أحبُّ شخصًا لا يَعتبرني سوى صديقة حميمة!
أ. شريفة السديري
السؤال
أنا فتاةٌ لم أَعرِفِ الحبَّ في حياتي، وعندما عرفتُه كان هو الشخصَ الوحيد الذي أعرفه، كان لديَّ زملاء شباب في الجامعة، ولكن لم أنظر في حياتي لأحد منهم، عندما تعرفتُ عليه لم أكُن أنوي علاقةَ الحب، ولكنه سيطر عليَّ وتملَّكني بسحرِه، وبقيتُ أحبُّه لمدة عام وأربعة أشهر، وبعدَها اعترف لي بحبِّه وأنَّه لا يستطيع العيشَ بعيدًا عني، ولكنه لا يستطيع الزواجَ مني، مع أنه اعترَف بكلِّ صِفاتي الحَسنة وكلِّ ما فعلتُه مِن أجله.
ولكن المشكلة: أنَّنا نمارس الجنسَ معًا، وهو يَراها مشكلةً؛ لا أعرف لماذا؟! وكلَّما حاولتُ الابتعادَ عنه يرجوني ألاَّ أتركَه؛ لأنَّه يحبني كثيرًا، ولكن كصديقةٍ حميمة، فهو يَحكي لي كل أسرارِه ومشاكله، وأنا معه على دوامِ اللَّيل والنهار ولساعاتٍ طويلةٍ؛ ندرس معًا، ونأكًل معًا، ونرَى أصدقاءَنا معًا، ولكن لا أستطيع أن أفهمَه، فهو لا يُريد الزواج مني، وفي نفس الوقت لا يستطيع التخلِّي عني؛ فماذا أفعل؟!
آسفة على الإطالة، وأرجو الإفادة
الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي:
استشارتك أصابتني بحَيرةٍ لا مثيلَ لها!
فهُويتُكِ وبياناتُكِ كلُّها تدلُّ على أنكِ مِن بلدٍ عربي مسلِم محافِظ، مهما كانتْ علاقة الشابِّ بالفتاة قويَّة، تبقَى ممارسةُ الجنس خطًّا أحمرَ لا يتعدَّونه ما استطاعوا!
لكنَّكِ تقولين: إنك مستغرِبة ومستعجِبة؛ لماذا يرَى ممارستكِ للجنس معه مُشكلة!!
عزيزتي، أعتذِر مسبقًا؛ لأنَّني قد أقْسو عليكِ في كَلامي، ولكنَّني لن أقْسو إلاَّ لمصلحتك؛ فأنتِ استشرتِنا، والمستشار عليه أن يَكون أمينًا وواضحًا.
أنتِ لم تَذكُري لي تفاصيلَ تعرُّفك وعلاقتك بهذا الشابِّ، ولا يَهمُّني كثيرًا معرفتها، لكن ما أراه واضحًا كوضوحِ الشمس في كبدِ السماء هو أنَّ هذا الشابَّ استغلَّكِ، وما زال يستغلُّكِ، فهو لا يَعتبرُكِ إلا مصدرًا للتسلية والمتعة، وإشباع رَغَباته وحاجاته، بدون أن يُلقِي بالاً لحبِّكِ واهتمامكِ به، وإلا لِمَ يرفضُ الزواج منكِ إنْ كان يحبُّكِ؟!
وإنْ كان فِعلاً يُحبُّكِ؛ فكيف يرضى أن يُمارِسَ معكِ الجنس وهو يَعلم تمامًا تبعاتِه الاجتماعيَّةَ عليكِ أنتِ بالذات، فهو بالتأكيدِ لن يعرفَ عنه أحدٌ، ولن يحاسبَه أحد!
هذا ليس حبًّا، هذا استغلالٌ ووضاعةٌ، وانعدام خُلُق ودِين.
عزيزتي، هلْ هو مُخطِئٌ في حقِّكِ مائةً في المائة؟
بالتأكيد لا؛ فالخطأُ الأكبر يقَع على عاتقِكِ أنتِ؛ فأنتِ التي سَمحتِ له بتعدِّي حدوده، وأنتِ التي سَمحتِ له بممارسةِ الجِنس معكِ مَرَّاتٍ ومرَّات، ولم تشعري ولو للحظةٍ أنَّه أمرٌ محرَّم دينيًّا واجتماعيًّا!
اسمحي لي أنْ أسألكِ سؤالاً وأتمنَّى أنْ ترسلي لي إجابتَه، فربَّما استطعتُ بعدَها أن أُجيبَكِ بتفصيلٍ أكبرَ وأدقَّ مِن هذه المرة:
"لماذا لا تَرين أيَّ مشكلةٍ في ممارستكما للجِنس؟ هلْ أَنتِ مِن مجتمعٍ منفتحٍ جدًّا للدرجة التي تجعل الأمرَ لا يُشكِّل أيَّ مشكلة لدَيكِ؟!"
أنتظر إجابتك عن سُؤالي.
ولكنَّني أقول لكِ: إنَّ هذا الأمر "زِنا" وهو مُحرَّمٌ، وشرعًا يجب أن يُقامَ الحدُّ على الزانية والزاني، أمَّا في المجتمع فمَن تَزني تتعرَّض لأشدِّ أنواع العقوبات النفسيَّة والجسديَّة مِن قِبل أفراد عائلتها وأُسرتها.
عزيزتي، إنْ كنتِ تَجهلين الحُكمَ الشرعيَّ والعقابَ الأُخروي، ألَمْ تفكِّري ماذا ستفعلين إنْ لم تتزوَّجيه وتزوجتِ بغيرِه؟!
هل ستُخبرين هذا الآخَرَ أنَّكِ كنتِ على علاقة بشخصٍ قبْلَه، وأنكما مارستُما الجنسَ معًا؟! أم أنَّكِ ستُعرضين عن الزواجِ وتَرفُضين كلَّ مَن يتقدَّم لكِ؟!
ألَمْ يسألْكِ والداكِ مرةً أين تذهبين؟ أو متى ستَعودين؟ أو ماذا كُنتِ تفعلين؟!
عزيزتي، ما أُريده منكِ الآن أن تُجيبيني عن كلِّ الأسئلةِ التي سألتُها في الرسالة، حتى أستطيعَ أن أُجيبك عن مُشكلتِك بشكلٍ أفضلَ.
وحتَّى ذلك الوقت أقول لكِ:
أَرجوكِ توقَّفي تمامًا وفورًا عن فِعل ما تَفعلينه مع هذا الشابِّ، وكُوني أكثرَ احترامًا لنفسكِ ولذاتك، وأكثرَ احترامًا لأُسرتكِ ووالديكِ، والأهمُّ: كوني أكثرَ احترامًا لربِّ العالمين، وإنْ كنتِ تُحبِّين ذاك الرَّجلَ بشدَّة، فتوكَّلي على الله وأكْمِلي حياتَك معه بالحلالِ والرِّضا والصَّلاح.
كانَ الله في عونِكِ، وسهَّل أَمْركِ
وفي انتظار إجاباتك عن أسئلتي