حين تبتسم الشمس
وكالبدر مضيئاً أطلّ على صفحة الكون المعتمة...فنفذ بأشعته الفضية، ليصنع قناديل من نور
تبددّ ظلمتها الممتدة عبر أفق نفسي..
ويطرد أشباح الحزن القابعة في زوايا مظلمة منسية..
بل كالشمس حين تبتسم لك فتدغدغ منك الشعور الساكن ، لتشعر بفيض حنان يفيض على فؤادك
فينسكب برودة، فتجري أنهارك رياً لنفسٍ عطشى مقحلة، بل يفيض عليك حتى يكسوك من حلته
الذهبية المشرقة..فتزداد إشراقاً..وإحراقا ً لكل ضعفٍ متمكن من نفسٍ تعاني هشاشة الطبع..
فتميل للوقوف بل للانكسار.. فتتلاشى سحب تحلّبت ..وتجمّعت لتخلق مزيجاً من الشعور داخل
النفس رمادي اللون ،يطل بأملٍ ملحٍّ من بين شقٍوق صغيرة تبحث عن
شعاع النور فتتبعه وتدور في فلكه..في فلك واحد مع القمر والشمس في اتساقٍ عجيب،لتبقى مسبحة لله ..لاتفتر..ولاتكل ولاتمل..بل تحاول
ومن ثغرها الدفيء تجلّت لها ابتسامة الكون لتعزف أنشودة حنان تفيض لتعطي..وتعطي..دون مقابل..
حين تنقل طرفك من ثغر الشمس إلى عينيها لترى عجباً،،،
ترى الطفل يناديك لتبدأ اللعب معه بروح المغامرة والإصرار والمحاولة التي لاتثنيك عن عزمك...بل تجعلك تتخطى الأحزان..
تبتسم لك..فيتسرب إليك دفئها عبرخيوط شعاع دفيئة لتطرد عن فؤادك الأوهام..والعجز والكسل
وتحثك على النشاط والسعي والجد..بابتسامة تصل إلى أعماقك أملاًوضياءًوإشر اقأً..أرأيت كيف يصنع الإشراق في نفوسنا..فيحيلنا إلى قوة تسيربنا نحو الهدف ...!!
ولوصعّدت النظر إلى عينيها، لرأيت الصباح قد استباح حمى الظلمة.فغدا الزمان ربيعاً..بكل قوته ليقطع كل الآلام..وحبلها الممتد بامتداد عمر العبدالمبتلى في هذه الحياة ليعلن وبكل عزمٍ وتصميم بدء يومٍ جديد..رغم كل شيء..
فيختزل همومه وآلامه وأوجاعه وآهاته..بصباح يسفر عن صفحة للكون خلية من كل ذلك ،ليملأ صفحته بخربشاتهم اليومية..ليتوه الصباح في ضجيج أصواتهم وآمالهم..
و بدلال ٍ منقطع النظير تتدلى خيوط الشمس الذهبية لتحجب عن عين الناظر الحزن القاطن في أعماق الألم..فتشع في عينيه شعاعاً لايقاوم
لتجعلك تتنقل بين ابتسامتها وبين شعاعها الذي لفك وبمهارة
ليحجب عين قلبك أن ترى تلك النظرة الحزينة التي كانت تتوارى خلف سحب الألم..
ليشرق ثغر الشمس بابتسامة كونية ليقول لك...
لاتقف هنا كثيراً................ل قد بدأ يوم جديد...
______________________________ ____________
عطاء " أم معاذ "