التفكير الابتكاري , كيف تصبح شخص مبتكر
الإبتكار هو المقدرة على تطوير فكرة أو عمل أو تصميم أو أسلوب أو أي شيء آخر وبطريقة أفضل وأيسر وأكثر
إستخداماً وجدوى، وهناك لبس كبير بين الإبتكار والإختراع عند عموم الناس، فالإبتكار هو ما أشرنا له سابقاً أما الإختراع
فهو إيجاد الفكرة أو التصميم أو الأسلوب من العدم بحيث أنه لم يكن له مثيل من قبل وليس شرطاً أن يكون الإختراع
قابلاً للتنفيذ فإذا ما عدل عليها وأضيف لها تحسينات تسمى هذه الإضافات بالإبتكار.
صفات المبتكر
ولكي يكون الشخص مبتكراً لابد من أن يتمتع بعدة صفات أبرزها :
- المبادرة والريادة
- الدافعية للإنجاز
- الإحساس بالمسؤولية
- التفكير الإيجابي
- المقدرة على التشارك والتفاعل مع الآخرين
- الإصرار والمثابرة
- الطموح والهمة العالية
- الثقة بالنفس والشعور بالقدرة على تحقيق إنجاز ما
فالشخص المبتكر هو الشخص الذي يمتلك صفات الشخصية الإبتكارية ويسعى لتحقيق حلمه
وتحويله إلى شيء حقيقي ملموس يمكن الاستفادة منه ويعود بالنفع عليه وعلى المجتمع.
بيئات خلق الإبتكار
ويبدأ العمل على غرس صفات الشخصية الإبتكارية منذ الطفولة من خلال عدة محاور :
- الأسرة
- المدرسة
- الأصدقاء والزملاء
وهذه المحاور الثلاث تتضافر جهودها لهدف واحد هو المفتاح الرئيسي للإبتكار ألا وهو تعزيز تقدير الطفل لذاته ليتمكن من تكوين
صورة ايجابية عن ذاته وعن قدراته وإمكانياته في التفكير وحل المشاكل والمقدرة على تحقيق هدفه دون مبالغة أو إنتقاص لذاته.
دور الأسرة
ويتمثل دور الأسرة في تعزيز الشخصية الإبتكارية لدى طفلهم من خلال عدة جوانب أبرزها :
- توفير البيئة المنزلية التي تتسم بالحوار وتعطي كل فرد حقه في التعبير عن الذات والأحاسيس والمشاعر.
- تحفيز الطفل على الإستقلالية والاعتماد على الذات في جميع شؤونه الخاصة.
- إشادة الوالدين بالايجابيات والسلوك الصائب وتشجيع الطفل على الإستمرار في ممارستها ومحاولة التغاضي
عن السلوكيات الغير صائبة أو السلبيات ما لم يكن لها ضرر على الطفل أو الأسرة أو المحيطين.
- الإبتعاد عن عقد مقارنة بين الطفل وأقرانه من زملاء وأقارب وأصدقاء حتى ولو كان الهدف هو دفع
الطفل إلى التميز لأن ذلك يعود بنتائج سلبية على الطفل ومشاعره وبالتالي ينخفض تقديره لذاته.
- الإبتعاد عن توجيه أي إنتقاد للطفل أمام الآخرين، وفي حال غضطر الوالدين لتوجيه الإنتقاد يجب ألا يكون أمام إخوته أو أياً كان
ويكون الإنتقاد للسلوك والتصرف دون توجيه إنتقاد إلى ذات الطفل أو نعته بصفات معيبة أخلاقياً أو خلقياً، مع الحرص
على أن يكون الإنتقاد بلغة الحوار وضرب المثال ومحاولة الإقناع وليس من خلال فرض الأمر الواقع أو إستخدام الضرب أو الإهانة.
- إظهار الإعجاب بإبتكارات الطفل وإنجازاته مهما كانت وعدم الإستخفاف بما يحاول القيام به وذلك لدفعه لمزيد من الإجتهاد.
- تقبل الوالدين لفكرة أن الطفل كيان مستقل له ما يريد.
- تشجيع الطفل على الحوار والتحدث وابداء الرأي وممارسة الهوايات والنشاطات التي يفضلها والابتعاد عن إلزامه بشيء ما.
دور المدرسة
أما المدرسة البيت الثاني فلها دور بارز في تعزيز صفات الشخصية الإبتكارية عند الطفل من خلال :
- إبراز قدر من الإحترام للطلاب في سياسة المدرسة.
- العمل على تدريس مواد تخدم التفكير الإبتكاري وتحفز الإبتكار مثل (مهارات التواصل والإتصال
حل المشاكل،ادارة الوقت،القدرة على كتابة واعداد التقارير، المقدرة على الاستنتاج والتنبؤ،.....).
- معاملة جميع الطلاب بنفس الاسلوب والطريقة حتى تكون المدرسة بيئة محببة لهم تدفعهم للابتكار،وتطبيق القوانين المدرسية
بطريقة تحافظ على احترام الذات ولا تقلل من شأن الطلاب وتكون العقوبة في حالة الخطأ مناسبة للخطأ ودون التجريح أو التشهير بين الطلاب.
- العمل على تعزيز المسؤولية الشخصية بحيث يكون الوازع الشخصي هو المحرك للطلاب لإجادة التصرف في حال عدم وجود السلطة المدرسية.
دور المعلم
ولكل معلم على حده في المدرسة دور كبير لتعزيز الشخصية الإبتكارية لدى الطلاب من خلال :
- المعلم هو المفتاح الأساسي في العملية التعليمية لذلك إذا كان المعلم يشعر بأنه قادر على الإبتكار
ويمتلك صفات الشخصية الإبتكارية فإن ذلك الاحساس ينتقل تلقائيا إلى الطلاب.
- مدح أو ذم الطالب له دور مهم في تعزيز تقدير الطالب أو عدمه لذاته وأيضاً توقعات المعلم لطلابه
بالمقدرة على الإبتكار له أثر إيجابي في تحفيزهم والدفع بهم قدماً نحو الأمام.
- الإبتعاد عن إعتبار أن الدرجات التحصيلية هي مقياس التقييم الوحيد للتفوق والتميّز بين الطلاب.
- مساعدة الطلاب على حل المشاكل ووضع الأهداف وتنمية القدرات في مجالات مختلفة حسب ميول كل طالب.
دور الأصدقاء
وأخيراً دور الأصدقاء والزملاء يبرز من خلال :
- مساعدة بعضهم البعض على حل المشاكل العلمية.
- التفكير الإبتكاري الجماعي،والعمل على إيجاد حلول ووضع مشاريع قد يكون معلم المدرسة طلب إليهم ذلك.
- إطلاع الأصدقاء بعضهم البعض على كل ما تصل له أيديهم من معرفة من خلال بحثهم على شبكة الانترنت
أو مطالعتهم للكتب أو قيامهم بنشاط علمي أو إستنتاج رياضي ومحصلة ذلك كله هو الحصول على طفل يتسم
بالمقدرة على النجاح في الحياة الشخصية الإجتماعية والنجاح في الحياة العلمية والعملية.