<div>
<div align="center">
أما مشيه صلى الله عليه وسلم فكان يمشي دائماً وأبداً سريعاً في مشيته، مجتمعاً بجسمه كله، وهي ما نسميه بالمشية المعتادة في عصرنا، من يراه يرى أنه جاداً لا كسلاناً، وكان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقول:
{ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ } وعن ابن عباس رضي الله عنهما:{ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا مَشَى، مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ }
كان صلى الله عليه وسلم يُعلِّمهم أنه يمشي على هذه الهيئة، ولذلك تعلَّم أصحابه ذلك، فعندما مات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو رجل من هؤلاء الرجال، سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها وقد رُؤيت تبكي عليه: لِمَ تبكي على عمر؟ قالت: عمر رجل كان إسلامه فتحاً وهجرته نصراً.
لأنه عندما أسلم تحولت الدعوة من السر إلى العلانية، وعندما هاجر أخذ معه أربعون من الفقراء والمساكين علناً، رجل كان إذا قال أسمع – جهوري الصوت – وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهذه الصفات تعلَّمها من الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم في أدبه في مشيه الذي علَّمه لنا إذا التفت يلتفت جميعاً، أي يلتفت بكله، ولذلك كان أصحابه يمشون خلفه وهم آمنون، وكان إذا أدبر أدبر جميعاً، فعن جابر بن عبد الله عزوجل قال:
{ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَلْتَفِتُ إِذَا مَشَى، وَكَانَ رُبَّمَا تَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِالشَّجَرَةِ أَوِ الشَّيْءِ فَلا يَلْتَفِتُ حَتَّى يَرْفَعُوهُ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، وَكَانُوا قَدْ أَمِنُوا الْتِفَاتَهُ صلى الله عليه وسلم }
وعن علي رضي الله عنه قال:{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم َإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا }
وكان أحياناً يمشي منتعلاً، وأحياناً يمشي حافياً، فعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال:
{ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْشِي حَافِيًا وَنَاعِلاً }
وأحياناً في وقت المعارك كان يمشي القهقرى أي يرجع بظهره، كل أنواع المشي موجودة فلا نُحَجِّر واسع فضل الله عزوجل. وكان إذا مشى مع أصحابه أحياناً يأخذ بأيديهم، وكان من أدبه صلى الله عليه وسلم أنه من يأخذ بيده لا يسحب يده من يده حتى يكون هذا الرجل هو الذي يأخذ حظه ويسحب يده، وأحياناً كان يأمر أصحابه أن يمشوا أمامه ويمشي خلفهم ويقول:{ لا تَمْشُوا خَلْفِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلائِكَةِ }
وعن جابر رضي الله عنه قال:{ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلائِكَةِ }
وروى أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ امْشُوا أَمَامِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلائِكَةِ }
وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:{ خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ، فَإِذَا أَنَا بالنَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلامُ يَمْشِي بيْنَ يَدَيَّ، فَأَخَذَ بيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:{ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ }
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation