زوجتي لم تتوقع الطلاق
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجل متزوج مِن امرأةٍ كانت تطلُب الطلاق بصورة مستمرة، وعندما طلَّقَها ندمتْ على طلبها للطلاق، وقالت: ما كنتُ أتوقع أن تُطلقني، والآن يريد إرجاعها لكنها ترفض.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ مُتزوج منذ 11 عامًا، ولديَّ أولادٌ، كانتْ زوجتي تَطلُب الطلاق بدون مُبَرِّرات، ومِن العجَب أنها كثيرًا ما كانتْ تَطلبُه بعد المعاشَرة، لشعورها بالكره بعده!
أخبرتُ أهلها بالأمر فنصحوني بالصبر عليها، مع أني أُعاملُها بما يُرضي الله تعالى، ولا أُقصِّر معها في شيءٍ، وتحاورتُ معها كثيرًا فأخبَرَتْني أنها لن تستطيعَ أن تكونَ زوجةً، وتخاف مِن أن تظلمني، وترى أن الطلاق ربما يُشعرها بقيمتها!!
طلَّقتُها مِن كثرة طلَبِها للطلاق، وبعد الطلاق حاولتُ إرجاعها، لكنها لا تريد الرجوع؛ بحجة أنها ما كانتْ تتوقع أني أُطلقها، وتخاف أن ترجع وتعود الأمور كما كانتْ!
كلَّمتُها كثيرًا، مع أن بيننا حبًّا، لكنها تخاف مِن الرجوع، وأنا أُفكِّر في الزواج وأعزم عليه، لكنني أتراجَع.
لا أعرف كيف أقنعها بالرجوع للحياة الزوجية، علمًا بأن جميع الأقارب حاولوا معها، وهي لا تريد الزواج مِن الأساس!
أخبروني ماذا أفعل؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
يبدو الأمر غريبًا بشأن زوجتك؛ فهي قبلَ الطلاق تشكو مِن إهمالك، وبعد الطلاق تشكو مِن عدم حبك!
لذلك لا بد مِن البحث عن السببِ الحقيقيِّ الذي يمنعها مِن العودة إليك كزوجة، رغم وجود ما يدفعها لذلك مِن محبةٍ بينكما ووجود الأطفال كذلك.
أشرتَ إلى مسألة هامة في عرض كلامك، وهي أنها تُصاب بنوبة كراهية عقِب المعاشَرة الزوجية؛ فإذا كان الأمرُ كذلك فلعلها تعاني مِن عقدة المُعاشَرة الزوجية، وقد يكون لهذا الأمر تَداعياته السلبية على حياتكما الزوجية قبل الطلاق بعدم رغبتها في المعاشَرة، وبعد الطلاق بعدم الرغبة في الرُّجوع إلى الحياة الزوجية خوفًا مِن عُقدة المعاشَرة الزوجية.
نرجو أن تهتمَّ بهذا الأمر؛ فبعضُ الزوجاتِ يكون عندهنَّ حالة نفسية مُعينة اكتسبتْها كخبرةٍ خاطئة في صِغَرها، كأن تكون سمعتْ أشياء مرعبةً عن قضية المعاشَرة الزوجية، فصارتْ عندها عقدة نفسية تستحضرها مع كل معاشَرة زوجية.
هذا الأمرُ يحتاج إلى رعايةِ مختصة نفسية لدراسة الحالة، ويمكن أن تقترحَ على أُمِّ أولادك هذا الاقتراح.
إضافةً إلى ما سبق فيُمكن أن تُواصِل جهودك في إقناعها بتوسيط مَزيد مِن الأقارب المؤثرين عليها، كما يمكن أن تلجأَ للتذكير بالورقة العاطفيَّة للأبناء، وأنهم بحاجةٍ لرعاية أمِّهم وأبيهم معًا حتى يَنشؤوا أبناء أسوياء بعيدًا عن الانحرافاتِ النفسية والسُّلوكية.
نسأل الله تعالى أن يهديَ قلب زوجتك، وأن يُعيدَها إلى رحاب أسرتكم وأبنائكم
والله الموفق