هل يقدم بنك التنمية والائتمان الزراعي دعماً فعلياً أم يضيف أعباء إضافية بشروطه؟..خاص

يفرد موقع الجارديان مصر مساحة خاصة لاستعراض القضايا المتعلقة بمشاكل الفلاح المصري وسبل معالجتها، متناولاً في هذا السياق السؤال المحوري لهذا اليوم حول كيفية مواجهة التحديات التي يعاني منها الفلاح والحلول المحتملة، كما يُسلط الضوء على دور بنك التنمية والائتمان الزراعي، مع التركيز على تقييم تأثيره على الفلاحين، سواء كان إيجابياً من خلال الدعم الذي يقدّمه، أو سلبياً عبر فرض شروط قد تزيد من الأعباء الملقاة على عاتقهم.

هل يقدم البنك دعماً فعلياً أم يضيف أعباء إضافية بشروطه؟

ويشير الدكتور طارق محمود، أستاذ الزراعة والإرشاد البيئي، إلى أن بنك التنمية والائتمان الزراعي أُنشئ في الأساس لدعم التنمية الزراعية وتقديم التمويل اللازم للفلاحين، مؤكدا أن الهدف الأساسي هو مساندة الفلاح المصري الذي يعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، لكنه يتساءل: هل يحقق البنك هذا الهدف فعلاً؟

وفي حديث خاص لـ”الجاريان مصر”، أوضح محمود أن هناك شكاوى متزايدة منذ سنوات بشأن تعامل البنك مع الفلاحين بصلابة زائدةن فبدلاً من تقديم الدعم اللازم لمن يعاني من قلة الإمكانيات ويحتاج تمويلاً لدعم إنتاجيته، يعتمد البنك على شروط صارمة للحصول على القروض، وعلى سبيل المثال، عند منحه للفلاح قرضاً، يضع شروط سداد صعبة تجعل البعض يحجم عن التعامل معه خوفاً من العواقب المترتبة على عدم السداد.

وأشار إلى أنه رغم تغير رؤساء البنك وتوالي الإدارات المختلفة، إلا أن سياساته العامة لم تشهد تحولاً يخدم مصلحة الفلاح، نتيجة لذلك، يتجنب كثير من المزارعين التعامل مع البنك بسبب الشروط القاسية، مما يؤثر سلباً على الزراعة والإنتاج ككل، الفلاحون يجدون أنفسهم في موقف صعب مع عدم كفاية التمويل اللازم لمواجهة احتياجاتهم.

البدائل المتاحة أمام الفلاح

أما بالنسبة للبدائل المتاحة أمام الفلاح، فهي قليلة ومحدودة، قد يتجه البعض إلى بنوك أخرى أو لشراكات مع رجال أعمال، لكنها غالباً ما تكون غير عادلة، وتكمن المشكلة الكبرى في أن معظم الفلاحين يعانون من عدم توفر الضمانات التي تطلبها المؤسسات المالية أو المستثمرون.

وشدد محمود على أن الدولة تتحمل مسؤولية مباشرة في هذا الأمر، فيجب أن تعمل على توفير تسهيلات وضمانات تلبي احتياجات الفلاحين لمساعدتهم في التصدي للتحديات الاقتصادية، فمن غير المقبول أن تحرم فئة حيوية مثل الفلاحين من حقوقها المشروعة، وتحسين سياسات الإقراض لتكون أكثر مرونة وسهولة هو خطوة أساسية نحو الحل، بالإضافة إلى ذلك، لا بد من وضع قوانين تحمي حقوق الفلاح وتفرض رقابة فعالة على السوق لضمان استقراره ومنع الهدر غير المبرر للمحاصيل.

واختتم الدكتور طارق حديثه بأن دعم الفلاح المصري بشكل كامل لا يقتصر على تحسين أوضاعه فقط، بل يمثل استثماراً مهماً في القطاع الزراعي ككل، وهذا سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإنتاجية وتوفير الغذاء بأسعار مناسبة ومستدامة للمواطنين.

نوران الرجال

نوران الرجال عضو لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل و عضو لجنة التجارة والصناعة بحزب الدستوريين الأحرار و صحفية في دار الهلال ومؤسسة برنامج الكنز في الصندوق و ما لا تعرفه

Related Posts

دور التكنولوجيا الحديثة في حل مشاكل التي تواجه الموانئ المصرية (خاص)

ساهمت وزارة النقل بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية في تطوير الموانئ المصرية وتعزيز الربط السككي، مما ساهم في تحسين كفاءة النقل والخدمات اللوجستية، مع ذلك، لا تزال هناك تحديات…

الرؤية الاستراتيجية وراء مشروع المونوريل وأهداف الحكومة منه ( خاص)

أكد الدكتور أحمد شعراوي، الخبير في الإدارة الاستراتيجية والحوكمة والتميز المؤسسي والتنمية المستدامة، أن مشروع المونوريل يمثل خطوة بارزة ضمن التحول الاستراتيجي الذي تتبناه مصر لتعزيز بنية النقل المستدام، موضحا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *