أخو زوجي يتحرش بابني
أ. شريفة السديري
السؤال
ابني عُمره 8 سنوات، عمه في الصف الأول الثانوي، يتحرَّش بابني.
أنا مصدومة، ولا أدري ماذا أفعل؟ ابني يخاف من تهديد عمِّه له، ويفعل له ما يريده.
ابني يبكي عندي ويقول لي: أمي، عمي يقول لي: إذا أخبرتَ أحدًا، فسوف أضربُك، وأنا أخاف أن أُخبر زوجي؛ حتى لا تَصير مصيبة في البيت، وربي لا أعرف ماذا أفعل؟
أتمنَّى أن تنصحوني بشيءٍ، ولكم جزيل الشكر.
الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي في الألوكة.
بَشِع جدًّا حين يكون مصدر الأمان هو نفسه سبب الخطر والأذى!
في البداية، احْمَدي الله أنَّ ابنك قد أخبركِ بما حصَل معه؛ فهناك أطفال كثيرون غلَبهم الخوف، وصمَتوا وظلُّوا لسنوات يتجرَّعون الأذى والظلم!
ما تحتاجينه الآن هو عدة أمور: الأوَّل يتعلَّق بابنك ونفسيَّته بعد التحرُّش، والثاني يتعلَّق بعمِّ طفلك وإيقافه عمَّا يفعله، والثالث الانتباه والحَذر لآثار ما بعد التحرُّش.
التحرُّش يا عزيزتي يؤثِّر بشكلٍ كبير على نفسيَّة الطفل، وقد يُسبِّب له الاكتئاب الحاد - إن لَم يعالَجْ - ويؤثِّر على أدائه في أنشطته اليوميَّة؛ لأن المتحرِّش يُغري الطفل ويَستدرجه؛ حتى يَصِلَ لغايته القذرة، وبعدها يُوهمه أنه هو الذي أرادَ ذلك وكان سعيدًا به، وأنه سيَضربه، أو يَقتله، إن أخبرَ أحدًا بالأمر، وما إلى ذلك من تهديدات تُخيف الطفل، وتجعل المشاعر تتنازعه ما بين الشعور باللذة والمُتعة، والخوف والألَم غير المفهوم بالنسبة له؛ لذا عليكِ أن تأخُذيه لمُختصٍّ نفسي للأطفال، ويُفضَّل أن يكون مُختصًّا في حالات التحرُّش بالأطفال؛ ليساعد طفلك على التفريغ وإخراج مشاعره السلبيَّة والمتضاربة عن الأمر.
أمَّا فيما يتعلَّق بعمِّ طفلك، فمعكِ حقٌّ بخصوص المشكلة التي ستحصل؛ لذا من الأفضل أن تُهدِّديه وتُخبريه بأنَّكِ عرَفتِ بما يفعله مع ابنكِ، وأنَّكِ ستُخبرين زوجَك، إن فعلها ثانية.
كوني قويَّة، ولا تَضْعُفي أمامه، وتأكَّدي أنه هو الذي سيشعر بالخوف وليس أنتِ أو ابنكِ؛ لأنه هو المخطئ الذي سينهار إنِ اكتشَفه أحدُهم، واكتشَف ما يفعله.
وراقبي طفلك جيدًا، ولا تتركيه وحْده أبدًا دون مراقبة؛ حتى لا يتعرَّض لتحرُّش آخرَ؛ لأن مَن يتعرَّض للتحرُّش وهو طفل، تتفتَّح لَدَيه هذه الرغبات مبكرًا، وقد تجعله يشاهد صورًا إباحيَّة، أو يُمارس العادة السريَّة، وفي أحوال سيِّئة جدًّا - أسأل الله أن يُبعدَها عنكم - يُصبح هو متحرِّشًا بالأطفال عندما يَكبُر؛ لأن المتعة ترتبط لَدَيه بصغار السن؛ لذا المراقبة المبكرة والتصحيح الفوري للآثار السلبية، يُسهم كثيرًا في تجنُّبها وتعديلها، ومَحْو أثرها.
يسَّر الله أمركِ عزيزتي، وفرَّج كرْبَكِ.
وتابِعينا بأخبارك.