بقلم: بسمة رمضان
“من يؤتمن علي العرض لا يسأل عن المال” جملة كتبها والد عروس في قائمة ابنته يوم عقد قرانها بدلآ من كتابة منقولاتها مثلما يفعل الجميع، وهنا كانت الصدمة لأن هذه الجملة تسببت في كشف عوراتنا، حيث انقلبت السوشيال ميديا بأكملها رأسآ علي عقب، فهناك من مدح والد العروس وهناك من انهال عليه بالسب والقذف، وكأن المنتقد هو من قام بتجهيز ابنة الرجل بدلآ منه ومن حقه التحكم في حياتها.
الرجل علي حق في هذه المقولة، لأن المال لن يجلب السعادة، فلا قائمة ولا أموال العالم بأكملها تعوض خراب القلب، كل شيء يتم تعويضه إلا دمار حياة إنسان.
في وقت ما ستكتشفين أن أمامك خيار واحد فقط للخروج من حياة أرهقت روحك، وهو التنازل عن كل شيء، ويصير بإمكانك فعل ذلك مقابل الخروج من هذه الحياة الزوجية، في ذلك التوقيت لن تفكري في قائمة المنقولات التي يتحدثون عنها، وسيكون كل تفكيرك كيف تعيدين حياتك من جديد بعد الخراب الذي حل بك، وكيف ستخرجين من هذا الزواج باحترام وبدون صراعات ومحاكم ومشاكل لا تمثلك، لأنك وقتها ستتذكرين مقولة “ولا تنسوا الفضل بينكم”.
لكن في الحقيقة لم أكن أتخيل أن مجتمعنا أصبح بهذه البشاعة، وكأنه لم يعد هناك رجال نستطيع أن نأتمنهم علي أنفسنا، وليس علي منقولاتنا، لن أنكر أن هناك من يستبيح أموال الغير لكن هناك ايضآ من يؤتمن علي حياة الغير، فبعض الرجال ليسوا وحدهم من يستبيحون أموال زوجاتهم، فهناك سيدات تسببن في حبس أزواجهن بقائمة المنقولات زز وربما يكن قد أخذنها من قبل، فالجميع ليسوا ملائكة، فبإختصار شديدن هناك من تربي علي أخذ حقوق الغير وهناك من تربي علي إعطاء الحقوق للغير.
كل الحكاية أن إختيار شريك الحياة منذ البداية هو الذي سيترتب عليه كل شيء، فحينما تقررون الزواج تزوجوا من يحافظ علي عرضكم قبل أموالكم، حتي إذا كتب الله عليكم الفراق يصبح الاحترام والحب والمودة تتسيد الموقف، وتكونوا عبرة حسنة للجميع، واعلموا جيدآ أن كل شيء يتم تعويضه إلا الإنسان ذو الأصل الطيب فهو لن يعوض ولو بكنوز العالم بأكملها، ومن يريد أن يقبل علي نفسه الاستحواذ على أموال الغير فليعلم جيداً أن الآخر خصيمه يوم القيامة “وعند الله تجتمع الخصوم” وأعلم أيضاً أن ربك لن يظلم أحدا، وستشاهد حقك يأتي إليك بدون أي مجهود.
جميعنا يشاهد امتلاء المحاكم يوميا بقضايا الخلع والطلاق والنفقة، ولا يعلم من الجاني الحقيقي ومن المجني عليه، فدعوا الخلق للخالق وأعلموا جيدآ أن ما خفي كان أعظم ، فالنساء لسن ملائكة كما تظنون، ولا الرجال أيضاً.
في النهاية لا تحكموا علي قصة ليست قصتكم، فجميعنا أشرار في رواية أحدهم.
———————–
بقلم: بسمة رمضان
Facebook Comments