تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-2016, 04:24 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي مكارم الأخلاق في ضوء الكتاب والسنة
انشر علي twitter

مكارم الأخلاق في ضوء الكتاب والسنة


الشيخ نشأت كمال





وقيمتها عند العرب في كل زمان


الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.


تعريف الأخلاق:
الأخلاق جمع خُلُق - بضم اللام وسكونها -: الدين والطبع والسجية، وحقيقته - كما يقول ابن منظور -: "أنه صورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها، بمنزلة الخَلقِ لصورته الظاهرة".


ويقول الغزالي: "الخلقُ عبارة عن هيئةٍ في النَّفس راسخة، عنها تصدر الأفعالُ بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر ورويَّة".

ومن هنا نعلمُ أنَّ الإنسان إنما يمدح على الأخلاقِ النابعة من نفسٍ طيبة، وإرادة خالصة، أمَّا الأفعال التي تصدر عن تكلفٍ، فلا خير فيها.


قال بعض العلماء: "ما أسر عبدٌ سريرةَ خيرٍ، إلا ألبسه الله رداءها، ولا أسرَّ سريرةَ شرٍّ قط، إلا ألبسه الله رداءها".

ويقول الشاعر العرجي:
يَا أَيُّهَا الْمُتَحَلِّي غَيْرَ شِيمَتِهِ
وَمِنْ خَلاَئِقِهِ الْإِقْصَارُ وَالْمَلَقُ

ارْجِعْ إِلَى الْحَقِّ إِمَّا كُنْتَ فَاعِلَهُ
إِنَّ التَّخَلُّقَ يَأْتِي دُونَهُ الْخُلُقُ




ويقول آخر:
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ





ولذا فإنَّ من تكلف خلقًا، وتصنع للآخرين، سرعان ما يعودُ إلى سابقِ خلقه وطبيعته، كما يقول المتنبي:
وَأَسْرَعُ مَفْعُولٍ فَعَلْتَ تَغَيُّرًا
تَكَلُّفُ شَيْءٍ فِي طِبَاعِكَ ضِدُّهُ



وتعرف الأخلاق أنها الدستورُ الذي ينطوي على قواعدِ السلوك الذي يستندُ في تقييمه إلى الخير والشر.


فالحكم الأخلاقي هو حكم على سلوكِ الفرد والجماعة، والحكم هنا يستندُ على قيمتين؛ هما: الجمال والقبح، وهما مرهونان بالمصدرِ الذي يحكم عليهما، وفي الإسلام: "الجميلُ ما جمَّله الشرع، والقبيحُ ما لا يرضاه ولا يقرُّه الشرع".


والإنسان منذ قدم التاريخ وأطواره كان له تقييمٌ ثابت وواضح من بعضِ الصفات؛ مثل الكذب والنفاق، والسرقة والغش، وما إلى ذلك من صفاتٍ رفضها الإنسانُ بفطرته السليمة، وهذا يوضِّح أن للإنسان نزعةً أخلاقية؛ فُطِر عليها لا تتغير ولا تتبدل بمرور الزمن، فموقفُ النَّاس من الشجاعة والصبر والأمانة والعفة في القديم هو نفس موقفها الآن، وسيبقى كما هو مستقبلاً.

والمجتمعاتُ الإنسانية على مرِّ العصور قامت بحماية نفسها، والحفاظ على كيانها ممن يحاولون المساسَ بالمجتمع وكيانه، وذلك عن طريقِ وضع قوانين صارمة يسيرُ عليها النَّاس داخل المجتمع؛ لتكون هذه القوانين معيارًا أخلاقيًّا لهم في تصرفاتِهم وأفعالهم.


ولعلَّ قوانين "حمورابي" تُعد من أقدمِ القوانين الأخلاقية الوضعية، بل وأشهرها على الإطلاق، مما يؤكِّدُ نزعةَ الإنسان دائمًا وأبدًا نحو الأخلاقِ والحفاظ عليها والدفاع عنها، كما أدرك الإنسانُ أيضًا أنَّ أي مجتمع يقام لا بد له من قوانينَ تضعُ ضوابطَ له وتحكمه، وبغيرها لا يوجد مجتمع ولا صفة له، حتى إن أكثرَ القبائل بدائيةً لها من الضوابطِ والقوانين ما يكفي لحفظ النِّظام والأمن فيها.

ولعل المتأمل قولَه - تعالى -: ï´؟ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ï´¾ [طه : 121] يجد أنه منذ بدايةِ الخلق قد فُطر الإنسان على ما يجوز وما لا يجوز، فكان سترُ العورةِ أول ما فكَّر فيه أبونا آدم - عليه السلام - وزوجه.

والنزعة الأخلاقية شديدةُ الارتباط بالنزعةِ الدينية عند الإنسان، فلا دينَ بدون أخلاق، ولا أخلاقَ بدون دين، فالتلازم بينهما ضروري؛ لأنَّ كلاًّ منهما يكمِّل الآخر؛ لقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنما بُعثتُ لأتممَ مكارم الأخلاق))، فكأنما الدين الأخلاق.


وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سألت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن البرِّ والإثم، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرِك وكرهتَ أن يطلعَ النَّاس عليه)).


ولقد كان الإيمانُ مرتبطًا بالأخلاقِ ارتباطًا وثيقًا؛ فالمؤمن حسن الخلق؛ لقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا لعَّان، ولا فاحشٍ ولا بذيء))؛ رواه الترمذي والحاكم.


وروى الترمذي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما من شيء أثقل في ميزانِ المؤمن يومَ القيامة من حسنِ الخلق، وإنَّ الله ليبغض الفاحشَ البذيء))، وقد امتدح الله نبيَّه الكريم بحسنِ خلقه؛ فقال: ï´؟ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ï´¾ [القلم : 4].

وحسن الخلق له مكانةٌ عظيمة ومنزلة رفيعة في دينِ الإسلام، قال ابن القيم: "الدين كله خلق؛ فمن زاد عليك في الخلقِ، زاد عليك في الدين".


وقد وردت النصوصُ الكثيرة في الكتابِ والسنة مبينة فضلَ حسن الخلق، مرغبةفي مكارمِ الأخلاق، مثنية على المتحلين بمحاسنِ الآداب، زاجرة عن الاتصاف بمساويها.


يقول الله - تعالى - مثنيًا على خيرِ خلقه وخاتم رسله: ï´؟ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ï´¾ [القلم : 4].


وهناك آياتٌ كثيرة تدعو إلى التحلِّي بمكارمِ الأخلاق؛ فمن ذلك قولُه - تعالى -: ï´؟ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [الأعراف : 199]، وقد رُوي عن جعفر الصادق أنه قال: "ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها".


ومن ذلك قوله - تعالى -: ï´؟ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ï´¾ [البقرة : 83]، وقوله - تعالى -: ï´؟ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ï´¾ [الحجرات : 10]، وقوله - تعالى -: ï´؟ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاس وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ï´¾ [النساء : 114]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


كما جاءت السنة مبينة الأجرَ العظيم لمن اتصف بمكارم الأخلاق؛ ومما ورد في ذلك قولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البر حسن الخلق))؛ أخرجه مسلم.


ومن ذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من شيء أثقل في ميزانِ المؤمن يومَ القيامة من حسن الخلق، وإنَّ الله ليبغضُ الفاحشَ البذيء)).

ومن ذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد سئل عن أكثر ما يُدخل النَّاسَ الجنةَ، فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق)).


وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ المؤمن لَيدركُ بحسنِ خلقه درجةَ الصائم القائم)).


هذا، والأخلاق الحسنة المحمودة التي دعا إليها الإسلامُ ورغَّب فيها، وحث على التخلق بها - كثيرة، ومن العلماء من أرجعَها إلى أصولٍ أربعة؛ وهي: الحكمة، والعفة، والشجاعة، والعدل.


ومن الأخلاقِ الإسلامية المحمودة:
الصبر والحلم والرفق، والكرم والحياء والتواضع، والشجاعة والعدل والإحسان، وقضاء الحوائج وغض البصر وكف الأذى، والأمانة والصدق، والرحمة والوفاء، وطلاقة الوجه وطيب الكلام، وحسن الاستماع وحسن الظَّن، وتوقير الكبير، وإجابة الدَّعوة والإصلاح بين النَّاس، وعلو الهمة والإيثار والهدية وقَبولها، وجبر الخواطر ومُراعاة المشاعر وغيرها.

ولقد ضرب المسلمون أروعَ الأمثال في جمالِ الخلق، وطيب المعشر، وحسن المعاملة؛ ولذلك كانوا سادةَ الأمم، ومحطَّ الأنظار، وموضعَ القدوة حين كانوا متمسكين بأخلاقِهم السامية، وإمامهم وقدوتهم في ذلك رسولهم الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم صحابته الكرام، والتابعون لهم بإحسان.

وحين نتحدثُ عن محاسنِ الأخلاق، نرى لزامًا علينا أن نتحدثَ عمن بُعث متممًا لمكارم الأخلاق الذي وصفه ربه - تعالى - بقوله: ï´؟ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ï´¾ [القلم : 4]، فكان خلقه القرآن؛ يمتثلُ أوامرَه، ويجتنبُ نواهيَه، قد اجتمعت فيه الفضائلُ كلُّها، والمكارم أجمعها.
فَأَخْلاَقُ الرَّسُولِ لَنَا كِتَابٌ
وَجَدْنَا فِيهِ أَقْصَى مُبْتَغَانَا

وَعِزَّتُنَا بِغَيْرِ الدِّينِ ذُلٌّ
وَقُدْوَتُنَا شَمَائِلُ مُصْطَفَانَا



فعن أي شيءٍ من أخلاقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - نتحدث؟ أنتحدث عن جودِه؟ فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ النَّاس، ما سُئل شيئًا قط فقال: لا، ولقد جاءه رجلٌ فأعطاه غَنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومِه فقال: يا قوم، أسلموا؛ فإنَّ محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقَة.

أم نتحدثُ عن رحمته بأمته ورأفته بها؟ فقد كان رحيمًا رفيقًا رقيقًا كما وصفه ربه - تعالى - بقوله: ï´؟ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ï´¾ [آل عمران : 159]، وقوله - تعالى -: ï´؟ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ï´¾ [التوبة : 128].

أم نتحدث عن حلمِه وعفوه؟ فقد كان أحلمَ النَّاس، أم نتحدث عن شجاعته؟ فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشجع النَّاس، أم نتحدث عن حيائه؟ فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها، أم نتحدث عن تواضعِه؟ فقد كان مضربَ المثل في ذلك، مع أنه سيد البشر، أم نتحدثُ عن محبته لأصحابِه، وملاطفته لهم والبشاشة في وجوهِهم، والسؤال عن أحوالهم، وتطييب وخواطرهم؟

ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب : 21].

منزلة الأخلاق في الإسلام:
الأخلاقُ الفاضلة لها منزلةٌ رفيعة في دين الله، ولهاارتباطٌ قوي بقوةِ الإيمان وحسنه، وتدين المرءِ وتمسكه بالشريعة، ولها أعظم الأثر فيقوةِ الأمة ووحدة صفوفها، ولأنَّ الأخلاقَ يمكن اكتسابها؛ كان من المهمِّ الحديث عن وسائلاكتساب الأخلاق الفاضلة.


ولا ريبَ أنَّ أثقلَ ماعلى الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طُبعت عليها النفس، إلا أنَّ ذلك ليس متعذرًاولا مستحيلاً، بل إنَّ هناك أسبابًا ووسائل يستطيعُ الإنسان من خلالها أن يكتسبَ حسنَالخلق؛ ومن ذلك ما يلي:
1-سلامة العقيدة: فشأنُ العقيدةِ عظيم، وأمرها جلل؛ فالسلوك - في الغالب - ثمرةلما يحمله الإنسانُ من فكر، وما يعتقدُه من معتقد، وما يدينُ به من دين، والانحرافُ في السلوكِ إنما هو ناتجٌ عن خللٍ في المعتقد، ثم إنَّ العقيدةَ هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، فإذا صحتِ العقيدةُ حسنت الأخلاق تبعًا لذلك.


2-الدعاء:فالدعاءُ بابٌ عظيم، فإذافُتح للعبدِ، تتابعت عليه الخيراتُ، وانهالت عليه البركات، فمن رغب في التحلي بمكارمالأخلاق، ورغب في التخلي من مساوئ الأخلاق، فلْيلجأ إلى ربه، وليرفعْ إليه أكفَّ الضراعة، ليرزقَه حسنَ الخلق، ويصرف عنه سيئه، ولهذا كان النبي - عليه الصَّلاة والسلام - كثيرَ الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزقه حسن الخلق، وكان يقول في دعاءالاستفتاح: ((اللهم اهدني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرفُ عني سيئها إلاأنت))،وكان من دعائه - عليه الصَّلاة والسلام -: ((اللهم جنبني منكراتِ الأخلاق والأهواء، والأعمال والأدواء))، وكان يقول: ((اللهم إني أعوذُ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذابِ القبر، ومن فتنةِ المحياوالممات)).


3-المجاهدة: ذلك أنَّ الخلق الحسن نوعٌ من الهدايةِ يحصلُ عليه المرء بالمجاهدة، قال - عز وجل -: ï´؟ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [العنكبوت : 69]، فمن جاهد نفسَه على التحلِّي بالفضائل، وجاهدها على التخلي عن الرذائلِ، حصل له خيرٌ كثير، واندفع عنه شر مستطير.


4-المحاسبة: وذلك بنقدِ النفس إذا ارتكبت أخلاقًا ذميمة، وحملها على ألا تعود إلى تلك الأخلاقِ مرةً أخرى، مع أخذها بمبدأ الثوابِ إذا أحسنت، وأخذها بمبدأ العقابِ إذا توانت وقصَّرت، فإذا أحسنت أراحها وأجمَّها، وأرسلها على سَجِيتها بعضَ الوقت في المباح، وإذا أساءت وقصرتأخذها بالحزمِ والجد، وحرمها من بعضِ ما تريد.


5-التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق: فإنَّ معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها - من أكبر الدَّواعي إلى فعلِها وتمثلها، والسعي إليها، فكلما تصعَّبتِ النَّفسُ فذكرْها تلك الآثار، وما تجني بالصَّبر من جميلِ الثمار، فإنها حينئذٍ تلين، وتنقادُ طائعة منشرحة، فإنَّ المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبتْها النفوس، وأجلّ غنيمة غنمها الموفقون، سهُل عليه نيلها واكتسابها.

6-النظر في عواقبِ سوء الخلق: وذلك بتأمل ما يجلبه سوءُ الخلقِ من الأسف الدائم، والهمِّ الملازم، والحسرة والنَّدامة، والبُغضة في قلوبِ الخلق، فذلك يدعو المرءَ إلى أن يقصرَ عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.

7-الحذر من اليأسِ من إصلاح النفس: فهناك من إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق، ظنَّ أنَّ ذلك الأمرَ ضربةُ لازب لا تزول، وأنه وصمة عار لا تنمحي، وهناك من إذا حاول التخلصَ من عيوبِه مرةً أو أكثر فلم يفلح، أيس من إصلاحِ نفسه، وترك المحاولةَ إلى غير رجعة، وهذا الأمرُ لا يحسنُ بالمسلم، ولا يليقُ به أبدًا، فلا ينبغي له أن يرضى لنفسِه بالدُّون، وأن يتركَ رياضةَ نفسِه، زعمًا منه أنَّ تبدُّل الحال من المحال.


8-علو الهمة: فعلو الهمةِ يستلزم الجد والإباء، ونشدان المعالي، وتطلاب الكمال، والترفع عن الدنايا، والصغائر، ومحقرات الأمور، والهمةُ العالية لا تزالُ بصاحبِها تضربه بسياط اللوم والتأنيب، وتزجرُه عن مواقفِ الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل، حتى ترفعه من أدنى دركاتِ الحضيض إلى أعلى مقامات المجدِ والسؤدد.


قال ابن القيم: "فمن علت همتُه، وخشعت نفسُه، اتصف بكلِّ خلق جميل، ومن دنت همتُه، وطغت نفسُه، اتصفَ بكلِّ خلق رذيل".


9-الصبر: فالصبرُ من الأسسِ الأخلاقية التي يقومُ عليها الخلق الحسن، فالصبر يحملُ على الاحتمال، وكظمِ الغيظ، وكفِّ الأذى، والحلم، والأناة، والرفق، وترك الطيش والعجلة، وقل من جدَّ في أمر تطلبه واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر.


10-العفة: فهي تحملُ على اجتنابِ الرذائل والقبائح من القولِ والفعل، وتحمل على الحياء؛ وهو رأسُ كلِّ خير، وتمنع من الفحشاء، والبخل، والكذب، والغيبة، والنميمة.


11-الشجاعة: فهي تحملُ على عزةِ النفس، وإباءة الضيم، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذلِ والندى، الذي هو شجاعة النفس، وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وهي تحملُ صاحبَها على كظم الغيظ، والحلم، فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها، ويكبحها بلجامها عن الطيش.


12-العدل: فهو يحمل على اعتدالِ الأخلاق، وتوسطها بين طرفي الإفراط والتفريط؛ فيحمل على خلقِ الجود الذي هو توسطٌ بين البخلِ والإسراف، وعلى خلقِ التواضع الذي هو توسطٌ بين الذِّلةِ والكبر، وعلى خلقِ الشجاعة الذي هو توسطٌ بين الجبن والتهور، وعلى خلقِ الحلم الذي هو توسط بين الغضبِ والمهانة وسقوط النفس.


13-تكلف البِشر والطلاقة، وتجنب العبوس والتقطيب: قال ابن حبان: "البَشاشةُ إدامُ العلماء، وسجيةُ الحكماء؛ لأنَّ البشر يطفئ نارَ المعاندة، ويحرقُ هيجانَ المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي".


14-التغاضي والتغافل: فذلك من أخلاقِ الأكابر والعظماء، وهو مما يعينُ على استبقاءِ المودة واستجلابها، وعلى وأْد العداوةِ وإخلاد المباغضة، ثم إنه دليلٌ على سمو النفس، وشفافيتها، وهو مما يرفعُ المنزلة، ويعلي المكانة.


15-الحلم: فالحلمُ من أشرفِ الأخلاق، وأحقها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامةِ العرض، وراحةِ الجسد، واجتلاب الحمد، وحدُّ الحلم ضبطُ النفس عند هيجانِ الغضب.


16-الإعراضُ عن الجاهلين: فمن أعرض عن الجاهلين، حمى عرضَه، وأراح نفسَه، وسلم من سماعِ ما يؤذيه، قال - عز وجل -: ï´؟ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [الأعراف : 199].


17-الترفع عن السِّباب: فذلك من شرفِ النفس، وعلو الهمة، قال رجلٌ من قريش: ما أظنُّ معاوية أغضبه شيءٌ قط، فقال بعضُهم: إن ذكرتَ أمه غضب، فقال مالك بن أسماء المنى القرشي: أنا أغضبه إن جعلتم لي جُعلاً، ففعلوا، فأتاه في الموسم، فقال له: يا أميرَالمؤمنين، إنَّ عينيك لتشبهان عيني أمك، قال: نعم كانتا عينين طالما أعجبتا أبا سفيان.


18-الاستهانة بالمسيء: وذلك ضربٌ من ضروبِ الأنفة والعزة، ومن مستحسنِ الكبروالإعجاب.


حكي عن مصعب بن الزبير - رضي الله عنه - أنه لما ولي العراقَ جلس يومًا لعطاءِ الجند، وأمرمناديه، فنادى: أين عمرو بن جرموز - وهو الذي قتل أبوه الزبير -؟ فقيل له: أيها الأمير، إنه قد تباعد في الأرض، فقال: أوَيظنُّ الجاهلُ أني أقيده - أي: أقتص منه - بأبي عبدالله؟ فليظهر آمنًا، ليأخذ عطاءَه موفرًا، فعد النَّاس ذلك من مستحسنِ الكبر.


19-نسيان الأذية: وذلك بأن تنسى أذيةَ من نالك بسوء؛ ليصفو قلبُك له، ولا تستوحش منه، فمن تذكَّرَ إساءةَ إخوانه، لم تصفُ له مودتُهم، ومن تذكر إساءةَ النَّاس إليه، لم يطبْ له العيش معهم؛ فانسَ ما استطعتَ النسيان.


20-العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان: فهذا سببٌ لعلو المنزلة، ورفعةِالدرجة، وفيه من الطمأنينة، والسكينة، والحلاوة، وشرف النفس، وعزها، وترفعها عن تشفيها بالانتقام، ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.


21-السخاء: فالسخاءُ محبةٌ ومحمدة، كما أنَّ البخلَ مذمة ومبغضة،فالسخاء يجلبُ المودة، وينفي العداوة، ويكسب الذِّكر الجميل، ويخفي العيوبَ والمساوئ.


22-نسيان المعروف والإحسان إلى النَّاس: وهذه مرتبةٌ عالية، ومنزلة رفيعة، وهيأن تنسى ما يصدر منك من إحسان، حتى كأنه لم يصدر، فمن أراد أن يرتقي في المكارمِ، فلينس ما قدَّم من إحسانٍ ومعروف؛ حتى يسلم من المنَّةِ والترفع على النَّاس، ولأجل أن يتأهلَ لنيلِ مكارمَ أخرى أرفع وأرفع.


23-الرضا بالقليل من النَّاس، وترك مطالبتهم بالمثل: وذلك بأن يأخذَ منهم ماسهل عليهم، وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارًا، وألا يحملهم على العَنَتِ والمشقَّة، قال - تعالى -: ï´؟ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ï´¾[الأعراف : 199]، قال عبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما - في هذه الآية: "أمر اللهُ نبيَّه أن يأخذَ العفو من أخلاقِ النَّاس".


24-احتساب الأجرعند الله - عز وجل -: فهذا الأمرُ من أعظمِ ما يعين على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة، فهو مما يعينُ على الصبر، والمجاهدة، وتحمل أذى النَّاس، فإذا أيقن المسلمُ أنَّ الله - عزوجل - سيجزيه على حسنِ خلقه ومجاهدته لنفسِه، فإنه سيحرصُ على اكتساب محاسن الأخلاق، وسيهون عليه ما يلقاه في ذلك السبيل.


25-تجنب الغضب: لأنَّ الغضبَ جمرة تتقدُ في القلب، وتدعو إلى السطوةِ والانتقام والتشفي، فإذا ما ضبط الإنسانُ نفسَه عند الغضب، وكبح جماحَها عنداشتدادِ ثورته، فإنه يحفظُ على نفسِه عزتها وكرامتها، وينأى بها عن ذلِّ الاعتذار، ومغبةِ الندم، ومذمة الانتقام؛ فعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: جاء رجلٌ فقال: يا رسول الله، أوصني، فقال- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تغضب))، ثم ردَّدَ مرارًا، قال: ((لا تغضب)).


قال الماوردي: "فينبغي لذي اللب السوي، والحزم القوي: أن يتلقى قوةَ الغضبِ بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها؛ ليحظى بأجل الخيرة، ويسعد بحميد العاقبة".


26-تجنب الجدال: لأن الجدالَ يذكي العداوة، ويورث الشِّقاقَ، ويقود إلى الكذب، ويدعو إلى التشفي من الآخرين، فإذا تجنبه المرءُ سلم من اللجاج، وحافظ على صفاءِ قلبه، وأمن من كشفِ عيوبه، وإطلاق لسانِه في بذيء الألفاظ، وساقط القول، ثم إن اضطر إلى الجدالِ فليكن جدالاً هادئًا يراد به الوصول إلى الحق، وليكن بالتي هي أحسن وأرفق، قال - تعالى -: ï´؟ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ï´¾ [النحل : 125].


27-التواصي بحسن الخلق: وذلك ببث فضائلِ حسن الخلق، وبالتحذير من مساوئ الأخلاق، وبنصح المبتلَيْنَ بسوءالخلق، وبتشجيع حَسَنِي الأخلاق، فحسنُ الخلق من الحق، والله - تبارك وتعالى - يقول: ï´؟ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ï´¾ [العصر : 3].


28-قبول النصح الهادف، والنقد البنَّاء: فهذا مما يعينُ على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة، ومما يبعث على التخلي عن الأخلاقِ الساقطة، فعلى من نُصح أن يتقبلَ النصح،وأن يأخذَ به؛ حتى يكمل سؤدده، وتتم مروءته، ويتناهى فضله.



29-قيام المرء بما يُسند إليه من عملٍ على أتمِّ وجه: حتى يسلم بذلك من التوبيخ والتقريع، ومن ذلِّ الاعتذار، ومن تكدرِ النفس، واعتلالِ الأخلاق.


30-التسليم بالخطأ إذا وقع، والحذر من تسويغه: فذلك آيةُ حسنِ الخلق، وعنوان علو الهمة، ثم إنَّ فيه سلامة من الكذب، ومن الشقاق؛ فالتسليمُ بالخطأ فضيلةٌ ترفع قدرَ صاحبِها.


31-لزوم الرفق: قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلازانه، ولا ينزعُ من شيء إلا شانه))، وقال: ((إنَّ الله رفيقٌ يحب الرفقَ في الأمرِ كلِّه)).


32-لزوم التواضع: فالتواضعُ في حقيقته هو بذلُ الاحترام، والعطف، والمجاملة لمن يستحقُّ ذلك.


33-استعمال المداراة: فالنَّاس خُلقوا للاجتماعِ لا للعزلة،وللتعارفِ لا للتناكر، وللتعاون لا لينفرد كلُّ واحد بمرافق حياته، وللإنسان عوارضُ نفسية؛ كالحب والبغض، والرضا والغضب، والاستحسان والاستهجان.


فلو سار الإنسانُ على أن يكاشفَ النَّاس بكلِّ ما يعرض له من هذه الشؤون في كلِّ وقت وعلى أي حال، لاختلَّ الاجتماع، ولم يحصل التعارف، وانقبضت الأيدي عن التعاون.

فكان من حكمةِ الله في خلقِه أن هيأ الإنسانَ لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعًا، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة، فالمداراةُ مما يزرعُ المودةَ والألفة، ويجمع الآراءَ المشتتة، والقلوب المتنافرة.

والمداراة ترجعُ إلى حسنِ اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أوغضب، أو استنكار إلا في أحوالٍ يكون الإشعار به خيرًا من كتمانه.


34-لزوم الصدق: فإنَّ للصدقِ آثارًا حميدة، وعوائد عديدة؛ فالصدقُ حسنة تنساق بصاحبِها إلى الحسنات، فهو دليل على حسنِ السيرة، ونقاءِ السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل.


35-تجنب كثرة اللومِ والتعنيف على مَن أساء: فلا يحسن بالعاقلِ أن يسرفَ في لوم مَن أساء، خصوصًا إذاكان المسيء جاهلاً، أو كان ممن يندر وقوع الإساءة منه، فكثرةُ اللومِ مَدعاة للغضب، وغلظ الطبع.


36- تجنب الوقيعة في النَّاس: فالوقيعةُ في النَّاس، والتعرض لعيوبهم ومغامزهم - مما يورثُ العدواة، ويشوِّشُ على القلب، فتسوء الأخلاقُ تبعًا لذلك، بل إنَّ ذلك مدعاة لأن يبحثَ النَّاسُ عن معايبِ ذلك الشخص، ومن دعا النَّاسَ إلى ذمِّه ذموه بالحقِّ والباطل.


37- أن يضعَ المرء نفسَه موضعَ خصمه: فهذا يدعو لالتماسِ المعاذير،والكف عن إنفاذِ الغضب، والبعد عن إساءةِ الظن، فالواحد منا - على سبيل المثال - ينزعجُ كثيرًا إذا كان خلفه في السيارةِ شخصٌ يطلق الأبواق، ونحن قد نقعُ موقعه ونفعلُ مافعله، إمَّا حرصًا على اللحاقِ بموعدٍ مهم، أو أن يكون مع بعضِنا مريض، أو نحو ذلك، فإذاوضعنا أنفسَنا موضعَ الخصم وجدنا ما يسوغُ فعله، فنقصر بذلك عن الإساءةِ والجهل، ونحتفظُ بهدوئنا وحلمنا.


38- أن يتخذ النَّاس مرآة لنفسِه: فهذا مما يحسنُ بالمرءِ فعلُه، والأخذ به، فكلما كرهه، ونفر عنه من قول، أو فعل، أو خلق، فليتجنبه، وما أحبه من ذلك واستحسنه، فليفعلْه.
إِذَا أَعْجَبَتْكَ خِصَالُ امْرِئٍ
فَكُنْهُ تَكُنْ مِثْلَ مَا يُعْجِبُكْ

فَلَيْسَ عَلَى الْمَجْدِ وَالْمَكْرُمَاتِ
إِذَا جِئْتَهَا حَاجِبٌ يَحْجُبُكْ



39-مصاحبة الأخيارِ وأهل الأخلاق الفاضلة: فهذا الأمرُ من أعظمِ ما يربي على مكارمِ الأخلاق، وعلى رسوخها في النفس، فالمرء مولعٌ بمحاكاةِ مَن حوله، شديد التأثر بمن يصاحبه.


40- الاختلاف إلى أهلِ الحلم والفضل وذوي المروءات: فإذا اختلف المرءُ إلى هؤلاء، وأَكْثرَ مِن لقائهم وزيارتهم - ولو لميصاحبهم باستمرار - تخلَّق بأخلاقهم، واقتبس من سمتِهم ودَلِّهم.


41-أن ينتفعَ الإنسان بكلِّ مَن خالطه وصاحَبَه: فصاحبُ البصيرةِ النافذة والهمة العالية ينتفعُ بكلِّ مَن خالَطَه وصاحَبَه، منكاملٍ وناقص، وسيئ الخلق وحسنِه، وعديم المروءة وغزيرها.


42-توطين النفس على الاعتدالِ حالَ السَّراء والضَّراء: فيحسن بالعاقلِ الذي يروم نيلَ المعالي، واكتساب الفضائل - أن يوطنَ نفسَه على الاعتدالِ حال السَّراء والضَّراء.


43-معرفة أحوال النَّاس، ومراعاة عقولِهم، ومعاملتهم بمقتضى ذلك: فهذا الأمرُ دليلٌ على جودة النَّظَر في سياسةِ الأمور، وعلى حسن التصرفِ في تقديرِوسائل الخير، وهو مما يعينُ على اكتسابِ الأخلاقِ الرفيعة، وعلى استبقاء المودة فيقلوب النَّاس.


44-مراعاة أدبِ المحادثة والمجالسة: فذلك مما يزرعُ المودَّة، وينمي الأخلاقَ الفاضلة.


45-لزوم الحياء: فالحياءُ خلق سني، يبعثُ على فعلِ الجميل وترك القبيح، فإذا تحلَّى المرءُ به، انبعث إلى الفضائل، وأقصرَ عن الرذائل، والحياء كلُّه خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء خلق الإسلام، وهو شعبةٌ من شعبِ الإيمان؛ قال - عليه الصَّلاة والسلام -: ((الحياء لا يأتي إلاَّبخير))، وقال: ((إنَّ لكلِّ دينٍ خلقًا، وخلق الإسلام الحياء))، وقال: ((الحياء شعبةٌ من شعبِ الإيمان))، وقال: ((إنَّ مما أدرك النَّاس من كلامِ النبوة الأُولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).


46-إفشاء السلام: فالسلامُ مَدْعاة للمحبة، ومَجْلَبة للمودَّة، فإذا ما أفشى النَّاسُ السلامَ، توادوا وتحابوا، وإذا توادواوتحابوا زَكَتْ نفوسُهم، وزالت الوحشةُ فيما بينهم، فتحسن أخلاقهم تبعًا لذلك؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلّّم -: ((لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلامَ بينكم)).


47-المحافظة على الصَّلاة: فهي سببٌ عظيم لحسنِ الخلق، وطَلاقة الوجه، وطيب النفس وسموها، وترفعها عن الدنايا، كما أنها في مقابلِ ذلك تنهى عن الفحشاءِ والمنكر، وسوء الخلقِ من جملة ما تنهى عنه الصلاة.


48-الصيام: فبالصيامِ تزكو النفوس، ويستقيمُ السلوك، وتنشأ الأخلاقُ الرفيعة؛ من رحمةٍ وكرم، وبر وصلة، وبشاشة وطلاقة، ونحو ذلك، وبالصيامِ تعلو الهمَّةُ، وتقوى الإرادة، ويتحقَّقُ الاطمئنان، فهو تدريبٌ منظَّم على حَمْل المكروه، ودرسٌ مفيد في سياسة المرءِ نفسَه.


49-قراءة القرآن بتدبر وتعقل: فهوكتابُ الهدى والنور، وهو كتابُ الأخلاقِ الأول، وهو الذي يهدي للتي هي أقوم، وحسن الخلق من جملةِ ما يهدي إليه القرآنُ الكريم، اقرأ على سبيلِ المثال سورةَ الإسراء، أوسورةَ النور، أو سورة الحجرات أو غيرها، تجد الوصايا العظيمةَ الجامعة التي لا توجدُ في أيِّ كتاب آخر، والتي لو أخذتْ بها البشريةُ، لتغير مسارُها، ولاستنارت سبلُها.


50-تزكية النفس بالطاعة: فإنَّ تزكيةَ النفس بطاعة الله - عز وجل - من أعظمِ ما يكسب الأخلاق الفاضلة، إن لم تكن أعظمه.


51-إدامة النظرِ في السيرة النبوية: فالسيرةُ النبوية تضعُ بين يدي قارئها أعظمَ صورةٍ عرفتها الإنسانية، وأكمل هدي وخلق في حياة البشرية.


52-النظر في سيرِ الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -: فهم أعلامُ الهدى، ومصابيح الدُّجى، وهم الذين ورثوا عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّّم - هديَه،وسمتَه، وخلقه، فالنظر في سيرِهم، والاطلاع على أحوالِهم يبعثُ على التأسِّي بهم، والاهتداء بهديهم.


53-قراءة سير أهلِ الفضل والحلم: فإنَّ قراءة سيرهم، والنظرفي تراجمِهم مما يحرِّكُ العزيمةَ إلى المعالي ومكارم الأخلاق؛ ذلك أنَّ حياةَ أولئك تتمثل أمام القارئ، وتوحي إليه بالاقتداءِ بهم، والسير على منوالهم.


54-قراءة كتبِ الشمائل والكتب في الأخلاق: فإنَّها تنبه الإنسانَ على مكارمِ الأخلاق، وتذكره بفضلها، وتعينه على اكتسابها، كما أنها تحذِّره من مساوئ الأخلاق، وتبين له سوءَ عواقبِها، وطرق التخلُّص منها.


55-الاطلاع على الحِكم المأثورة: فالحكَم أقوالٌ مأثورة، وكلماتٌ موجزة مؤثرة، تشتملُ على رأي سديد، وحكم صائب، وقول ناتج عن تجرِبة وخبرة، ودراية بالأمور ومجرياتها.


56-معرفة الأمثال السَّائرة: فالأمثالُ أقوال موجزة، تشبِّه حالاً مشاهدةً منظورة بأحوال سابقة، والذي جمع بين الحالِ السابقة والحال القائمة هو المماثلة.

مكارم الأخلاق في لسان العرب:

لِكُلِّ شَيءٍ زِينَةٌ فِي الْوَرَى
وَزِينَةُ الْمَرْءِ تَمَامُ الْأَدَبْ

قَدْ يَشْرُفُ الْمَرْءُ بِآدَابِهِ
فِينَا وَإِنْ كَانَ وَضِيعَ النَّسَبْ

• • •
كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَاكْتَسِبْ أَدَبًا
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ

إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ هَا أَنَا ذَا
لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ كَانَ أَبِي

• • •
صَلاَحُ أَمْرِكَ لِلأَخْلاَقِ مَرْجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالْأَخْلاَقِ تَسْتَقِمِ




الحلم:
وَاسْتَشْعِرِ الْحِلْمَ فِي كُلِّ الْأُمُورِ وَلاَ
تُسْرِعْ بِبَادِرَةٍ يَوْمًا إِلَى رَجُلِ

وَإِنْ بُلِيتَ بِشَخْصٍ لاَ خَلاَقَ لَهُ
فَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ يَقُلِ




الصدق:
وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَكَّرْتَ فِيهِ
بِأَذْهَبَ لِلْمُرُوءَةِ وَالْجَمَالِ

مِنَ الْكَذِبِ الَّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ
وَأَبْعَدُ بِالْبَهَاءِ مِنَ الرِّجَالِ




الحب:
إَنَّ نَفْسًا لَمْ يُشْرِقِ الْحُبُّ فِيهَا
هِيَ نَفْسٌ لَمْ تَدْرِ مَا مَعْنَاهَا

أَنَا بِالْحُبِّ قَدْ وَصَلْتُ إلى نَفْ
سِي وَبِالْحُبِّ قَدْ عَرَفْتُ اللهَ




الحياء:
وَرُبَّ قَبِيحَةٍ مَا حَالَ بَيْنِي
وَبَيْنَ رُكُوبِهَا إِلاَّ الْحَيَاءُ

فَكَانَ هُوَ الدَّوَاءَ لَهَا وَلَكِنْ
إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ فَلاَ دَوَاءُ






يتبع

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 07:50 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303