يا قدس اوعي تدمعي هترجعي
كتب محمد عبد الحافظ
يا قدس اوعي تدمعي هترجعي
وان طال غيابِك عننا
قلبِك أنا
وحق حب المصطفى وقت الوفا
قرَّب ونفديكي بحياتنا ودمنا
ما هذا الذي يدور حاليًا من استمرارٍ للأوضاع الخسيسة من الجانب الاسرائيلي وتطاوله المقيت على الإخوة الفلسطينيين المسالمين في بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة وما يقوم به الجيش المغتصب من قتل ونهب وقصف وتهجير المئات والآلاف من أهل مخيم جنين الصامدين في وجوه أبناء القردة الخاسئين وما يفعلونه من أفعال وأعمال إرهابية وإجرامية بحق إخواننا الفلسطينيين كافة في غزة المحاصرة منذ سنوات وفي خان يونس وما حدث في حي الشيخ جراح وفي كل منطقة بين الحين والآخر دون رادع إنساني ولا حقوقي من منظمات حقوق الإنسان الدولية الناطقة بالسلام المزعوم واحترام سيادة القانون والنظام الدولي وحرية الآخرين ، فليس هناك من رد إلا بالحجارة الناتجة من هدم المنازل واغتصاب الأراضي والممتلكات الخاصة وبعض رصاصات المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني الأفذاذ والذين يصدون بصدورهم هذا الاجتياح الغاشم والبجاحة السياسية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الأخرس ، وما يجب علينا أن يكون في قضيتنا الوطنية والدينية الأولى قضية القدس المحتل والتي حاد الكثيرون عن دربها وسلكوا مسالكَ بعيدةً عنها وعن طبيعة وماهية قضية فلسطين والعروبة التي ينبغي على المسلمين والعرب الاستفاقة من هذا السبات المقيم الذي توغل في العقول وسار في أوردة الكثيرين مسرى الدماء في الأوردة ، علينا أن نعيَ ونقدر ونفطن إلى تلك الألاعيب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنظمة التي يسلكها اليهود والغرب التابع لهم والكثير من غربانهم وببغاواتهم الذين لا ينطقون ولا يرددون إلا ما اشتهت أنفسهم من أقاويلَ الضلال والرضاء الصهيوني البغيض ، إننا مسلمون وعرب في كل بقاع وأصقاع المعمورة علينا سرعة النهوض من هذا النوم الذي غصنا به في أرازل القيعان وبعدنا كل البعد عن ماهية مقدسات المسلمين الأولى ومقدسنا الشريف وكفاحنا ونضالنا الذي أمرنا الله به ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حتى نسترد أراضينا المغتصبة وكرامتنا التي صارت سرابًا بين صحاري الكون حتى أن كثيرين من أبناء وبنات هذا العصر لم ينفكوا يرون تلك السرابات ولم يعرفوا لعودتها آمالًا ولا وعودًا ولا حقيقةً لابد من تحقيقها بفضل الله ونصره لعباده الذين آمنوا بحقوقهم وأيقنوا أنها لا محالة متحققة ولو بعد حين كما جاء في قرآننا الحكيم :
( «وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا، سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا
وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا»
ومما ذكره الله عز وجل في هذا الشأن أيضًا : ( «قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِکُمْ أَنْ يُصيبَکُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَکُمْ مُتَرَبِّصُونَ»
اللهمَّ إنا ندعوك فانتقم من القوم الظالمين
نبذة عن الكاتب
محمد عبد الحافظ كاتب وشاعر
سفير السلام العالمي والنوايا الحسنة وحقوق الإنسان
رئيس أكاديمية الحافظ للثقافة والسلام والآداب والفنون
نائب رئيس الهيئة الاستشارية العليا لمؤسسة الوطن العربي الاعلامية لندن المملكة المتحدة