وطنى – نثر للاعلامي / زكريا العبد
وطنى أعرفه و يعرفنى
و طنى أعرف قراه و مدنه
وطنى أحبه و يحبنى
وطنى أشاهده و أسمع لحنه !!
وطنى كالشبح يطاردنى
يستغيث بى من الطوفان
وطنى لكم أحببت المكوث فى ترابه
فى زراعاته فى أراضيه فى كل هذا المكان
وطنى ……… حنينى إليه ليس كأى حنين
و حبى له ليس كأى حب
وطنى أطارده زمانا و أحيانا هو يطاردنى
يتخافى وراء الجدران التى تعلوها بيوت و جدران
وطنى هو الأهل هو الصحب هو الأصدقاء
فكيف أتخلف عنه يوم النداء ؟
و كيف أطعنه فى ظهره ؟ !!
و ظهرى من ظهره ………. حتى لونى من لونه……..
و إسمى مشتق من إسمه و هى نفس الأسماء (1 )
وطنى ….. ذلك النور الذى يحين وقت الظلام
و ذلك الأمل الذى يحطم أوقات اليأس و الآلام
أتعرف يا وطنى …… من درجة حبى لك قالوا ألحد ( 2 )
و من درجة تعلقى بك …. قالوا عنى مجنون
فذلك مجنون ليللى و ذلك مجنون جوليت و عبلة و أنا مجنون بك يا وطنى
أواه ( 3 ) يا وطنى !!
غدروا بك يا وطنى …… غدر بك طائف الشيطان
سأحاربهم …… سأدافع عنك ….. سأطارهم
حتى آخر شيطان
سأرتدى الزى و سأحمل السلاح فى وجه الطغاة
و سأقف مع الشرفاء فى مهب الريح و الطوفان
وطنى مصاب …. يا حسرتاه !!
سأعالجك يا وطنى
من أين أبدأ بعلاجك ؟!
و من أين سأستخرج رصاصة الغدر و الخايانة و الكفران ( 4 )
وطنى لونه من لونى و ملامحى من ملامحه
وطنى …… أنا أعرف بيوتك و تلك البيوت
أعرف تلك القرى
أعرف تلك المدن
و تلك المساكن
و هؤلاء الناس …. هم أبناء وطنى
وطنى لأجلك تحالفت مع الشرفاء
و طاردت الخونة الجبناء
لكى أحميك من شرهم يا وطنى
وطنى …… أنت أبى و أمى …… أنت اخوتى و أخى الأكبر
أنت أبناء اخوتى …… أنت السكن و الأصدقاء
أنت شعور السعادة بفرحة ما بعد الغياب فرحة اللقاء
1 – الأسماء : يقصد الشاعر أسماء العائلات ، فالشاعر ينتمى إلى عائلة العبد المعروفة بفروعها الكبيرة و أعدادهم و وجودهم فى أغلب محافظات مصر
2 – ألحد : من الالحاد و هو انكار وجود الإله و عدم الاعتراف بالأديان ، لكن المقصود هنا كناية عن المبالغة فى حب الشاعر لوطنه
3 – أواه : إسم فعل بمعنى أتوجع دلالة على الألم و التوجع أو البكاء
4 – الكفران : مقتبس من مصطلح ” كفران العشير ” و هو انكار الزوجة لفضائل زوجها و رغبتها فى الانفصال و المصطلح يدل على عدم الاعتراف بالجميل و يكمل معنى ” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟! “
Facebook Comments