10 ملاحظات «متشفيين» فى أزمة اقتحام «الصحفيين»

[فريق منتدى الدي في دي العربي]

أشرف عبدالغنى


10 ملاحظات «متشفيين» فى أزمة اقتحام «الصحفيين»


منذ 58 دقيقة




«اقرا الحااااادثة: قوات الأمن اقتحمت نقابة الصحفيين يا جدعاااان. اعتصامات داخل نقابة الحريات يا خلق هووو. مطالب بإقالة وزير الداخلية ياللى انتوا مش سامعين». خلاص.. عرفت التفاصيل؟!، دعك إذن من معركة «الصراخ المتبادل» التى لا يسمع فيها أحد حتى صوته، وتعالَ نرصد - بقليل من عقل ومنطق - 10 ملاحظات «متشفيين» فى أزمة اقتحام الشرطة لنقابة الصحفيين:

1- من الواضح جداً أن هناك - بإحدى نظريتى الغباء أو المؤامرة - «دولة» تلعب ضد «الدولة»، أو على أقل تقدير فإن الدولة تعانى من وجود «جزر منعزلة» فى مؤسسات حكمها.. لا يربط بين بعضها البعض إلا رابط وحيد: العشوائية.



2- من «25 يناير» وحتى الآن تنقلب الدنيا رأساً على عقب عدة مرات، وما زالت «الداخلية» - مع تقديرنا الكامل لشهدائها الأبرار من أبناء الوطن - على نفس «غيها» القديم، ولم تقدم تقدماً إلا على مستويين: تغيير ملابس الأمن المركزى.. ونقل مبنى الوزارة إلى القاهرة الجديدة.



3- الصحفيون أصحاب «صوت عالٍ». حذار من الدخول معهم فى صدام.. لا بالحق ولا بالباطل، لأن النتيجة ستكون - غالباً - محسومة ضدك.. مهما حاولت العكس (ملحوظة: أنا ضد اقتحام النقابة بهذه الطريقة تحت أى مسمى من المسميات).



4- حتى الصحفيون المحسوبون على تيار «دعم الدولة» - إن جاز التعبير - تحركوا بقوة وسرعة ضد عملية الاقتحام، ولم يداهنوا أو يبحثوا عن مبررات، ومعنى ذلك أن هناك من يعمل - سواء بوعى أو عدم وعى - على زيادة «مساحة العداء» مع الخصوم، وخسارة «مساحة التعاطف» مع المؤيدين.




5- طبعاً «خاين للقضية» كل من يخرج حالياً عن «وحدة» الجماعة الصحفية.. ولكن يجب أن نعترف أمام أنفسنا قبل الآخرين بأن: المهنة تحتضر بكل معنى الكلمة ولا أحد يبالى أو يحاول الإنقاذ، وأننا أصبحنا نعتمد على أسلوب «المزايدة الرخيصة» فى التعامل مع القضايا المختلفة، وأن مجلس النقابة - فى معظمه - لا يملك «قامات فكرية ومهنية» قادرة على المواجهة الصلبة والعاقلة مع مثل تلك النوعية من الأزمات.



6- عندما ترتكب الدولة - يعنى أى مؤسسة بها - «خطأ» من أى نوع، ويكون رد الفعل من جانب الطرف الآخر فى الأزمة عنيفاً.. عادة ما يكون رد فعل الدولة على رد فعل الطرف الآخر (آسف على هذه اللعبكة) بطىء جداً جداً جداً، فمع التحرك السريع والحاسم تستطيع أن تنزع 50% على الأقل من فتيل الأزمة (تخيل معى لو اجتمع رئيس الوزراء مع نقيب الصحفيين، فى اليوم الأول للأزمة، وأقر بوجود خطأ فى إجراءات الداخلية، وقدم اعتذاراً صريحاً).



7- بالمناسبة، من الواضح جداً أن منصب «رئيس الوزراء» أصبح شاغراً منذ رحيل «محلب» عن الحكومة. كنا نقول - وكنت مع القائلين - عن «البلدوزر» إنه «بيتحرك كتير.. لكن ما عندهوش رؤية». مع الآسف الشديد، أصبح لدينا الآن - مع كامل الاحترام لجهده ومحاولاته - رئيس وزراء لا يتحصن بـ«الرؤية».. ولا يندفع إلى «الحركة».




8- أحداث «25 أبريل» مرت بسلام.. لماذا نصر على عدم تركها لتمر؟. بماذا تفيدنا الملاحقة وتنفيذ الضبط والإحضار، وتوسيع دائرة الاتهام بمخالفة القانون ومحاولة قلب نظام الحكم؟!. المرحلة - يا أهل البلد - لا تستدعى ذلك، وإنما تفرض علينا أن «نحابى» على ما تبقى لنا من هدوء واستقرار، وليس ضرب «أم الكرسى» فى «أم الكلوب» - مع الاعتذار لرجل الشتائم الأول فى مصر.



9- ها هم الإخوان أصبحوا «راجعين.. ومكملين». كلما تدخل إلى «بوست» على «فيس بوك» تجد تعليقاً إخوانياً مكتوباً بخدعة «تحيا وحدة الصحفيين»، ثم يستطرد الأخ الإخوانى - بشكل غير مباشر طبعاً - فى فكرة «العودة إلى الحياة السياسية»، الأمر الذى يعنى أن عودة الجماعة تتحول من «فكرة مرفوضة» إلى «واقع مفروض».



10- لا نكاد نخرج من أزمة، إلا ونجد من يضرب «مفك» فى الكام صامولة اللى فاضلين ليصنع أزمة جديدة. يا سادة: السيارة التى تحملنا - بالعافية - فى مسيرة الخروج بالوطن من «الشرق الأوسط الجديد» لا تحتمل كل تلك الأزمات، وإذا ما استمرت الأحوال على هذا المنوال، سنجد العجل - الإطارات يعنى - طاير على جنب.. وحديد العربية - السيارة يعنى - بيسف فى الأسفلت.