تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
لا شيء يودي بالشعوب مثل استسلامها لضعفها، فأنصاف المقاومة وأنصاف الحلول هي موت مؤجل. في آخر مشاهد التضييق على مسلمي الهند كانت التصريحات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم التي أطلقها المتحدث باسم الحزب الحاكم. ربما مثَّل صعودُ حزب بهاراتيا جاناتا إلى سدة الحكم في الهند عام 2014م تصاعداً في موجات القتل والتدمير وسلب ممتلكات المسلمين فبدأ معدَّل المذابح بحق المسلمين تزداد وتيرته بتهمة أكل لحم الأبقار أو ذبحها، وبدأت الحكومة في سنِّ القوانين العنصرية وآخرها كان منع الحجاب في المدراس، ومنع بيع اللحم الحلال، وتمَّت إزالة الأسماء الإسلامية عن المدن والقرى والشوارع ووضع أسماء هندوسية بدلاً منها، وتم تغيير المناهج المدرسية، وإزالة أي موادَّ تشيد بالمسلمين كما عُدِّل قانون الجنسية ليحرم ملايين المسلمين من الجنسية الهندية خاصة في مقاطعة آسام. كثيرة هي الجرائم الهندوسية لكنها رغم كل تلك الانتهاكات لا تمثل نهجاً جديداً؛ بل كلُّ ما في الأمر أن حزب بهاراتيا جاناتا أعاد كتابة الأدبيات الهندوسية القديمة بمداد جديد من دماء المسلمين. لقد بدأ تطويق وجود المسلمين في شبه القارة الهندية منذ أمد بعيد؛ ففي عام 1876م بدأ الهندوس صراعاتهم ضد المسلمين، وقاموا في بداية الأمر باستبدال اللغة الهندية باللغة الأردية، وأيضاً استبدلوا الأبجدية الهندية بالأبجدية العربية. وقامت بريطانيا إبَّان احتلالها الهند بتعميق الانقسام فربطت اللغة الهندية بالهندوس واللغة الأُردية بالمسلمين. وتم تصوير الأُردية على أنها لغة أجنبية عن الهند. يقول اللورد (إدوارد إلينبرو) نائب حاكم الإمبراطورية البريطانية في الهند في تلك الحقبة: «الحقيقة الواضحة التي لا يمكن تجاهلها هي أن الأمة المسلمة بطبيعتها هي عدونا الشرس. لذا فإن خطتنا الحقيقية هي إرضاء الهندوس». وفي عام 1905م قسم اللورد كرزون مقاطعة البنغال الكبيرة إلى النصف الغربي الهندوسي إلى حد كبير، والنصف الشرقي المسلم إلى حد كبير (البنغال الشرقية وآسام). قيل: إن الهدف البريطاني هو الإدارة الفعالة. والحقيقة أن التقسيمات الإدارية البريطانية هذه كان الهدف منها تقسيم المسلمين وحصرهم في مناطق محدودة وخلق كنتونات ذات أغلبية هندوسية تهيمن على أغلب تلك التقسيمات الإدارية... هكذا مهدت بريطانيا منذ أمد بعيد لإضعاف المسلمين ونزعهم من الهند، ولا يدري المسلمون اليوم أن التخطيط لما يحدث تجاههم الآن بدأ مع تلك الخطوات الصغيرة. لقد
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
قصة الموت لمسلمي الهند يوم استسلموا للأسلاك الشائكة التي عزلت أكثريتهم عن أقليتهم ليتم الاستفراد بها، اليوم يجني الهندوس حصاد ما زرعته بريطانيا لهم منذ عشرات السنين ولم يبقَ في المسار إلا بضع خطوات قليلة. هل من الممكن أن تتخلص الهند من 200 مليون مسلم أو يزيد؟ هل ما يتم من إجراءات بحقهم كافٍ بشكل قاطع للتخلص منهم بشكل كامل. بالطبع يصعب تصور أن يتم التخلص من المسلمين جميعهم دفعة واحدة، لكنها سياسة الخطوة خطوة. والتاريخ يخبرنا عن شعوب محيَت واقتلعت من جذورها، ربما يستلهم الهندوس من تلك المؤامرات التاريخية والآنية أيضاً؛ فهو يسير على خطى الاحتلال الصهيوني فيهدم بيوت معارضيه كما يهدم اليهود بيوت ومنازل الفلسطينيين، وكان الغباء يحكمه في تلك الخطوة فقد تشبه بالمحتل الغاصب. على كل حال خُطَط الطغاة والمستبدين لم تعد خفيَّة بل معلومة للجلاد والضحية معاً، والإشكالية هنا أن الكثيرين باتوا كأهل بغداد حين غزاهم المغول فكانوا من شدة خوفهم يُوقِف المغولي الواحد الجمع ويبقيهم متحجرين في خوفهم إلى أن يأتي بالسيف ويقتلهم جمعياً، لا يحرك أحدٌ منهم ساكناً رغم كثرة عديدهم وتجرُّد عدوهم من السيف. بدأ الهندوس بحملات التضييق والتنكيل والسجن بحق المسلمين وسنُّوا القوانين العنصرية ضدهم، ثم تجاوزوا إلى المجازر الصغيرة هنا وهناك، وهم الآن في انتظار اللحظة الفارقة التي ربما تأتي في صورة مجزرة كبيرة بشعة بحيث تشكل صدمة مزلزلة تهز النفوس وتزعزع الشعور بالأمان لتكون كافية لإشعال شرارة هجرات جماعية تتجه نحو الدول المجاورة بنجلادش وباكستان وغيرهما من الدول الإسلامية. ما تبقى من قصة زراعة الموت فقط الانتظار ومزيد من التهيئة، وفي الصدر منها ما يمر به المسلمون في المنطقة العربية التي تمثل القلب بالنسبة للجسد. ما يحدث لمسلمي الهند ليس بعيداً عمَّا يحدث لمسلمي الإيجور في الصين، الذين تم وضعهم في أكبر سجن في العالم يضم أكثر من مليون شخص، وما يحدث للروهينجا في ميانمار من علميات تهجير وقتل بشكل مستمر ودائم... هؤلاء جميعاً لم يهبطوا على بلادهم من السماء، بل عاشوا في تلك البلاد مئات السنين؛ فما الذي سرَّع مِن خطى التضييق عليهم في الآونة الأخيرة؟ وما الذي أشغل نيران الحقد عليهم، إلا أن قلب العالم الإسلامي بدأ في الضعف وأصابه الوهن، فسعى الأعداء من كل جانب إلى جذب الأطراف تمهيداً لبترها. لقد حكمت بريطانيا الهند بعشرة آلف جندي فقط، وكان تعداد سكان الهند ما يقارب 190 مليوناً. وما كان للطغاة والمحتلين أن يتمكنوا من رقاب المسلمين إلا أنهم قنعوا بضعفهم فتساوموا مع عدوهم، فقوة العدو حقيقة هي خوف موهوم داخل النفوس إذا زال زال الطغاة كل الطغاة. __________________________________________________ _____ الكاتب: أحمد عمرو
lsgl, hgik]>> ljn f]Hj rwm hgl,j?