حوار: نوران الرجال
تعتمد صناعة الغزل والنسيج بدرجة كبيرة على العمل اليدوي والمعدات التقليدية، مما كان يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين لإنتاج الأقمشة. أما اليوم، فقد شهدت هذه الصناعة تحولًا جذريًا بفضل الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والآلات المتطورة، مما أسهم بشكل ملحوظ في تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية، علاوة على ذلك، تم دمج تقنيات جديدة مثل التصميم المدعوم بالحاسوب وأنظمة الأتمتة، ما أدى إلى الارتقاء بجودة المنتجات وتوسيع تنوعها.
ناقش موقع الجارديان مصر في حوار خاص مع الدكتور خالد فواز، مدرس الاقتصاد، الدور الحيوي الذي تلعبه صناعة الغزل والنسيج وأهميتها عبر العصور.
ما هي أول بلد وطنت صناعة الغزل والنسيج
قال الدكتور خالد فواز، مدرس الاقتصاد، إن صناعة الغزل والنسيج بدأت منذ عصور قديمة، حيث يُعتقد أنها ظهرت في تركيا قبل نحو 6000 عام قبل الميلاد، وانتقلت لاحقًا إلى مصر التي اشتهرت بها منذ حوالي 5000 عام قبل الميلاد، موضحا الدلائل التاريخية على ذلك اكتشاف إحدى المقابر الأثرية التي عُثر بداخلها على لفائف من الكتان يعود تاريخها إلى حوالي 2500 عام.
ما الفرق بين صناعة الغزل و النسيج في الماضي عن الحاضر
وأوضح خالد فواز في تصريح خاص لـ”الجارديان مصر” أن هذه الصناعة في مراحلها الأولى، اعتمدت على حوالي 6000 عامل وكانت تنتج كميات صغيرة من آلاف الأمتار لتلبية الطلب المحلي، بالإضافة إلى بعض الطلبات الخارجية المحدودة.
أما اليوم، فقد ارتفع عدد العاملين في هذا القطاع إلى حوالي 16,000 عامل، مع إنتاج يبلغ 188 ألف طن سنويًا، ومن جهة أخرى، تغيّر نطاق التصدير بشكل كبير؛ ففي الماضي كانت المنتجات تُصدَّر إلى عدد محدود من الدول، بينما يتم تصديرها اليوم إلى أكثر من 120 دولة حول العالم.
حدثنا عن أهمية صناعة الغزل والنسيج
تعتمد الصناعة بشكل حصري تقريباً على إنتاج الكتان، بينما توسعت الآن لتشمل صناعات أخرى مثل الغزل والصوف والنسيج، مما أسهم في توفير منتجات متكاملة مثل الملابس الجاهزة التي يتم تصديرها للخارج بجودة تنافسية.
هذه الصناعة لها أهمية كبيرة بسبب إرثها التاريخي الذي يمتد لنحو 100 عام من الإنتاج المستمر، حيث شكّلت جزءًا رئيسيًا من التنمية الاقتصادية وساهمت في توفير مصادر متعددة للصناعات والإنتاج.
ما الرؤية المستقبلية لصناعة الغزل و النسيج
أما عن الرؤية المستقبلية لهذه الصناعة، وضح أنها تتمثل في عدة محاور، أبرزها:
1. تعزيز صادرات المنتجات إلى الأسواق الخارجية.
2. تنويع المنتجات الصناعية لتلبية احتياجات السوق المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
3. جذب الاستثمارات الأجنبية لدعم القطاع وتوفير العملة الصعبة.
4. توفير فرص عمل جديدة في مصانع الغزل والنسيج بهدف الحد من معدلات البطالة وزيادة سرعة التوظيف.
5. دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال توسيع نطاق الإنتاج عن طريق تبني التكنولوجيا الحديثة واستخدام آلات متطورة، مما يرفع القدرة التنافسية عالميًا.
6. التركيز على الاستدامة الصناعية عبر استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتطوير منتجات صديقة للبيئة، بما يساهم في تقليل النفايات والحد من التغيرات المناخية.
من خلال هذه الجهود، يمكن تعزيز مكانة الصناعة على الصعيدين المحلي والدولي وتحقيق نمو مستدام ومستقبلٍ أكثر ازدهارًا