الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamicالمواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية
بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm
ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، واعلموا أن النومَ وفاةٌ صُغْرى، كما أن قبض الروح ومفارقتها للبدن هي موتةٌ ووفاةٌ كُبْرى، وقد بيَّنَ القرآنُ ذلك، قال الله عز وجل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60]، فيخبر الله تعالى "أنه يتوفَّاهم بالليل، وفاة النوم، فتهدأ حركاتُهم، وتستريح أبدانُهم، ويبعثهم في اليقظة من نومهم، ليتصرفوا في مصالحهم الدينية والدُّنيوية، وهو تعالى يعلمُ ما جرحوا وما كسبوا من تلك الأعمال، ثم لا يزال تعالى هكذا، يتصرفُ فيهم، حتى يستوفوا آجالَهم، فيُقضَى بهذا التدبير، ﴿ أَجَلٌ مُسَمًّى ﴾، وهو: أجلُ الحياة، وأجلٌ آخر فيما بعد ذلك، وهو البعثُ بعد الموت؛ ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ﴾ لا إلى غيره ﴿ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ من خير وشر"[1].
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن من مفسدات القلب: "كَثْرَةُ النَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُثَقِّلُ الْبَدَنَ، وَيُضِيعُ الْوَقْتَ، وَيُورِثُ كَثْرَةَ الْغَفْلَةِ وَالْكَسَلِ، وَمِنْهُ الْمَكْرُوهُ جِدًّا، وَمِنْهُ الضَّارُّ غَيْرُ النَّافِعِ لِلْبَدَنِ، وبيَّن أن أنفع النوم: ما كان عند شِدَّةِ الحاجة إليه، وأنَّ نومَ أولِ الليل أحمدُ وأنفعُ من آخره، ونومَ وسطِ النهارِ أنفعُ من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين قلَّ نفعُه وكثُر ضررُه، ولا سيما نومُ العصرِ والنومُ أولَ النهار إلا لسهران، وأنَّ من المكروه عندهم: النومَ بين صلاةِ الصبحِ وطلوعِ الشمس؛ فإنه وقتُ غَنيمة، ووقتُ نزولِ الأرزاقِ وحلولِ البركة، وَبِالْجُمْلَةِ فَأَعْدَلُ النَّوْمِ وَأَنْفَعُهُ نَوْمُ نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، وَسُدُسِهِ الْأَخِيرِ، وَهُوَ مِقْدَارُ ثَمَانِي سَاعَاتٍ، وَهَذَا أَعْدَلُ النَّوْمِ عِنْدَ الْأَطِبَّاءِ، وَمَا زَادَ عَلَيْهِ أَوْ نَقَصَ مِنْهُ أَثَّرَ عِنْدَهُمْ فِي الطَّبِيعَةِ انْحِرَافًا بِحَسَبِهِ"[2].
عباد الله، وكما أنَّ كثرةَ النومِ مورِثةٌ للآفات فإنَّ مدافعةَ النوم وهجرَه مورثةٌ لآفاتٍ أخرى عِظام، تؤثِّرُ على الإنسان جسديًّا ونفسيًّا؛ ومن هنا جاءت الآدابُ النبويةُ والسننُ المُحمديّةُ بالإرشاد والتوجيه، حتى يكون مَنامُنا طاعةً ونومُنا عبادةً، والتزامُ هذه السُّننِ سببٌ للأجر، ومُعين.
فأول ذلك: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من التبكير في النوم؛ فعن أبي بَرزةَ رضي الله عنه "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشاءِ والحَدِيثَ بَعْدَها"[3].
ومن الآداب: إطفاءُ النار، وتخْميرُ الإناء، وإغلاقُ الأبواب؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كانَ جُنْحُ اللَّيْلِ- أوْ أمْسَيْتُمْ- فَكُفُّوا صِبْيانَكُمْ؛ فإنَّ الشَّياطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فإذا ذَهَبَ ساعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ، فأغْلِقُوا الأبْوابَ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَفْتَحُ بابًا مُغْلَقًا، وأَوْكُوا قِرَبَكُمْ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، ولو أنْ تَعْرُضُوا عليها شَيئًا، وأَطْفِئُوا مَصابِيحَكُمْ))[4]. ومن السنن: الوضوءُ قبل النوم، والنومُ على الشِّقِّ الأيمن، والدعاءُ قبلَ النومِ؛ فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، فأنْتَ علَى الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ بهِ. قالَ: فَرَدَّدْتُهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، قُلتُ: ورَسولِكَ، قالَ: لَا، ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ"[5].
هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وليِّ المؤمنين، والعاقبةُ للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه في النوم وفي غيره، فمن آداب النوم: نَفْضُ الفراشِ والتسمية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ))[6].
ومن الآداب: أن يُفرَّقَ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَل بينَهم؛ فعن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ))[7].
ومن السنة: وضعُ اليد تحت الخدِّ؛ فعن حذيفة رضي الله عنه قال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يقولُ: ((اللَّهُمَّ باسْمِكَ أمُوتُ وأَحْيا)) وإذا اسْتَيْقَظَ قالَ: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيانا بَعْدَ ما أماتَنا وإلَيْهِ النُّشُورُ))"[8].
ومن السنن: كتابةُ الوصية؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ له شيءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إلَّا ووَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ))[9].
أيها المسلمون، وقد يعرِضُ للمسلم ما يُخيفُه ويُفزِعُه أثناء النوم، فإذا وجدَ ذلك فليستعِذ بالله، وفي الصحيحين: "سَمِعْتُ أبَا سَلَمَةَ يقولُ: لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ((الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ، وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ))"[10].
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد رسول الله، فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليه بها عشْرًا)).
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ فرُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق وليَّ أمرنا، خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وهيِّئ له البِطانة الصالحة، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولَذِكْرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.
[1] عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن، تحقيق اللويحق، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1421هـ- 2000م، ص 259.
[2] محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين بن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م، ج1/ص 456- 457.
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.