بقلم: بسمة رمضان
استوقفنى منذ أمس علي شبكات التواصل الإجتماعى مجموعة صور لصديقتين ورجل وطفلين تقوم بنشرها بعض السيدات، تحت عنوان “خطافة الرجالة”، وفى المقابل قام الرجال بنشر نفس الصور تحت عنوان ” أهلأ بتعدد الزوجات وتسقط أنانية النساء”، وقام الطرفان بسب بعضهم البعض بسبب تلك الصور، الذى يظهر فيها جميع الأطراف يضحكون.
قتلنى الفضول لأعلم حقيقة قصة جلسة التصوير الغريبة، الواضح أمام الجميع انها مبهجة، بالرغم من أنها تضم صديقتين أصبحتا ضرتين (زوجتين لرجل واحد)، فى النهاية.. اكتشفت أن الزوج ميسور الحال وأن الزوجة الأولى أم لطفلين، وتعرفت على ضرتها (اللاحقة) من خلال الفيس بوك حيث أنها تقوم بنشر فيديوهات عبر تيك توك.
عبر فيديوهات تنمية بشرية، وبتعليقات متابعي تلك الفتاة، اكتشفت أنها دائماً مع “الترند” بمعنى أنه ليس لها مبدأ ثابت ودائماً مع الشهرة، بعد التعارف أدخلت الزوجة تلك الفتاة منزلها، ثم بعد ذلك حدثت المفاجأة بذهاب زوجها ليتقدم لخطبتها، وحينما تعمقت فى أكونت الزوجة الأولى أكتشفت انها ليست سعيدة كما يظهر أمام الجميع من خلال ذلك الصور، وانها قامت بكتابة أكثر من بوست “تحسبن” فيه على صديقتها بعد خطفها لزوجها.
ربما يكون تبرير ما حدث أن الزوجة أجبرت على ذلك حفاظاً على بيتها وأطفالها، متحملة اتهامات البعض بأنها سلبية ، وأنه كان يجب أن تطلب الطلاق، وهناك من قال أنها استمرت فى ذلك الزواج من أجل الأموال فقط لاغير، وهناك من قال ان صديقتها هي من خربت بيتها وهذا جزاء من يثق في أى شخص حتى اذا كان أقرب الناس إليه.
الغريب فى الأمر، أنه لا أحد هاجم الزوج نهائياً، بالطبع جميعنا نعلم لماذا؟ لأن الشرع يحلل له الزواج من أربعة نساء، لكن بعض الأزواج بكل أسف لا يعلمون أى شيء عن شروط الزواج من أخرى وكيفية تحقق العدل بين الزوجات.
ليس هناك “خطافة رجالة” فالرجل هو من بيده أمر نفسه وبيته، وهو من يقرر بكامل إرادته من تعيش معه، ويعلم اذا كان ما يفعل هو الشيء الصحيح أم الخطاً وهل سيجرح زوجته الأولى بهذا الفعل ام لا؟ قبل أن يقرر الزواج من أخرى.
اما بالنسبة للزوجة الأولى، فلا أحد يعلم الضغوطات اللتى تعرضت لها حتى توافق على ذلك، ولا شك أن بداخلها نارا لا تطفؤها أموال الدنيا بأكملها، فلا يعقل أن نقول أنها لا تغار على زوجها، وزوجات الرسول، وهن من أكمل الناس دينا، كن يغرن عليه من بعضهن، فلا أحد يعلم ما يضمره كل انسان، وفى النهاية الزوجة الأولى هي صاحبة القرار الأول والأخير، وإن وافقت فليس من حق أحد التدخل فى حياتها الخاصة.
أما الزوجة الثانية التى وافقت أن يكون معها شريكة في زوجها، فهى حرة ولابد أن تتحمل عواقب ما سيكون، وفى النهاية هذه حياة خاصة، ليس من حق أى أحد التدخل فيها.
أتمنى من الجميع أن يدعوا الخلق للخالق، وأن يعلموا بأن ليس هناك خطافة رجالة، وأن الشرع حلل الطلاق للطرفين حتى يستطيع كل طرف أن يكمل حياته بعيداً عن الأخر اذا رأى أن الحياة أصبحت مستحيلة، فلا أحد مجبر على أن يعيش حياة غير راض عنها، حتى اذا كانت من أجل الحفاظ على البيت والأولاد، لأن البيت اذا أصبح بلا روح، سيخرج أطفالاً معقدين ومتأثرين نفسياً بما يحدث حولهم.
لكن السؤال الذى حيرنى لماذا إصرار الزوج والزوجة الثانية على التقاط صور بمصاحبة الزوجة الأولي والأطفال، هل لأنه أراد أن يبين للجميع بأنها راضية عن الزواج ويشجع الناس أن يفعلوا ذلك رغم رفضها التام لزواجه، أم للتباهى بأنه “سي السيد”.
حسب ظني فإن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يجبر أياً من زوجاته على عمل أى شيء تكون غير راضية عنه.. استقيموا يرحمكم الله، حتى اذا أردتم التعدد طبقوا ما فعله رسولكم، ولا تنسوا الفضل بينكم.
—————————
بقلم: بسمة رمضان
Facebook Comments