هل جُنَّ زوجي بطلبه هذا؟!
أ. أريج الطباع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي مِن فترةٍ لاحظتُ عليه أنه يريد الزواج الثاني، فدخلتُ على بريده، ووجدتُه يبحث أكثر مِن مرة عن امرأة أخرى للزواج، لكن الأمر زاد عن حدِّه؛ إذ طلب منِّي ممارسة الشذوذ مع صديقة أمامه، كنتُ أحسبه يمزح، ولكن هو فعلًا يتكلم بصدق!
حاولتُ أن أكون صديقة له، فوجدتُه يطلب مني أشياء غريبة، ومبرراته أنه يريد أن يثبتَ رجولته، وقوته!
أشعر أن زوجي جُنَّ، علمًا بأنه في سن الأربعين، ولا أعرف كيف أتصرف، أشعر أن تفكيري قد شُلّ.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أعانكِ اللهُ، فالمشكلاتُ الحسيَّة مِن أصعب المشكلات وأشدها مرارةً!
نعم لدى زوجكِ مُشكلة بالتأكيد، وظهورُها على هذه الصورة المفاجئة في سنِّ الأربعين قد يكون له ارتباطٌ بتغيُّر كيميائيٍّ في الدماغ، وقد يصاحب ذلك مرضًا آخر يستحق المتابَعة!
عادة الاضطراباتُ الجنسيَّة لها ارتباطٌ كبيرٌ بالنشأة، وما اعتاد عليه الشابُّ أو الفتاة، فالجنس يتعلق بالدِّماغ، وتنشط مناطق الإثارة بالتعوُّد؛ لذلك يخشى كثيرًا من العادات السلبيَّة التي ترتبط بالجنس؛ كالعادة السرية، وما يرتبط بها مِن تخيُّلات، أو المشاهد الإباحية، وما يُرافقها من خَللٍ سلوكي، أو حتى الروايات والقصص التي تبني الجنس بصورةٍ خاطئة، فتربط الإثارة بالدماغ بصورة خاطئة! لكن ما حصل مع زوجكِ لا يبدو نتيجة لكلِّ ذلك؛ كونه ظهر فجأةً، ولم يكن سابقًا، إلَّا في حالة واحدة أنه كان كذلك منذ زواجكما، لكنَّه استطاع أن يخفيَه عنكِ ولَم تنتبهي له!
مشكلتُه الآن أن لديه أفكارًا غير منطقيَّة وغير عقلانيَّة ترتبط برجولتِهِ وشُعورِه بها.
نحتاج أن نفهمَ السبب الذي يدفعه لذلك، وكونه يُصادقكِ الآن فلو تَمَكَّنْتِ مِن إقناعِه باستشارة طبيبٍ نفسي، وأشعرته أن ذلك ليس عيبًا، بل قد يعينه كثيرًا، فربما يوافق على ذلك.
أيضًا من المهمِّ أن تكوني حازمةً معه تمامًا، وألا توافقيه على أفكاره هذه، وقد أخطأتِ حينما سايرتِه بدايةً بهدف استدراجِه، فمُشكلة هذه الأفكار أن مُسايرتها تزيدها قوة، فاحذري من ذلك.
اتَّفقي معه على خطةٍ تتجاوزان بها الأمر بعكسه، ومقابل ذلك تساعدينه لاستعادة فطرته السليمة التي كبَتَها، واشتَرطِي عليه ألا يفكِّر بهذه الطريقة، وإلا لنْ تتمكني من المتابعة معه، عوضيه بالمقابل، وأشْعريه برُجولته قدْرَ استطاعتكِ، وتحاوري معه كثيرًا لتَتَمَكَّني مِن مساعدته على التغلُّب على هذه الأفكار غير المنطقية التي تسيطر عليه!
أكْثِري من الدعاء أن يلهمكِ الله الحكمة والسداد في تعاملكِ معه.