خاص.. حوار مفتوح عن زيادة أسعار السلع والخضراوات ..وتأثيرها على الفلاح المصري

مع الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع والخضروات خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان لعام 2025، يواجه الفلاح المصري تحديات متزايدة نتيجة لهذا الارتفاع، خاصة في ما يتعلق بأسعار الخضروات.

الزيادة المستمرة في أسعار الخضروات

وناقش الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، اليوم، الزيادة المستمرة في أسعار الخضروات، مشيرا  إلى أنه طالب الحكومة منذ فترة طويلة بالتدخل لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة،  لكنه شدد على أن المشكلة لا تقتصر فقط على سوق الخضروات؛ إذ تلقى في الآونة الأخيرة اتصالات من مواطنين يشتكون من ارتفاع تكلفة الوجبات في المطاعم، ويعود هذا الارتفاع أساسًا إلى التأثير المباشر لزيادة أسعار السلع في الأسواق على قطاع المطاعم، وخصوصًا خلال شهر رمضان الذي يشهد زيادة في اعتماد العديد من العاملين خارج منازلهم على الطعام الجاهز، فأحد المواطنين وضح أن أسعار وجبات المطاعم ارتفعت بنسبة تصل إلى 10%، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الوجبة تُباع بـ100 جنيه، أصبحت الآن تُعرض بسعر 110 جنيهات.

وفي تصريحات خاصة لـ “الجارديان مصر”، أكد الدكتور طارق محمود أن هذا الوضع يشكل عبئًا كبيرًا على المواطنين، ودعا إلى تحميل الحكومة مسؤولية مراقبة الأسعار وتنظيم السوق بدلاً من إلقاء كامل العبء على التجار أو المستهلكين، موضحا  أن الحكومة تمتلك الدور الأساسي في حماية المواطنين من الاستغلال الذي قد يحدث بسبب الفوضى الموجودة في الأسواق غير المنظمة.

وأضاف أن بعض التجار الكبار يستغلون شهر رمضان لرفع الأسعار بنسب مبالغ فيها. والغريب أن الفلاح، وهو الطرف الأكثر ضعفًا في هذه المعادلة، غالبًا ما يبيع محصوله بأسعار زهيدة، بينما يحقق الوسطاء والتجار هوامش ربح ضخمة.

كمثال على ذلك، أشار إلى أن سعر الكوسة قد يصل في الأسواق إلى 25 جنيهًا، بينما يحصل الفلاح على مبلغ لا يتجاوز 3 جنيهات مقابل المنتج الذي يبيعه مباشرة من الحقل.، هذا الفارق الشاسع في الأرباح يعكس غياب التنظيم والرقابة، ويثري الوسيط على حساب كل من المنتج والمستهلك.

وأضاف الدكتور طارق أن المشكلة الأساسية تكمن في جشع بعض التجار وغياب رقابة حكومية فعّالة، مما جعل المواطن البسيط يكافح لتأمين احتياجاته الأساسية.

وأوضح أنه عندما ترتفع أسعار الخضروات بنسبة تتراوح بين 10% و15%، فإن ذلك يؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع أسعار السلع الأخرى كالحوم والأسماك، مما يزيد الأعباء المادية بشكل كبير.

كيف نواجه ارتفاع الأسعار.. تجار الجملة والفلاحين

بالنسبة لحلول مواجهة ارتفاع الأسعار، أوضح الدكتور طارق أن الطريق يبدأ بتدخل حكومي صارم وفوري، دعا الجهات المختصة مثل وزارة التموين والجهاز المركزي للمحاسبات ووزارة المالية إلى متابعة الوضع ميدانيًا داخل الأسواق.

وأكد ضرورة مراقبة العلاقة بين تجار الجملة والفلاحين، ومقارنة أسعار الشراء بأسعار البيع النهائية، مع التركيز على هامش الربح الخاص بتجار التجزئة، مشيرا  إلى أن هذه الخطوات ليست رفاهية، بل هي حتمية لتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتحدث أيضًا عن القرارات المتعلقة بزيادات الأجور وتحسين الحزم الاجتماعية المقررة في يوليو القادم، لكنه أبدى استياءه من توقيتها المتأخر مقارنة بالاحتياجات العاجلة للمواطنين الذين يعيشون في ظل ضغوط يومية لا تحتمل الانتظار.

واختتم حديثه متمنيًا أن تقوم الحكومة بخطوات حقيقية وسريعة لمعالجة هذه الأزمة الراهنة،  وطالب بتنفيذ إجراءات فعلية لضبط الأسعار وحماية المواطنين من شقاء يومي متزايد ناتج عن الفوضى وغياب التنظيم في الأسواق، مشددا  على أهمية النزول الميداني للأسواق الشعبية، ومواجهة التحديات بشكل عملي وسريع يحفظ كرامة المواطن البسيط ويخفف عنه الأعباء.

نوران الرجال

نوران الرجال عضو لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل و عضو لجنة التجارة والصناعة بحزب الدستوريين الأحرار و صحفية في دار الهلال ومؤسسة برنامج الكنز في الصندوق و ما لا تعرفه

Related Posts

دور التكنولوجيا الحديثة في حل مشاكل التي تواجه الموانئ المصرية (خاص)

ساهمت وزارة النقل بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية في تطوير الموانئ المصرية وتعزيز الربط السككي، مما ساهم في تحسين كفاءة النقل والخدمات اللوجستية، مع ذلك، لا تزال هناك تحديات…

الرؤية الاستراتيجية وراء مشروع المونوريل وأهداف الحكومة منه ( خاص)

أكد الدكتور أحمد شعراوي، الخبير في الإدارة الاستراتيجية والحوكمة والتميز المؤسسي والتنمية المستدامة، أن مشروع المونوريل يمثل خطوة بارزة ضمن التحول الاستراتيجي الذي تتبناه مصر لتعزيز بنية النقل المستدام، موضحا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *