... مازال شبح فشل صفقة رجل الأعمال نجيب ساويرس لشراء شركة «سى آى كابيتال» يهدد البورصة بمزيد من الضعف والتراجع خلال الأيام المقبلة، خصوصا أن سهم البنك التجارى الدولى المال لشركة سى آى كابيتال هو صاحب أكبر وزن نسبى فى السوق، وبالتالى يتحكم فى أداء مؤشر البورصة بشكل كبير. استمرار تعثر الصفقة خلق حالة من الخوف لدى المستثمرين، خصوصا الأجانب منهم وجانب كبير من المصريين، من تأثير ذلك على أداء السوق وبالتالى تعرضهم لخسائر، ولذلك بدأ عدد كبير من المستثمرين فى الامتناع عن الاستثمار فى السوق حاليا حتى تنتهى الأزمة، إما بإتمام الصفقة أو إلغائها. الواقع يؤكد أن الصفقة من المحتمل أن تؤجل أكثر من مرة خصوصا مع إصرار الرقابة المالية على تصحيح المخالفات التى نسبتها لأوراسكوم أولا، ومن جانب آخر إصرار ساويرس وشركة بلتون التى قدم عرض الشراء من خلالها على تنفيذ الصفقة، رغم كل العوائق التى وصفها بأنها غير مبررة وأن موقفه سليم قانونا، بالإضافة إلى موافقة البنك التجارى الدولى على إتمام الصفقة، وحرصه على تنفيذها وتزليل العقبات أمامها. ومؤخرا قال محمود عطا الله الرئيس التنفيذى لبنك الاستثمار سى آى كابيتال، إن البنك التجارى الدولى وافق على تمديد أجل عرض بلتون المالية التابعة للملياردير المصرى نجيب ساويرس، لشراء وحدته الاستثمارية حتى 12 مايو، وذلك للمرة الثالثة على التوالى. وكان رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية شريف سامى قال فى تصريحات لرويترز فى وقت سابق هذا الشهر، إن الهيئة أجلت الموافقة على الصفقة لأسباب من بينها تسوية طعن قضائى تقدم به عدد من مساهمى سى.آى كابيتال الرافضين لبيع حصصهم. كما تأجلت موافقة الرقابة المالية لحين إزالة مخالفة بشأن تعهدات قدمت للهيئة من المساهم المسيطر على بلتون، وهو ساويرس عند تقسيم أوراسكوم تليكوم إلى أوراسكوم للاتصالات وجلوبال تليكوم. وألغت محكمة النقض الخميس الماضى حكما سابقا كان يلزم البنك التجارى الدولى بتقديم عرض شراء إجبارى لأسهم المودعين فى سى. آى كابيتال. والحكم القضائى الجديد حكم بات وغير قابل للطعن عليه، وبالتالى استوفى البنك شرط الرقابة المالية لتنفيذ الصفقة. لكن ساويرس قال فى بيان صحفى عبر شركة أوراسكوم للاتصالات «لا توجد أى مخالفة حتى يمكن الإفصاح عنها أو تصحيحها». وكان أول من أشار إلى وجود تعثر فى الصفقة هو ساويرس عندما نشر مقالا فى إحدى الصحف المصرية المحلية فى مارس يقول فيها. إن الصفقة تعثرت بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومى. وانتقد الحكومة لتدخلها فى الأنشطة التجارية قائلا: إن ذلك سيؤدى إلى هروب المستثمرين. وأثارت صفقة استحواذ شركة بلتون ورجل الأعمال نجيب ساويرس على أسهم شركة سى آى كابيتال المملوكة للبنك التجارى الدولى حالة من اللغط فى سوق المال، خصوصا فى ظل ما اعتبره نجيب ساويرس محاولة الدولة «ممثلة فى البنك الأهلى المصرى» فى عرقلة الصفقة، عندما تقدم بعرض منافس لساويرس ثم انسحب منه. بالإضافة لبعض الإجراءات التى اتخذها البنك المركزى اعتبرها ساويرس تستهدف تعطيل الصفقة، ثم تم تتويج ذلك بقيام الهيئة العامة للرقابة المالية بتأجيل البت فى مصير الصفقة لحين تصحيح بعض المخالفات. وقال محمد صالح المحلل المالى: إن الوضع فى صفقة الاستحواذ على شركة سى آى كابيتال التابعة للبنك التجارى الدولى يحتاج إلى نظرة أكثر عمقا بالنسبة لعمليات تحول فى دور صناديق الاستثمار داخل السوق المصرى ومنطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن الصفقة الحالية تحتاج إلى وضع منهج يختلف لتقييم مثل هذه الصفقات وأثرها على المناخ الاقتصادى فى مصر، مشيرا إلى أن الأوضاع الحالية تستدعى وجود أفكار خارج الصندوق لعمليات التقييم بصورة تؤدى فى النهاية إلى إتمام هذه الصفقات بصورة أكثر شفافية، مما هى عليه فى الأسواق العامة، موضحا أن الصفقة الحالية لن تفشل وهناك ثلاثة سيناريوهات لها خلال الفترة المقبلة. السيناريو الأول: هو التزام أطراف الصفقة الحالية بتنفيذ ملاحظات الهيئة العامة للرقابة المالية ومعالجة المشكلات الحالية فى تلك الصفقة، مما تؤدى فى النهاية إلى تنفيذها بصورة أكثر سهولة. السيناريو الثانى: هو تمسك الأفراد بموقفهم مما سيؤدى إلى تعطيل تنفيذ هذه الصفقة، مما قد يلزم مد الفترة الزمنية الخاصة بعملية التنفيذ. أما السيناريو الثالث وهو الأكثر مناسبة الآن، فهو أن تقوم شركة أوراسكوم بالتصالح مع الهيئة فيما نسب إليها من مخالفات. وأكد صالح أن مثل هذه الصفقات تؤدى فى النهاية إلى تكوين كيانات استثمارية قوية، وتسهم فى النهاية فى رفع درجة القدرات الاستثمارية فى السوق المصرى.
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation