ليالي "الإنبوكس" الحمراء!
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
بات الحب فوق الشبكة العنكبوتية فرض عين على كل مواطن فيسبوكاوي أصيل، الكبير قبل الصغير، ولما لا؟.. "وكله ببلاش".
سوف أصطحبك عزيزي القارئ في رحلة قصيرة إلى العالم الافتراضي بدءًا من "هاي" على "الإنبوكس" أو ما يسميه العامة برسائل الخاص، وصولا إلى البلوك المحتوم.
فتحت "جاسمين" هاتفها المحمول ذات صباح فوجدت عليه العشرات من طلبات الصداقة، ثم غدت تنقح وتنتقي ما يروق لها للموافقة على القبول، على الجانب الآخر، سارع الحاج مارك وشركاه إلى لفت نظر "البيه الرومانسي" إلى قبول الطلب، فيبادر دونما تريث، إلى البحث عن أجمد باقة ورد إلكترونية، ثم يهرول إلى القاعة الإنبوكسية ويرفعها مع عبارة "أشكرك جدًا على الموافقة وأتمنى أن نتواصل".. إلى هنا ليس على المستخدم حرج!.
ولكن يظل يتابع الصديقة الجديدة حتى يتمكن من إعداد ملف جيد باهتماماتها وتوجهاتها ونفسيتها وخلافه، ويا حبذا لو التقط بوادر من الرشح الرومانسي الناضح على سطح حائطها، فيتسلل إلى الخاص بواحدة من ثلاث "هاي" أو "مساء الخير" أو صورة إلكترونية أخرى تحمل شموعًا أو زهورًا أو عصافير كناريا، وفي غمار الزحام الفيسبوكاوي الذي أصبح أكثر ضجيجًا من مثيله الحياتي - رغمًا عن أن بداية الفكرة كانت الخلود إلى الفيس بوك هروبًا من سجن الواقع- ولكن مع الزمن تحول الفيس بوك إلى الأكثر رتابة ومللًا، وربما يتسبب في سجن العديد من الشباب الأهوج ممن يعانون من الفوبيا الثورية.
ما علينا دع السجن للسجان، فما من الفريسة أقصد "جاسمين" إلا أن تتجاهل هذا النزق الهائل من المشاعر "الإلكتروقلبية" إلا أن تلك الحشود الغفيرة لا تكل ولا تمل كل يوم صبح وليل يرسلون السلامات والتحيات كل على شاكلته، وفي ذات مساء زارها الحزن في محفل صدرها، وباتت تكتب الكثير من العبارات الدامية من فرط الألم، فتسلل "البيه الرومانسي" إلى الإنبوكس وبات يداعبها ويناجيها، إلى أن رضخت لتلك المراودة وبدأت العبارات المتبادلة ممزوجة بتعبيرات ضاحكة ينتابها الخجل، وأحيانا قلوب.
ومن هنا يشعر المأسوف على موبايله، بأنه قد حصل على "الجرين كارد" وفي انتظار الحصول على الهوية من الموطن الافتراضي لتلك الأنثى، ولزوم "الحمشنة" يدلو بدلوه الذكوري المتعجرف "مين فلان إللي معلق عندك" و"لماذا ضحكت مع علان أو علقت عنده؟"، وفي أحوال أخرى يفرض سطوته النوعية على صورتها الشخصية، فيطلب منها تغييرها على اعتبار أن الغيرة تلهب نخوته في م***.
وفجأة يصبح من حقه أن يضغط على زر الاتصال أعلى صفحة الإنبوكس، وربما بعد منتصف الليل، وحين تنهره قائلة " كيف تتصل بي في هذا الوقت؟!"، أو "من سمح لك بأن تحادثني هاتفيًا؟!" فيرد بتبجح قائلا: "أصل أنا شوفتك أون لاين يعني صاحية.. وبعدين أنا نفسي أسمع صوتك!".
وهنا أصيبت "جاسمين" بشلل رعاش من فجاجة الموقف، والحقيقة تستاهل؛ لأنها شاركت على الأقل بالصمت حتى لو كانت نفسيتها زيرو، أو احتياجها للبوح من فرط الضغوط؛ كمطلب إنساني في زمن لا إنساني، إنما الكارثة الأكثر فحشًا، أن يصبح الذكور *****وو الرجولة والنخوة، فيلقون بأنفسهم على سبيل "التلزيق" بشكل مهين، ويحصلون على حقوق افتراضية من وحي غرائزهم العنترية.
فيا معشر الافتراضيين: "كفوا عن هذا الهراء الذي شوه كل معاني الاتصال والتواصل، واحتفظوا لأنفسكم بمكانة على مقعد الرجال النخويين".
وأخيرًا بطلوا استرخاص فليست كل "جاسمين" يروقها اللون الأحمر!.