تناقلت مواقع التواصل الحديث أدناه فما صحته ؟ قالت السيدة عائشة : ” كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح ، وأظلمت الحجرة ، وسقط المخيط أي الإبرة ، فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة ، رفع الشملة وأطل بوجهه ، قالت : فوالله الذي لا إله إلا هو ، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه ، حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته ، ثم التفتُ إليه فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ، ما أضوأ وجهك! ، فقال: ( يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة ) ، قالت : ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله ؟ ، قال: ( الويل لمن لا يراني يوم القيامة ) ، قالت : ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله ؟ قال: ( من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) .
الفتوى صدق عليها فضيلة الشيخ الدكتور محمد صالح المنجد
الحمد لله.
لا نعرف أصلا لهذا الحديث بهذا التمام ، وإنما رواه ابن عساكر في ” تاريخه ” (3/ 310) من طريق مسعدة بن بكر الفرغاني أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي عون أنبأنا عمار بن الحسن أنبأنا سلمة بن الفضل بن عبد الله عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن رومان وصالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : ” استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقطت مني الإبرة فطلبتها ، فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة من شعاع نور وجهه ، فضحكت ، فقال : ( يا حميراء لم ضحكت ؟ ) ، قلت : كان كيت وكيت ، فنادى بأعلى صوته : ( يا عائشة الويل ثم الويل – ثلاثا – لمن حرم النظر إلى هذا الوجه ، ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي ) .
وهذا حديث منكر باطل ، والمتهم به مسعدة بن بكر ، قال الذهبي :
” مسعدة بن بكر الفرغانى ، عن محمد بن أحمد ابن أبي عون : بخبر كذب ” .
انتهى من “ميزان الاعتدال” (4/ 98) ، يعني به هذا الحديث .
وقال الحافظ ابن حجر في ” اللسان ” (6/ 22) :
” وجدت له حديثا آخر : قال الدارقطني في غرائب مالك : حدثنا أبو سعيد مسعدة بن بكر بن يوسف الفرغاني قدم حاجا ، قال حدثنا الحسن بن سفيان ، قال حدثنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما رفعه : ( مثل المنافق مثل الشاة العائرة … ) الحديث ، قال الدارقطني : هذا باطل بهذا الإسناد ” انتهى .
وقال الشيخ عثمان الخميس حفظه الله عن حديث الترجمة :
” لا يصح هذا الحديث “
http://goo.gl/jHyRzd
والصحيح : ما رواه الترمذي (3546) وصححه ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي” .
وقد ورد في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة صحيحة ، تغني عن هذا الحديث الموضوع ، فانظر :
– ” فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم” لإسماعيل الجهمي ، بتحقيق الألباني .
– ” جلاء الأفهام ” لابن قيم الجوزية .
وانظر جواب السؤال رقم : (128455) ، (130214) .
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (128796) ، (131667) .
والله تعالى أعلم .