسيلة غير نبيلة للحصول على غاياتهم، فانتبهوا رحمني الله وإياكم..

نسألُ الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونسأله سبحانه أن يجعلنا ممن يسيرون على هدي النبي وأخلاقه، كما نضرع إليه بأن يجعلنا هداة مهديين، لا ضالين ولا مضلين، لا فاتنين ولا مفتونين، نسأله جلت قدرته أن يمنّ علينا وعلى بلادنا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، كما نلجأ إليه؛ داعين إياه بأن ينصر ديننا، ويرفع رايتنا فوق كل راية... اللهم آمين.





__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 11:28 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303