كيف أندمج مع زميلاتي في المدرسة؟
أ. رفيقة فيصل دخان
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة انتقلتْ مِن فصلِها الدراسي إلى فصلٍ آخر، وترَكتْ جميع زميلاتها، ولم تَستطعْ مُصاحبة زميلات الفصل الجديد، وتريد بعض الطرُق التي تستطيع بها التعامل معهنَّ.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة انتقلتُ إلى فصل دراسي جديدٍ، ولا أعرف أحدًا في الفصل الجديدِ، لا شخصياتهنَّ، ولا طبائعهنَّ.
أنا بطبعي هادئةٌ مع الغُرباء، ولا أعرف كيف أتصرَّف مع فصلي الجديد، خاصة أن معرفتي قليلة جدًّا بهنَّ.
كل ما أريدُه أن أنخرطَ معهنَّ وأندمج، لكن لا أستطيع، وأخاف أن أصبحَ وحدي طوال العام الدراسي!
أريد أن أتعرَّف عليهنَّ، لكن أمي نَصَحَتني بألا أنخرطَ معهنَّ، وأن أنشغلَ بدراستي فقط، لكني أكره أن أكونَ وحيدةً في حين أن كل زميلاتي فرحات حولي.
لا أعرف الموضوعات التي يمكن أن تجذبهنَّ إليَّ
وأرجو أن تَنصحوني بكيفية التعامُل معهنَّ؟
وكيف يكون حديثي معهنَّ؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختنا الفاضلة في استشارات شبكة الألوكة.
يَبدو يا عزيزتي أنك تمتلكين شخصيةً مُنفتحةً على العالم، فأهمُّ ميزات هذه الشخصية أنها تُحب قضاء وقت مع الآخرين، والتعرُّف على الجميع، وكلما زاد تفاعُلها واحتكاكُها بالناس زادتْ طاقتها.
وهذا ليس غلطًا، كما أنه ليس صحيحًا مُطلقًا أيضًا، فمَن تتفاعلين معهم هم مَن يُكوِّنون شخصيتك وعقلك، وهذا يجعلنا نُفكر ألف مرة قبل اتخاذ الصديق الجيد، ويجعلنا حذرين؛ فالصاحبُ ساحبٌ.
يجب أن تنطلقي مِن القيم كي لا تُصدمي بواقع الناس وخيباتهم، وهذا بالضبط ما تَعنيه أمُّك الرحيمة بك عندما نصحتْك بالاكتفاء بعددٍ مِن الصديقات فقط.
نصيحتي لك:
أولاً: أصلِحي ما بينك وبين الله ليُصلح الله ما بينك وبين البشر؛ ففي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أَحَبَّ اللهُ العبدَ قال لجبريل: يا جبريل، قد أحببتُ فلانًا فأحبه، فيُحبه جبريل، ثم يُنادي في أهل السماء: إنَّ الله قد أحبَّ فلانًا فأحبُّوه، فيُحبه أهلُ السماء، ثم يُوضَع له القَبول في الأرض، وإذا أبغض اللهُ العبد...))،قال مالِكٌ: لا أحسبُه إلا قال في البغض مثلَ ذلك.
ومحبةُ الله بطاعته وامتثال أمره ونهيه.
ثانيًا: تفوَّقي في دراستك، وكوني باذلةً مِعطاءً للخير والمعروف، وستحبين تلقائيًّا الصديقات والزميلات، مع المحافَظة على الأناقة المحتشمة وعلى الرائحة الطيبة النظيفة وعلى تناسُق الجسم والألوان.
كُوني مثقفةً وقارئةً نهمةً؛ كي يكون لك مِن الأحاديث اللطيفة والمفيدة ما يجذِب لك الأسماعَ والأفهام.
ثالثًا: قوِّي شخصيتك كي تَكوني أنت المؤثِّرة والجاذبة للخير.
وأخيرًا: دائمًا اختاري الصديقات المميزات كي تتميزي، أما التافهات فلسْنَ جديرات بالصداقة، ولا حتى بالحديث العابر.
ولا تنسَيْ أن تدعي الله في سُجودك بأن يُهَيِّئ لك الرُّفْقةَ الصالحةَ الناصحةَ
وفَّقك الله عزيزتي، ويَسَّرَ لك الخيرَ