تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2016, 07:08 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي طريق الفلاح لمن أراد الإصلاح
انشر علي twitter

طريق الفلاح لمن أراد الإصلاح(1)


ريهام سامح




جلست كثيرًا أفكِّر في واقعنا الحاليِّ، وما تمرُّ به أمَّتُنا من نكبات وأزمات، وتصارُعِ قُوى الخير والشَّر، وجُند الشيطان وجند الرَّحمن؛ مُحاوِلةً تشخيص الحالة؛ لأجد لها مخرجًا.

فوجدتُ أن الأزمة ليست وليدةَ اليوم أو الأمس، بل هي قديمة جدًّا، منذ أن خلق الله آدم، ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 71 - 83].

فقد أقسم إبليس أن يُضِلَّ بني آدم، ويتخذهم جنودًا يحاربون الله، ولكن أرسل الله الرُّسل؛ ليوضحوا الحقَّ ويُظهروه، ويحاربوا الشرَّ ويَدْحضوه، والحرب بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن قائمةٌ إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، ولكنَّها تتزايد كلَّما مرَّت الأيام.

عن الزُّبير بن عديِّ قال: أتينا أنسَ بن مالك - رضي الله عنه - فشكونا إليه ما نلقى من الحَجَّاج، فقال: ((اصبِروا؛ فإنَّه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا الَّذي بعده شرٌّ منه، حتى تلقَوْا ربَّكم))؛ سمعته من نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - رواه البخاري.

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16 - 17].

وفي أيامنا هذه، واقترابِنا من الساعة، زاد الشرُّ واستفحل، وزادت شوكة أهل الباطلِ وأولياء الشيطان؛ ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ [مريم: 83]؛ فإبليس هو رأس الشرِّ وقائدُه، وهو من يوحي لأوليائه، وزاد اتِّصاله بِهم، وغوايته لهم إلى الحد الأقصى هذه الأيام، بل ظهر عبَدة الشَّياطين في بلاد المسلمين، وهم يتصلون به اتِّصالاً مباشرًا، ولا تخفى عليكم الماسونيَّة الصِّهيونية، وتسخيرها للجنِّ وعبادتها للشيطان؛ ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 117 - 120].

الحرب بين إبليس وبني آدم قديمة، والعداوة متأصِّلة منذ أن رفض السجود لأبينا آدم، وأعلن حقَّه في التمرُّد على أوامر الإله، وتكبَّر وتجبَّر، فطُرِد من الجنة، وحلَّت عليه اللعنة، فأقسَم أن يجعل كلَّ بني آدم يعبدونه من دون الله.

أمَّا عن تلبيسه فسأتكلم عمَّا فعله مع أبينا آدم؛ كيف أقسم بالله له أنَّه من الناصحين، وكيف زيَّن له معصية الله، وجعلها مصلحة، حيث زيَّن له الأكل من الشجرة بأنها شجرة الخلد، ومُلك لا يَفنى، وأقسم له أنه من الناصحين؛ ﴿ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 22]؛ أيْ: أظهر الأمر وكأنه مصلحة، وهو في حقيقته وباطنِه العذابُ الأليم، لم يقصد أبونا معصيةَ الله، وإنَّما زيَّن له الشيطانُ الباطلَ، ووضعه في صورة برَّاقة لامعة، تُذهل العقل وتسرق اللُّب، فتهفو إليه النَّفس، ﴿ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [طه: 121 - 122].

وكما أن المشكلة قديمة، فإن حلَّها أيضًا قديم، وليس وليد اللحظة، فالمشكلة هي تلبيس إبليس، واتِّباع النفس الأمَّارة بالسوء، إنَّه التلبيس والتزيين، ﴿ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [طه: 121 - 122].

لقد كانت مشكلة آدم التي زلَّ بسببها، هي عدم الاعتصام بالنَّص، عدم الاعتصام بأمر الله ونَهيِه، فقد نَهاه الله، فما كان ينبغي له أن يعصي ربَّه، حتى لو قال له عقله: إن المصلحة في ذلك، إنَّها حرب الإنسان مع الشيطان، ولن ننجو منها إلا بقوة الاعتصام بربِّ الإنس والجان، وتحقيق العبودية لله والثقة بدين الله.

فهل نثق في الإسلام؟ هل نثق في أنه تشريع ربَّاني معصوم؟ هل نثق في حكمة الله؟ وهل نثق في أن ربَّنا يعلم الماضي والحاضر والمستقبل؟ هل نثق في أن الله مَن خلق الإنسان، ويعلم ما يصلح له وما لا يصلح، ويعلم هذا الكون وما سيجري له؛ فهو صنعته وخَلْقُه؟ هل نعلم أن الله أكمل الإسلام، وجعله آخر الأديان، ورضاه لنا؟ هل نحن متيقِّنون أن الإسلام مُصلح وصالِح لكل زمان ومكان، قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123].

فقوله تعالى: ﴿ فَلَا يَضِلُّ ﴾ لفظ يشمل النجاة من أي نوع من أنواع الضَّلال, وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَشْقَى ﴾ أيضًا لفظ يشمل عدم الشقاءِ في الدُّنيا ولا في الآخرة.

قال ابن عبَّاس: "ضَمِن الله لمن تبع القرآن ألاَّ يَضِلَّ في الدُّنيا، ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا الآية"؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنَّف"، وسنده حسن.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "وعامَّة هذه الضَّلالات إنما تطرق مَن لم يعتصم بالكتاب والسنة, كما كان الزهري يقول: كان علماؤنا يقولون: الاعتصام بالسُّنة هو النجاة".

وقال مالك: "السُّنة كسفينة نوح؛ مَن ركبها نَجا، ومن تخلَّف عنها غرق وهوى".

وقال - رحمه الله -: "والدُّنيا كلها ملعونة، ملعون ما فيها، إلاَّ ما أشرقَتْ عليه شمس الرِّسالة، وأسَّس بنيانه عليها، ولا بقاء لأهل الأرض إلاَّ ما دامت آثار الرُّسل موجودةً فيهم؛ فإذا درسَتْ آثار الرُّسل من الأرض، وانْمحَت بالكُليَّة خرَّب الله العالَم العلويَّ والسُّفلي، وأقام القيامة"، وقال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89].

ونُسِب للشافعي:

كُلُّ العُلُومِ سِوَى القُرْآنِ مَشْغَلَةٌ
إِلاَّ الْحَدِيثَ وَإِلاَّ الفِقْهَ فِي الدِّينِ

العِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا
وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ


وقال شرف الدين ابن أبي الفضل السلمي المرسيُّ:

مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي النَّجَاةِ فَمَا لَهُ
غَيْرُ اتِّبَاعِ الْمُصْطَفَى فِيمَا أَتَى

ذَاكَ السَّبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ وَغَيْرُهُ
سُبُلُ الضَّلاَلَةِ وَالغَوَايَةِ وَالرَّدَى

فَاتْبَعْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنَنَ الَّتِي
صَحَّتْ فَذَاكَ إِذَا اتَّبَعْتَ هُوَ الْهُدَى

وَدَعِ السُّؤَالَ بِكَمْ وَكَيْفَ فَإِنَّهُ
بَابٌ يَجُرُّ ذَوِي البَصِيرَةِ لِلْعَمَى


قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، ﴿ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ﴾ [النحل: 89].

ثم أردف بالأمر حين قال: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [المائدة: 49]، وقال: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57].

وجاء في "تفسير ابن كثير": "قولُه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، هذه أكبَرُ نِعَم الله - عزَّ وجلَّ - على هذه الأمة؛ حيث أكملَ تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيهم - صلوات الله وسلامه عليه - ولهذا جعله الله خاتمَ الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجنِّ، فلا حلال إلا ما أحلَّه، ولا حرام إلا ما حرَّمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكلُّ شيءٍ أخبر به فهو حقٌّ وصدقٌ، لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أيْ: صِدْقًا في الأخبار، وعدْلاً في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمَّت النعمة عليهم; ولهذا قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؛ أيْ: فارضَوْه أنتم لأنفسكم؛ فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبَّه، وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.

قال عليُّ بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاسٍ قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، وهو الإسلام، أخبر الله نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلم - والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمانَ، فلا يحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتَمَّه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدًا"؛ انتهى.

قال ابن القيم: "وهذا لأنَّ الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله، وأنزل به كتبه، ولا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناس من كل طريق، واستفتحوا من كل باب، فالطرُق عليهم مَسْدودة، والأبواب عليهم مُغلَقة، إلا من هذا الطريق الواحد؛ فإنه متصل بالله، موصل إلى الله"؛ "التفسير القيم".

قال ابن القيم: "وتأمَّلْ كيف وصف الدين الذي اختاره لهم بالكمال؛ إيذانًا بأنه لا نقص فيه ولا عيب، ولا خلل، ولا شيء خارجًا عن الحكمة بوجه، بل هو الكامل في حسنه وجلالته"؛ "مفتاح دار السعادة" - (ج 1/ ص 302).

قيل لسلمان: قد علَّمكم نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - كل شيء، حتى الخراءة؟ فقال سلمان: "أجَل"؛ "صحيح مسلم": 262.

فالاعتصام بالكتاب والسُّنة هما الأمان عند الفِتنة، هذه وصيَّة نبيِّكم، فلا تنسوها؛ عن العِرباض بن سارية: صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعَظَنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلَتْ منها القلوب، فقال قائلٌ: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسَّمع والطاعة، وإنْ عبدًا حبشيًّا؛ فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء المهديِّين الراشدين، تَمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإياكم ومُحْدَثات الأمور؛ فإن كلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))؛ "صحيح أبي داود": 4607.

فيا من تريد النَّجاة والشرب من الحوض، تدبَّر قول نبيك: ((خلفت فيكم شيئين لن تضِلُّوا بعدهما: كتاب الله وسُنَّتي، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض))؛ "صحيح الجامع": 3232.

ولكن هل يمكن أن تكون المصلحة في مُخالفة الكتاب والسُّنة؟ وماذا نفعل إذا رأينا أن مصلحة أمَّتِنا الإسلامية في مُخالفة الكتاب والسُّنة؟ هل نُخالفهما ونطيع عقولنا؟ أم ننفِّذ أمر الله ورسوله؟

جاء في صلح الحديبية: ((هذا ما صالح عليه محمَّدُ بن عبدالله سهيلَ بن عمرٍو؛ اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشرَ سنين، يأمن فيهن الناس، ويكفُّ بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمدًا من قريش بغير إذْنِ وليِّه ردَّه عليهم، ومن جاء قريشًا ممن مع محمد لم يردُّوه عليه، وأن بيننا عَيْبةً مكفوفة، وأنَّه لا إسلالَ ولا إغلال، وأنه من أحبَّ أن يدخل في عَقْد محمَّد وعهده دخل فيه، ومن أحبَّ أن يدخل في عقد قريش وعهدِهم دخل فيه))!

أليس في هذا ظُلْم بيِّن؟ كيف يردُّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أسلم إلى الكفَّار، ولا يرد الكفار من كفر إلى النبِي؟ وكيف يسلِّم المسلمين؟ كيف يتخلى عنهم؟ هل هذا يُعقل؟ بعد الصُّلح وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكرٍ، فقال: "يا أبا بكر، أليس برسول الله؟" قال: "بلى"، قال: "أوَلسْنا بالمسلمين؟" قال: "بلى"، قال: "أوَليسوا بالمشركين؟" قال: "بلى"، قال: "فعلام نُعطي الدنِيَّة في ديننا؟" قال أبو بكر: "يا عمر، الزم غرزه؛ فإني أشهد أنه رسول الله"، قال عمر: "وأنا أشهد أنه رسول الله"، ثم أتى رسول الله، فقال: "يا رسول الله، ألست برسول الله؟" قال: ((بلى))، قال: "أولسنا بالمسلمين؟" قال: ((بلى))، قال: "أوليسوا بالمشركين؟" قال: ((بلى))؛ قال: "فعلام نعطي الدنيَّة في ديننا؟" قال: ((أنا عبد الله ورسولُه، لن أخالف أمره، ولن يضيعني))؛ "صحيح مسلم"، (3/ 1411) (1785).

فهل أدت طاعة الله ورسوله للدنية؟ هل جلبت الذُّل للأمة؟ أم جاءت بالنصر وفتح مكة؟
قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾ [طه: 123 - 125].

فإن ترَكْنا النُّصوص وحكَّمنا العقول، فما فائدة النُّصوص إذًا؟ وما فائدة إرسال الرسل، وإنزال الكتب؟ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].

لذلك أجمع العلماء على أنَّه لا اجتهاد مع النصِّ، وأجمعوا على أن كلَّ مصلحةٍ تُعارض كتاب الله وسُنَّة رسولِه فهي مصلحة مُلْغاة، لا اعتبار لها؛ لأنَّ العقل مهما قَوِي وصحَّ فهو عاجز، ولأن تلبيس إبليس لا ينجو منه بشَر، ولأن مَن وضع هذا التشريع هو مَن يعلم الماضِيَ والحاضر والمستقبل، وما سيحدث في زمن الطاقة النوويَّة، وقد كمَّل الدِّين، وارتضاه لنا ربُّ العالمين إلى يوم الدِّين، وفي فتح المَجال للاجتهاد في مقابل النصِّ القطعي تبديلٌ للشرع المتين؛ فقد ثبت الدِّين بِرُخصه وعزائمه، وتبَرَّأ العلماء من كلِّ رأيٍ لَهم خالف الكتاب والسُّنة، وأمرونا بأن نضرب به عرض الحائط.

قال الشاطبِيُّ - رحمه الله -: "فالإنسان - وإنْ زعم في الأمر أنَّه أدركه، وقتَلَه عِلمًا - لا يأتي عليه زمانٌ إلاَّ وقد عقل فيه ما لم يكن عقل، وأدرك مِن علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك، كلُّ أحدٍ يُشاهد ذلك من نفسه عيانًا.."؛ "الاعتصام" (2/ 322).

وقال كذلك - رحمه الله -: "العقل لا يُجعل حاكمًا بإطلاقٍ وقد ثبت عليه حاكمٌ بإطلاق، وهو الشَّرع، بل الواجب أن يُقدَّم ما حقُّه التقديم - وهو الشرع - ويُؤَخر ما حقُّه التأخير - وهو نظر العقل - لأنه لا يصحُّ تقديم الناقص حاكمًا على الكامل؛ لأنه خلافُ المعقول والمنقول"؛ "الاعتصام" (2/ 326).

قال العلاَّمة ابن أبي الأصبع - رحمه الله -:

وَالاجْتِهَادُ إِنَّمَا يَكُونُ
فِي كُلِّ مَا دَلِيلُهُ مَظْنُونُ

أَمَّا الَّذِي فِيهِ الدَّلِيلُ القَاطِعُ
فَهْوُ كَمَا جَاءَ وَلاَ مُنَازِعُ


قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "طريق النَّجاة من العذاب الأليم، والسعادة في دار النَّعيم، والطريق إلى ذلك الرِّواية والنَّقل؛ إذْ لا يَكفي من ذلك مجرَّدُ العقل، بل كما أن نور العين لا يَرى إلا مع ظهور نورٍ قدَّامه، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلاَّ إذا طلعت عليه شمس الرِّسالة"؛ "الفتاوى" (1/ 6).

قال ابن القيِّم: "إن الله سبحانه قد تمم الدين بنبيه وأكمله به ولم يحوجه ولا أمته بعده إلى عقل ولا نقل سواه ولا رأي ولا منام ولا كشوف.. ولهذا أنكر على من لم يكتف بالوحي عن غيره فقال: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت: 51]"؛ "الصواعق المرسلة" - (ج 3/ ص 826).

العِلْمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ
قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ بِالتَّمْوِيهِ

مَا العِلْمُ نَصْبَكَ لِلْخِلاَفِ سَفَاهَةً
بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ


قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في كلام له جامع: "ولا يجوز لأحدٍ أن يَعْدِل عمَّا جاء في الكتاب والسُّنة واتَّفق عليه سلَفُ الأمة وأئمتها، إلى ما أحدثه بعضُ الناس مما قد يتضمَّن خلاف ذلك، أو يوقِع الناس في خلاف ذلك، وليس لأحد أن يضع للناس عقيدةً ولا عبادة مِن عنده، بل عليه أن يتَّبِع ولا يبتدع، ويَقتدي ولا يَبتَدي..."؛ "مجموع الفتاوى" - (ج 11/ ص 490).

فالشرع هو القاضي، والعقل شاهدٌ، ولا يمكن أن يطرد الشاهدُ القاضي.

قال ابن القيِّم في نونيته:

يَا مَنْ يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَوْمَ الْحِسَا
بِ مِنَ الْجَحِيمِ وَمَوْقِدِ النِّيرَانِ

اتْبَعْ رَسُولَ اللهِ فِي الأَقْوَالِ وَالْ
أَعْمَالِ لاَ تَخْرُجْ عَنِ القُرْآنِ

وَخُذِ الصَّحِيحَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا لِعِقْ
دِ الدِّينِ وَالإِيمَانِ وَاسِطَتَانِ

وَاقْرَأْهُمَا بَعْدَ التَّجَرُّدِ مِنْ هَوًى
وَتَعَصُّبٍ وَحَمِيَّةِ الشَّيْطَانِ

وَاجْعَلْهُمَا حَكَمًا وَلاَ تَحْكُمْ عَلَى
مَا فِيهِمَا أَصْلاً بِقَوْلِ فُلاَنِ

وَانْصُرْ مَقَالَتَهُ كَنَصْرِكَ لِلَّذِي
قَلَّدْتَهُ مِنْ غَيْرِ مَا بُرْهَانِ

قَدِّرْ رَسُولَ اللهِ عِنْدَكَ وَحْدَهُ
وَالقَوْلُ مِنْهُ إِلَيْكَ ذُو تِبْيَانِ

مَاذَا تَرَى فَرْضًا عَلَيْكَ مُعَيَّنًا
إِنْ كُنْتَ ذَا عَقْلٍ وَذَا إِيمَانِ

عَرْضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أَقْوَالِهِ
أَوْ عَكْسَ ذَاكَ فَذَانِكَ الأَمْرَانِ

هِيَ مَفْرِقُ الطُّرُقَاتِ بَيْنَ طَرِيقِنَا
وَطَرِيقِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالعُدْوَانِ

قَدِّرْ مَقَالاَتِ العِبَادِ جَمِيعِهِمْ
عَدَمًا وَرَاجِعْ مَطْلِعَ الإِيمَانِ

فَالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُ
حَقٌّ وَفَهْمُ الْحَقِّ مِنْهُ دَانِي

وَرَسُولُهُ قَدْ أَوْضَحَ الْحَقَّ الْمُبِي
نَ بِغَايَةِ الإِيضَاحِ وَالتِّبْيَانِ

مَا ثَمَّ أَوْضَحُ مِنْ عِبَارَتِهِ فَلاَ
يَحْتَاجُ سَامِعُهَا إِلَى تِبْيَانِ

وَالنُّصْحُ مِنْهُ فَوْقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ
وَالعِلْمُ مَأْخُوذٌ عَنِ الرَّحْمَنِ

فَلِأَيِّ شَيْءٍ يَعْدِلُ البَاغِي الْهُدَى
عَنْ قَوْلِهِ لَوْلاَ عَمَى الْخِذْلاَنِ

فَالنَّقْلُ عَنْهُ مُصَدَّقٌ وَالقَوْلُ مِنْ
ذِي عِصْمَةٍ مَا عِنْدَنَا قَوْلاَنِ

وَالعَكْسُ عِنْدَ سِوَاهُ فِي الأَمْرَيْنِ يَا
مَنْ يَهْتَدِي هَلْ يَسْتَوِي النَّقْلاَنِ

تَاللهِ قَدْ لاَحَ الصَّبَاحُ لِمَنْ لَهُ
عَيْنَانِ نَحْوَ الفَجْرِ نَاظِرَتَانِ


قال مَن لا ينطق عن الهوى: ((فمَن رغب عن سُنَّتي فليس منِّي))؛ رواه البخاريُّ عن أنس بن مالك.

وقال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ))؛ رواه مسلمٌ عن عائشة.

وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))؛ رواه مسلمٌ عن عائشة.

وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 21].

وحكى ابن العربي عن الزُّبير بن بكار، قال: "سمعت مالكَ بن أنس، وأتاه رجلٌ، فقال: يا أبا عبدالله! من أين أُحرم؟ قال: مِن ذي الحليفة، من حيث أحرم رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: إني أريد أن أُحْرِم من المسجد، فقال: لا تفعل، قال: فإنِّي أريد أن أحرم من المسجد من عند القَبْر، قال: لا تفعل; فإنِّي أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنةٍ هذه؟! إنما هي أميال أزيدُها، قال: وأي فتنة أعظمُ مِن أن ترى أنَّك سَبقْتَ إلى فضيلةٍ قصر عنها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟! إنِّي سمعتُ الله يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

جاء في تفسير الطبري: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ قال: يُطْبَع على قلبه، فلا يأمن أن يظهر الكفر بلسانه، فتضرب عنقُه!

﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 43].

جاء في "تفسير الطبري": "قال أبو جعفر: يعني - تعالى ذِكْرُه -: وكيف يحكِّمُك هؤلاء اليهودُ، يا محمد، بينهم، فيَرضون بك حكمًا بينهم ﴿ وعندهم التوراة ﴾، التي أنزلتُها على موسى، التي يقِرُّون بها أنَّها حق، وأنها كتابي الذي أنزلته إلى نبيِّي، وأن ما فيه من حكم فمن حكمي، يعلمون ذلك لا يتناكَرُونه، ولا يتدافعونه، ويعلمون أنَّ حُكمي فيها على الزَّاني المحصن الرَّجم، وهم مع علمهم بذلك ﴿ يتولَّون ﴾، يقول: يتركون الحكم به، بعد العلم بِحُكمي فيه؛ جراءةً عليَّ، وعصيانًا لي".

فالخلاص يكون بالاعتصام بالكتاب والسُّنة، وعدم معارضتهما ومُخالفتهما برأيٍ، ولا يَستطيع المرء ذلك إلاَّ إذا اعتصَم بالله، وتبَرَّأ من الحول والقوة، وتطهَّر من الهوى، وأخلص دينه لله، وسلَّم قلبه للشارع، فيكون استسلامه لله ورسوله ودينِه كاستسلام المَيت بين يدي المغسِّل، حتى ينجِّيه الله من تسويل الشيطان، والنَّفس الأمَّارة.

﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99]، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101].

قال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/ 462): "وأمَّا الاعتصام به فهو التوكُّل عليه، والامتناع به، والاحتِماء به، وسؤاله أن يحمي العبد ويمنعَه ويعصِمَه، ويدفع عنه... فيدفع عن عبده المؤمن إذا اعتصم به كلَّ سببٍ يُفضِي به إلى العَطَب، ويحميه منه، فيدفع عنه الشُّبهات والشهوات، وكيد عدوِّه الظاهر والباطن، وشرَّ نفْسِه، ويدفع عنه موجِبَ أسباب الشرِّ بعد انعقادها بحسب قوَّة الاعتصام به وتمكُّنه... فيدفع عنه قدره بقدره، وإرادتَه بإرادته، ويعيذه به منه".

وللحديث بقيَّة - إن شاء الله.








__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 11:17 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303