تحقيق/ زكريا العبد
مع استمرار الارتفاع المتزايد في أسعار مصادر الطاقة حول العالم خاصة البنزين والغاز الطبيعي وتزايد المشاكل والاثار السلبية الناتجة عن استخدام الوقود الاحفوري من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر الذي يؤدي الي تجريف السواحل واختفاء مدن ساحلية بأكملها تحت مياه البحار نتيجة ظاهرة الاحتباس وذوبان الجليد القطبي والازدياد الملحوظ في نسب امراض الجهاز التنفسي الناتجة عن استنشاق عوادم السيارات والمصانع وحرائق الغابات وغيرها من المشاكل العديدة ، ابتكر فريق من الطلاب بكلية الهندسة بالمطرية التابعة لجامعة حلوان تحت مسمي فريق ريهايدرو (REHYDRO) جاهز لإنتاج وقود الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة وبدأ العمل علي مشروع الإنتاج واسع النطاق للهيدروجين وتوسعة استخداماته بالتزامن مع رؤية مصر 2030 وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر COP 27 ومحققا أربعة من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
تتم تسمية وقود الهيدروجين بالألوان بحسب المصدر المستخدم في إنتاجه والهيدروجين الأخضر هو المنتج من مصادر طاقة متجددة وهو وقود يمكن تخزينه في حالته السائلة بعد ضغطه في صورته الغازية فور انتاجه ويتم تخزينه في أسطوانات مثل الغاز الطبيعي وبالمقارنة مع مصادر الطاقة الشائعة مثل الفحم والبنزين والسولار والغاز الطبيعي وغيرهم نجد أن من الممكن استخدام الهيدروجين الأخضر عوضا عن المصادر الأخرى وأن وقود الهيدروجين الأخضر يعالج اغلب المشاكل الموجودة في مصادر الطاقة الأخرى ومنها التلوث البيئي الناتج عن حروق الوقود الاحفوري وإنتاج الغازات الدفيئة مثل غاز ثاني أوكسيد الكاربون وغاز الميثان وغيرهم من الغازات التي تسببت في ارتفاع درجة حرارة سطح كوكب الأرض بمعدل درجتان في الـ 100 عام الأخيرة وقد شاهدنا وشعرنا بهذا في موجات الحر الأخيرة والتي سوف تستمر وتستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم نقم بالاستغناء عن الوقود الاحفوري في استخداماتنا واستبداله ببدائل نظيفة صديقة للبيئة.
وقد تمكن فريق ريهايدرو تحت اشراف نخبة اكاديمية رفيعة من تصميم وتطوير وتصنيع النماذج الأولية لجهاز كاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الالف الي الياء وقد نافس الفريق بمشروعهم في العديد من المسابقات العلمية وتمكنوا من حصد العديد من المراكز في هذه المسابقات ومنها مسابقة YLF Climate Leaders ومسابقة Triple S ومعرض الابتكارات ومشاريع التخرج بجامعة حلوان ويعملون الان علي تطوير المشروع والدخول في مسابقات اكثر والبحث عن راعي وداعم للمشروع وجلب فرص استثمار من اجل توفير وتوسعة استخدامات الطاقة النظيفة والحد من استخدام مصادر الطاقة الملوثة للبيئة.
وعن آلية عمل المشروع تتم عملية انتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق تحلية مياه البحر ومن ثم إدخالها في جهاز الفصل الكهربائي الذي يفصل المياه (H2O) الي عنصريها الأساسيين وهما غاز الاكسجين (O2) وغاز الهيدروجين (H2) وهو الهيدروجين الأخضر الذي يتم تجميعه وتنقيته وتخزينه في أسطوانات لحين استخدامه.
والجهاز مكون من وحدة تحلية مياه البحر، وحدة التحليل الكهربائي للمياه، وحدة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، وحدة تخزين الهيدروجين، لافتًا إلى أن الجهاز نال إعجاب الكثير من الزملاء وأعضاء هيئة التدريس وعدد من المستثمرين في العديد من المعارض العلمية والمسابقات التي شارك بها الفريق وكما حصد المشروع العديد من المراكز في مسابقات عديدة منها مستبقة الابتكارات ومشاريع التخرج بـ جامعة حلوان ومسابقة YLF ومسابقة Triple S.
وصرح د. محمد جمال المشرف الأكاديمي على المشروع ومدرس بقسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان بأن إنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر المحلاة عن طريق الطاقة الشمسية واستخدامه في تشغيل شبكة إنارة مشروع مهم لترشيد الطاقة والحفاظ على البيئة وتوفير مصدر بديل للوقود الاحفوري.
وعن حجم المشروع، قال د. محمد جمال: “نحن نعمل بالفعل على مقياس أكبر لإنتاج كمية أكبر من الغاز والهدف الحالي هو استخدام الهيدروجين في الانارة من خلال تحويل الهيدروجين لكهرباء وبالتالي العملية هنا هي تحويل المياه لكهرباء لأن المياه بعد تحليتها وفصل الاملاح والمعادن يتم وضعها في جهاز يعمل بالكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية كي تتحول لهيدروجين أخصر والهيدروجين الأخضر يتحول لكهرباء”.
Facebook Comments